أقرت وزارة الصحة السعودية، بوجود نقص في تطعيم الالتهاب الكبدي «أ»، ما يعرض مئات الآلاف من الأطفال السعوديين الذين يولدون سنوياً إلى خطر الإصابة بهذا المرض، الذي تسبب في حوالى 1.4 مليون شخص سنوياً. وجاء اعتراف «الصحة» في تغريدة على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي أول من أمس (الجمعة)، قالت فيها: «جميع تطعيمات الأطفال متوافرة عدا الالتهاب الكبدي أ، الذي يواجه نقص عالمي وتعمل الصحة على توافره، وتأمل التبليغ عن أي نقص بالاتصال على 937». وبحسب آخر إحصاء أصدرته الوزارة في العام 1427ه، فإن معدل الإصابة لكل 100 ألف من السكان هو 17 إصابة، وبلغ عدد المرضى سنوياً 2631 مريضاً. وكان سعوديون عبروا أخيراً، عن استيائهم من عدم توافر لقاحات تطعيم الأطفال في مناطق عدة من المملكة. ولا يزال القلق مستمراً في نفوس السعوديين من أن يكون أطفالهم عرضة للاصابة بالالتهاب، واطلقوا وسماً بعنوان «انقطاع تطعيمات الأطفال»، دون فيه مغرد: «نعم لقاح التهاب الكبد الوبائي غير متوافر في مستشفيات ومستوصفات الصحة، ولا حتى الخاص أطفالنا عرضة للإصابة منذ ثلاثة أشهر أنتظر». ويتجاوز عدد المواليد في السعودية في العام الواحد 500 ألف مولود، ويعطى لقاح الالتهاب الكبدي «أ» للأطفال بعد بلوغهم عامهم الأول، وعدم توافره يجعلهم عرضة للإصابة بعدوى بالفيروس المسبب للمرض، فيما لا تظهر أعراض الالتهاب غالباً على الأطفال. والالتهاب الكبدي «أ» هو مرض فيروسي شديد العدوى ويكون مميتاً أحياناً، ويصيب الكبد ويمكن أن يسبب أعراضاً مرضية تراوح بين البسيطة والشديدة، وينتقل الفيروس المسبب له بتناول الأطعمة أو المياه الملوثة ببراز شخص مصاب، أو بالاتصال المباشر بينهما. وقال تقرير صادر من منظمة الصحة العالمية إن الالتهاب الكبدي «أ» الأقل في معدل الوفيات مقارنة في الأنواع الأخرى، وتطلق المنظمة كل عام في 28 تموز (يوليو) فاعليات تهدف إلى زيادة الوعي والتثقيف بهذا المرض، وحملت فاعليات العام الماضي عنوان «اعرفوا التهاب الكبد، افعلوا شيئاً الآن». وذكرت المنطقة أن التهاب الكبد الفيروسي بأنواعه المختلفة يصيب مئات الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم، ما يتسبب في أمراض الكبد الحادة والمزمنة ويقتل حوالى 1.4 مليون شخص سنوياً، موضحة بان 95 في المئة من الأشخاص الذين يعانون من التهاب الكبد لا يعلمون بإصابتهم بالعدوى. وتكمن الخطورة في أن الأطفال المصابين بالعدوى دون سن السادسة لا تظهر عليهم في العادة أعراضاً ظاهرة وتقتصر نسبة من يصابون منهم باليرقان على 10 في المئة، وتتسبب العدوى في ظهور أعراض أشد على الأطفال الأكبر سناً والبالغين وتكون مصحوبة باليرقان في أكثر من 70 في المئة من حالات المرض، بحسب منظمة الصحة العالمية. ومن أعراض الالتهاب الكبدي «أ»: الحمى، والشعور بالإعياء، وفقدان الشهية، والإسهال، والغثيان، وألم في البطن، وبول غامق اللون، والإصابة باليرقان (اصفرار الجلد وبياض العينين)، ولا تظهر جميع الأعراض على كل مصاب. وتراوح فترة حضانة الالتهاب بين 15 و50 يوماً. والأشخاص المعرضون للإصابة بالالتهاب هم جميع الأفراد غير المطعمين أو الذين لم تنقل إليهم عدواه سابقاً، ولا يوجد علاج محدد ضد فيروس الالتهاب الكبدي «أ»، ويمكن أن يشفى المصاب بالعدوى خلال أسابيع إلى أشهر مع متابعة طبية لوظائف الكبد. والغرض من العلاج هو الحفاظ على راحة المصاب وضمان توازن غذائي مناسب، بما في ذلك إعطاءه السوائل البديلة عن التي تفقد جراء التقيؤ والإسهال، بحسب موقع وزارة الصحة. وتكون الوقاية من المرض في التخلص من مياه الصرف الصحي بطرق سليمة، والاهتمام في النظافة الشخصية، مثل غسل اليدين بانتظام، وغسل أو تقشير الخضراوات والفواكه قبل الأكل. وأخذ اللقاحات للوقاية من الإصابة بالعدوى بالتهاب الكبد «أ»، وهي آمنة للاستخدام للأطفال من عمر سنة، وينصح عادة بأخذ هذه اللقاحات قبل السفر للأماكن الموبوءة بهذا المرض. وذكرت منظمة الصحة أن الالتهاب الكبدي «أ» يسبب أضرار اقتصادية واجتماعية كبيرة إذا تفشى في منطقة، إذ يستغرق شفاء المصاب منه أسابيع إلى أشهر عدة حتى يعود إلى عمله أو ممارسة حياته اليومية.