كشفت معلومات أمس، عن تعثر المشاورات في شأن تشكيل الحكومة السودانية الجديدة في اللحظات الأخيرة بعد تحفظ «حزب المؤتمر الشعبي» المعارض على المناصب التي خُصصت له، وحصول خلاف بين رئيس «الحزب الاتحادي الديموقراطي» محمد عثمان الميرغني الموجود خارج البلاد منذ أكثر من 3 سنوات ونجله الحسن الذي يتولى زعامة الحزب في الداخل حول الترشيحات للوزارة ما عطل إعلان الحكومة الذي كان منتظراً اليوم. وذكرت مصادر في الحزب الحاكم ل «الحياة» أن الاتجاه الغالب لدى قيادة الحزب استمرار بعض الوزراء في مواقعهم بعد مراجعة الأداء وتقييم المرحلة السابقة، وأبرزهم وزراء الخارجية ابراهيم غندور والدفاع الفريق عوض بن عوف والمال بدر الدين محمود والموارد المائية والكهرباء معتز موسى والنقل والطرق مكاوي محمد أحمد الذي سينتقل إلى وزارة النفط، ووزارة الحكم الاتحادي فيصل حسن ابراهيم، والتربية والتعليم سعاد عبدالرازق وسيتم ترشيح شبان لمنصب وزراء دولة بدلاً من رفاقهم الحاليين. وأفادت المصادر ذاتها أن حزب المؤتمر الشعبي تلقى تأكيدات من الرئيس عمر البشير خلال لقائه الأمين العام السابق للحزب ابراهيم السنوسي المكلف بالتشاور مع الحزب الحاكم أول من أمس، بقضية الحريات وتمرير التعديلات الدستورية التي ينظر فيها البرلمان من دون تغييرات جوهرية، لكن مطالبه بزيادة حصته في السلطة لم تجد استجابة، ولا يزال الحزب يدرس عرض المشاركة بمساعد للرئيس ووزيرين ووزيري دولة ونواب في البرلمان. وأضافت أن المشاورات مع التجاني السيسي الذي طلب منصباً في مؤسسة الرئاسة وصلت إلى طريق مسدود بعدما عرض على حزب التحرير والعدالة القومي الذي يتزعمه، منصبي وزير ووزير دولة، لكنه تحفظ على شغل المنصب الوزاري، كما تحفظ مبارك الفاضل على تولي وزارة التعاون الدولي وطالب بموقع أرفع، ومناصب أخرى لأنصاره. إلى ذلك، لوّح الحزب الاتحادي الديموقراطي، بالانسحاب من الحكومة والبرلمان والمجالس الاشتراعية في الولايات، احتجاجاً على خطوة الحزب الحاكم، باعتماد ترشيحات للمناصب الوزارية في الحكومة المرتقبة، بخلاف القائمة التي دفع بها نائب رئيس الحزب ومساعد الرئيس السوداني محمد الحسن الميرغني. وكان رئيس الحزب محمد عثمان الميرغني شكّل لجنةً برئاسة القيادي في الحزب حاتم السر، للتفاوض مع الحزب الحاكم في شأن الحكومة الجديدة، وقدّمت اللجنة لائحة بترشيحات رفضها نجل الميرغني محمد الحسن. وفوّض منتسبو الحزب الاتحادي في الحكومة والبرلمانات المختلفة نجل الميرغني ونائبه محمد الحسن للنظر في الاستقالات الجماعية التي قدموها لهم والتصرف بأمرها، وفقاً لموقف الحكومة من اللائحة التي قدمها لشغل حصة الحزب من الحقائب الوزارية. وأكد بيان صادر عن تلك المجموعة أمس، أنهم سلّموا استقالاتهم إلى نائب رئيس الحزب محمد الحسن الميرغني، لتكون بمثابة تفويض كامل له لاتخاذ القرارات المناسبة تجاه السياسات السلبية التي رأوا أنها تعمل على تشتيت وإضعاف الحزب، والنيل من مكتسباته، «في إشارة إلى القائمة البديلة»، لكن البيان أكد الثقة بزعيم الحزب محمد عثمان الميرغني. من جهة أخرى، أعلن مساعد الرئيس السوداني إبراهيم محمود أن بلاده تقود حالياً مبادرة جديدة لإنهاء النزاعات في منطقة القرن الأفريقي والتي تشمل كلاً من الصومال وجيبوتي وإريتريا. ولم يشر ابراهيم محمود أمس، إلى مضمون المبادرة إلا أنه أكد أن السودان سيقدم خبراته وتجاربه الإقليمية لمصلحة بسط الأمن في منطقة القرن الأفريقي وتحويلها الى نموذج يخدم أمن القارة الأفريقية. ودعا قادة منطقة القرن الأفريقي إلى العمل مع بلاده لتحويل هذه المبادرة لبرنامج عمل يؤسس لمرحلة جديدة تتسم بالشراكات والتعاون الوثيق بين دول المنطقة.