دكار، باريس - أ ف ب، رويترز - دعا الزعيم الليبي معمر القذافي إلى تشكيل جيش افريقي واحد، وحكومة افريقية واحدة، في حين دعا الرئيس السنغالي عبدالله واد إلى تشكيل «الولاياتالمتحدة الأفريقية». وقال القذافي الذي يشارك في المهرجان العالمي للفنون الأفريقية في دكار إن افريقيا «الآن هي عبارة عن فريسة، تتكالب عليها الضباع والذئاب. وكل واحد يريد أن يأخذ منها ... افريقيا الآن حديقة خلفية، ومنجم لمصانع الآخرين». وأضاف: «يسقط الاستعمار (...) الشباب الأفارقة يجب أن يعيشوا أحراراً لا عبيداً، لكن هذا لا يتحقق إلا إذا توحدت افريقيا». وأضاف: «افريقيا لا بد أن تتوحد، حتى لا نعود عبيداً مرة أخرى، ولا يمكن لأي دولة افريقية بمفردها أن تعيش من الآن فصاعداً، هذه معركة حياة أو موت». وقال: «لا بد أن تقوم حكومة اتحادية للقارة الأفريقية، ويكون لأفريقيا جيش واحد للدفاع عنها، ولا بد أن تلغى كل الجيوش الوطنية لأن ليس لها معنى». وتابع: «يجب أن يكون هناك جيش افريقي واحد، يتكون من مليون جندي قادر على حماية افريقيا، عندئذ لا يستطيعون الاقتراب من مياهنا ولا نهب ثرواتنا ولا إلقاء النفايات على شواطئنا». وتساءل «ما هي حجة الذين يعارضون قيام جيش افريقي واحد؟ هم إما أنهم عملاء أو من قصيري النظر أو من الخونة». وبدأ القذافي خطابه بقوله «إذا كانت النتيجة هي تبعية لوجود استعماري، لماذا معركة التحرير؟ لماذا التضحيات؟ لماذا الدماء التي اريقت والأرواح التي ازهقت، لماذا العذابات (..) هل لكي نتبع في النهاية الدول التي كانت تستعمرنا؟». ويُشار إلى أن القذافي البالغ من العمر 68 سنة هو اقدم القادة الأفارقة ويحكم بلاده منذ 41 سنة. وحيّا عبدالله واد القذافي على خطابه. وكان دعا قبله إلى اقامة «الولاياتالمتحدة» الأفريقية باعتبارها «الحل الوحيد لتحرير شعوبنا وجعل افريقيا فضاء كبيراً ثقافياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً يحظى بالاحترام». وتحدث القذافي وواد أمام المئات من الأطفال والشباب الذين احتشدوا فوق الأدراج التي تقود إلى تمثال نهضة افريقيا البرونزي الذي بناه الكوريون الشماليون وافتتح في نيسان (ابريل) بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال السنغال. وشارك في الاحتفال رئيسة ليبيريا ألن جونسون سيرليف ورئيس غينيا بيساو مالام باكي سنها ورئيس الرأس الأخضر بدرو بيريس، ولكنهم لم يلقوا خطابات. وفي باريس، قال محامي أحد كبار مساعدي الزعيم الليبي معمر القذافي إن محكمة فرنسية أفرجت عنه بعد إلقاء القبض عليه في فرنسا في أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) قبل جلسة للنظر في ترحيله في غضون أيام أو أسابيع. وقُبض على نوري المسماري بطلب من السلطات الليبية للاشتباه في قيامه بالاختلاس. لكن المحامي فريدريك لاندون قال إن محكمة استئناف فرساي أصدرت حكماً بأن مكتب المدعي العام ليس من حقه احتجازه. وقال لاندون ل «رويترز»: «قررت المحكمة أن المدعي العام ليس سلطة قانونية مستقلة لذلك لا يمكن أن يحرمه من حريته». وأمهلت فرنسا ليبيا 30 يوماً لتقديم الأدلة التي تثبت الاتهامات الموجهة إلى المسماري وطلبها تسلمه. ويقول أنصار للمسماري الذي عمل مديراً للمراسم وأحد أفراد مجموعة محدودة من المسؤولين الذين يمثلون الدائرة المقربة للقذافي، إنه ضحية صراع على السلطة داخل النخبة الحاكمة. وكان المسماري موجوداً في شكل دائم في المناسبات العامة حيث كان يقف إلى جوار الزعيم الليبي. ولم يتضح ما الذي جعل المسماري يذهب إلى باريس. وقال بعض المحللين انه انشق في حين أن أنصاره يقولون انه تم تدبير مكيدة له. وقال تقرير لوكالة الجماهيرية للأنباء إنه ذهب الى هناك لتجرى له جراحة في القلب.