ناقش الاجتماع التاسع للمجلس الاستشاري لكلية السياحة والآثار في جامعة الملك سعود، الذي عقد أمس برئاسة رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني رئيس المجلس الاستشاري لكلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، عدداً من المواضيع، من أبرزها مقترح تخصيص أيام للمناسبات السياحية والتراثية في المملكة. وعقد اللقاء الدوري بين عمداء ومسؤولي الكليات والأقسام ذات العلاقة بالتخصصات السياحية والتراثية في المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي. فيما اطلع الاجتماع على أربعة تقارير عن الجمعية السعودية للسياحة، ودورات تطوير المهارات لطلاب الكلية، ومشروع تهيئة موقع الفاو الأثري، وآخر عن مشروع حاضنات الأعمال في الكلية. وأشار رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني إلى أن هناك تطورات كبيرة حدثت في قطاع السياحة والتراث الحضاري منذ الاجتماع الماضي للمجلس ضمن دعم هذا القطاع السياحي المهم، من أبرزها إقرار حزم من البرامج التمويلية التي ستحفز لانطلاقة السياحة الوطنية بشكل متطور. وقال: «هذا العام مختلف تماماً بما شهده من قرارات وموازنات وبرامج للتمويل، ونحن نتحدث هذا العام عن صناعة قائمة ومتسارعة، ولا بد أن نسابق الزمن في تطوير مسارات الجامعة والجامعات الأخرى، لمواكبة هذه التطورات السريعة في صناعة السياحة، فالجامعة بدأت مع الهيئة في تنظيم القطاع ومده بالأنظمة والبرامج والمشاريع، والآن جاء وقت القطاف، وعلينا اللحاق بهذا الاقتصاد، الذي يمتاز بقدرته على توفير فرص العمل الكريمة للمواطنين في مناطقهم، كما أنه مجال واسع ليتحول المواطنون ذكوراً وإناثاً إلى مستثمرين في الأنشطة الصغيرة ومتناهية الصغر، ويكونوا موفرين لفرص العمل بدلاً من أن يكونوا طالبي عمل». وأكد أن غياب الوجهات السياحية الكبرى يشكل أكبر التحديات التي تواجه نمو السياحة، لافتاً إلى أن تأخر الوجهات السياحية التي اقترحتها الهيئة، سواء على البحر الأحمر أم الوجهات الجبلية والصحراوية، فوّت فرصاً اقتصادية كبيرة، وحال دون فرص استمتاع المواطنين ببلادهم وتكوين ذكريات جميلة عنها. وأضاف: «الهيئة قدمت منظومة من الوجهات التي أقرت من الدولة ضمن الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة عام 1425ه، ومنها الوجهة السياحية بالعقير، التي صدرت موافقة مجلس الوزراء على اعتماد موازنات إيصال الخدمات الأساسية لحدود المشروع، ودخلت الدولة في تأسيس الشركة عبر وزارة الشؤون البلدية والقروية بالأراضي المخصصة للمشروع، كما دخلت في التأسيس صناديق الدولة وعدد من الشركات المساهمة التي تمثل المواطنين، ورصد المؤسسون مبالغ التأسيس، إلا أن إقرار تأسيس الشركة تأخر كثيراً». وأشار إلى أن التراث والسياحة قطاعان مهمان اعترفت بهما الدولة وموّلتهما، والمواطنون وأهل هذه البلاد هم أصحاب الإنجازات وهم من بناها، وعبر التاريخ كانت هذه الأرض حاضنة الحضارات، ولن يكون ازدهارها إلا بعمل أهلها، فهم الخبراء والاستشاريون، وأي مستقبل أو تطور يجب أن يمر من خلالهم، مبيناً أن النجاح الذي تنشده الهيئة والجامعة هو أن يتحول الخريج من باحث عن العمل إلى صاحب عمل ومستثمر في مجالات السياحة والتراث الوطني، التي تعد من أكثر المجالات على المستوى العالمي في اعتمادها على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وأضاف: «نتطلع إلى أن تخرّج الكلية خريجين مميزين يتلقفهم قطاع السياحة والتراث الوطني للعمل في مجال واسع النمو، لا أن تخرّج موظفين في الهيئة التي تظل مؤسسة حكومية محدودة». وأكد رئيس هيئة السياحة الدور الرئيس لقطاع السياحة والتراث الوطني في توفير فرص العمل، وما يشهده العمل في هذا القطاع، الذي يعد ثاني قطاع مسعود في الاقتصاد الوطني، من إقبال كبير من المواطنين للعمل فيه، مشيراً إلى أن الرهان الآن هو على القطاعات الأكثر إنتاجاً لفرص العمل المناسبة للسعوديين، التي تحقق قيمة مضافة للاقتصادي الوطني، وهذا ما هو متحقق في قطاع السياحة والتراث الوطني. وتابع: «نتطلع إلى تطوير المقاولين الصغار في مجالات ترميم مباني التراث، وتحفيز الطلاب على تأسيس كياناتهم الصغيرة التي يعملون فيها، للمشاركة في تنفيذ المشاريع التي اعتمدتها الدولة ومولتها، وخصوصاً مشاريع برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، فالهيئة تسعى دائماً إلى توسعة استفادة المواطنين من هذا الاقتصاد الكبير». ونوّه إلى أن هناك اقتصاداً جديداً ينشأ في مجال الحرف والصناعات التقليدية، الذي يشهد عدداً من المشاريع والبرامج في إطار رسالة برنامج الحرف والصناعات اليدوية في تحويل الأسر من الضمان إلى الأمان والاستثمار. وأوضح الأمير سلطان بن سلمان أن التشوّهات المتراكمة في الاقتصاد وفرص العمل تحتاج إلى معالجة جذرية، بتوجيه الدعم الحكومي، والتمكين الكامل للقطاعات القادرة على إنتاج فرص العمل للمواطنين، وتنمية المناطق الأقل نمواً، وضخ العوائد الاقتصادية بشكل عريض على أعداد أكبر من المواطنين وبشكل مباشر. مفيداً بأن الهيئة في صدد إنشاء شركة للترميم. وزاد: «هناك نقص في الكوادر التي تعمل بالترميم مع كثرة المشاريع، كما أن هناك حملة ضخمة من الجامعات للتحرك في مجال التراث».