أكدت مصادر تركية ل «الحياة» أمس أن الاجتماع الثاني لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى سيعقد برئاسة رئيسي الوزراء السوري محمد ناجي عطري والتركي رجب طيب أردوغان في أنقرة الثلثاء المقبل بهدف مراجعة تنفيذ الاتفاقات الموقعة وتوقيع عدد من الاتفاقات لتعزيز العلاقات بين البلدين. وعلم أن الوفد السوري سيضم نحو 15 وزيراً بحيث يعقد الاجتماع الوزاري الاثنين المقبل، تمهيداً للقاء رئيسي الوزراء وحضور مراسم توقيع الاتفاقات. وأسفرت زيارة الرئيس بشار الأسد إسطنبول في 17 أيلول (سبتمبر) العام الماضي عن الاتفاق مع أردوغان على تشكيل «المجلس الاستراتيجي» لتعزيز التعاون في جميع المجالات والتنسيق في المحافل الدولية، إضافة الى إلغاء تأشيرات الدخول ورسومها. وعقد الاجتماع الوزاري الأول في الشهر اللاحق، قبل انعقاد اللقاء رفيع المستوى برئاسة رئيسي الوزراء في دمشق نهاية العام الماضي، ما أسفر عن توقيع 51 اتفاقاً بين البلدين. والتأم اللقاء الوزاري الثاني في مدينة اللاذقية السورية في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي برئاسة معاون نائب الرئيس السوري حسن توركماني ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو. وأكد توركماني أن المجلس «توج علاقات متنامية ومتطورة بين تركيا وسورية، إذ أصبحت نموذجاً يحتذى في العلاقات بين الدول وجاذباً لمزيد من التعاون بين دول أخرى تقتدي بهذا الأسلوب المتطور». واعتبره داود أوغلو «نموذجاً جيداً والعمل فيه سيغيّر وجه المنطقة وينشر التعاون والاستقرار والأمن». كما عبر وزراء مشاركون عن «الارتياح لتطور وتنامي العلاقات الثنائية التي ترسخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وتعزز فكرة التعاون الإقليمي وإقامة فضاء اقتصادي أوسع». وأشارت المصادر التركية الى أن اتصالات تجري بين البلدين لوضع اللمسات الأخيرة على عدد من الاتفاقات وبروتوكولات التعاون المقرر توقيعها خلال لقاء رئيسيْ الوزراء والوزراء المعنيين. ويسبق هذا اللقاء الثنائي اجتماعاً لوزراء خارجية سورية والأردن وتركيا ولبنان في دمشق منتصف الشهر المقبل للتحضير لاجتماع التعاون الرباعي المقرر في تركيا في شباط (فبراير) المقبل. وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم وداود أوغلو عقدا مع نظيريهما اللبناني علي الشامي والأردني ناصر الجودة لقاء رباعياً في نيويورك في أيلول الماضي تضمن الاتفاق على سلسلة من الخطوات ل «تعزيز الشراكة الاستراتيجية» بين الدول الأربع، بينها عقد لقاءات وزارية اختصاصية، وصولاً الى «لقاء رفيع المستوى» بين هذه الدول في تركيا بداية العام المقبل. وأعرب البيان الصادر عن الاجتماع عن تأكيد الوزراء على أن «هذه الآلية للتعاون الإقليمي ستكون مفتوحة أمام الدول الشقيقة والصديقة التي يمكنها الانضمام إليها كطرف كامل العضوية أو كمشارك في المشاريع القطاعية». ومن المقرر أن يجتمع قريباً وزراء الطاقة في الدول الأربع بعد تأجيل اجتماع كان مقرراً قبل أسبوعين في دمشق بسبب التغيير الحكومي في الأردن.