استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس، رئيسة مجلس الاتحاد للجمعية الفيديرالية في روسيا فلينتينا ماتفيينكو. وتم خلال الاستقبال استعراض العلاقات القائمة بين المملكة وروسيا، وآفاق التعاون الثنائي. واعتبرت ماتفيينكو أن الضربات الصاروخية الأميركية لسورية مخالفة للقانون الدولي، وتدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات الحصانة السيادية. وقالت، خلال مؤتمر صحافي عقدته في الرياض أمس، على هامش زيارتها مجلس الشورى إن «روسيا ستقوم بالتحقيق لتحديد المذنبين الفعليين المدانين باستخدام الأسلحة الكيماوية في خان شيخون، واتخاذ إجراءات صارمة جداً حيالهم، خصوصاً المسؤولين المتورطين في الهجوم»، مضيفة أن «المنظمات الإرهابية تستطيع صنع المواد الكيماوية محلياً واستخدامها». وأشارت إلى أنها ناقشت مع رئيس المجلس السعودي الشيخ الدكتور عبدالله آل الشيخ الأوضاع السورية، والهجوم الصاروخي الأميركي الأخير، وقالت: «روسيا أبدت عدداً من المبادرات في 7 نيسان (أبريل) للتحقيق مع المتهم الفعلي الذي شن هجوماً كيماوياً في سورية، وأن روسيا لا تقبل أي استخدام للأسلحة الكيماوية وستمنع حدوثها مستقبلاً». ولفتت إلى أنه قبل تحميل المسؤولية الى أي جانب في شكل مطلق: «من الضروري القيام بالتحقيق الصارم من المؤسسات المختصة، مثل مؤسسة حظر الأسلحة الكيماوية، وبمشاركة خبراء مستقلين من جميع دول العالم المختلفة ومن الأممالمتحدة، للوصول إلى مكان الجريمة للإثبات الواقعي لاستخدام الأسلحة الكيماوية». وانتقدت التورط الأميركي في العراق وقالت: «لن يتم السماح لواشنطن بتكرار السيناريو مع سورية من دون برهان وأدلة»، وزادت أن «روسيا قامت بمبادرات لإخراج كل الأسلحة الكيماوية من الأراضي السورية بداية، كما أنها تثبت مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن كل الأسلحة تم نقلها وإخراجها وتدميرها». وثمنت «الدور المهم الذي تقوم به السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في المنطقة، لتعزيز الأمن والسلم». وقالت: «المملكة شريكنا الرئيس في منطقة الشرق الأوسط، ونحن نعتز بالعلاقات التي تشكلت بين بلدينا، إذ يستنير الحوار الدائم بين زعماء دولنا، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس فلاديمير بوتين، وهما من حددا جدول علاقتنا وبرنامجها»، مضيفة: «أقدر العلاقات الودية التي تشكلت بين زعمائنا، كما نهتم بتوسيع علاقتنا في شتى المجالات، خصوصاً في المجال التجاري والاقتصادي والاستثماري في استخراج البيتروكيماويات ومجالات أخرى، وهذا الاهتمام ينطلق من الرغبة بين الشعبين، وسيوجد علاقات جيدة لتطوير العلاقات بين بلدينا وكذلك بين روسيا ودول أخرى في منطقة الشرق الأوسط». وأوضحت ماتفيينكو أن لدى السعودية وروسيا بعض الاختلافات حول الأهداف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، «ولكن ما يوحدنا هو الرغبة المشتركة لمكافحة الإرهاب ومكافحة جبهة النصرة وداعش». وأشارت إلى «استمرار العلاقات بين المؤسسات والوزارات السعودية والروسية، وخصوصاً بين وزارات الخارجية التي تسمح لنا بالتنسيق واتخاذ المواقف لمكافحة هذا الشر وخطورته الإعلامية». إلى ذلك، تسلّم خادم الحرمين الشريفين أوراق اعتماد عدد من سفراء الدول الإسلامية والعربية والصديقة. وهم: سفير مقدونيا (غير مقيم) عبدالقادر ميميدي، وسفير القمر المتحدة الحبيب عباس عبدالله، وسفير ألمانيا ديتر فالتر هالر، وسفير أفغانستان سيد جلال سيد كريم، وسفير السودان عبدالباسط بدوي السنوسي، وسفير جنوب السودان محمد حسن بخيت، وسفير هولندا ثيودوروس يوست رينتشيس، وسفير السويد يان كنوتسون، وسفير فرنسا فرانسوا غوييت، وسفير تشاد عثمان مطر بريمة، وسفير كوبا أورلاندو ريكيهو، وسفير ليتوانيا (غير مقيم) ارفيداس داونور أفيتشوس، وسفير مندوبية الاتحاد الأوروبي ميكيل تشيرفوني، وسفير اليمن شائع محسن محمد الزنداني، وسفير غينيا الاستوائية بنيكنو ماتوتي تانغ، وسفير البارغواي (غير مقيم) أنخيل رامون سيبيلس، وسفير المكسيك خوان الفريدو ميراندا أورتيس، وسفير جنوب أفريقيا سعد كاشاليا، وسفير روسيا سيرغي كوزلوف، وسفير إسبانيا ألفارو الانزو قواتيريز، وسفير ملاوي (غير مقيم) ويلفريد علي. ورحب خادم الحرمين الشريفين بالسفراء في المملكة العربية السعودية، وحملهم نقل تحياته لقادة دولهم، متمنياً للسفراء التوفيق في مهماتهم لتعزيز العلاقات بين المملكة ودولهم وتوطيدها.