كشفت الجولة الأولى من حملة للتوعية بأضرار المخدرات، أن «20 في المئة من أبناء 800 أسرة ترعاها جمعية «ود للعمل الخيري والتكافل الاجتماعي»، يتعاطون المخدرات. وقالت رئيسة الجمعية نعيمة الزامل، في تصريح ل«الحياة»: «إن المرحلة الأولى من حملة «حياتك غالية» التي بدأت قبل شهر، تضمنت زيارات ميدانية للأسر التي ترعاها الجمعية، وإقناع الأمهات بأهمية التوعية والكشف عن حالات التعاطي، في حال وجودها بين أبنائهن، لما يعود بالنفع عليهم، من أجل إخضاعهم إلى العلاج، للقضاء على هذه الظاهرة، وبخاصة بين سكان الأحياء الفقيرة»، مضيفة «فوجئنا بشبان يتعاونون معنا بأنهم مدمنون. بعد أن ابلغتنا امهاتهم بذلك مطالبات بإيجاد حل لمشكلاتهم، وسرعة معالجتها، بسبب معاناتهن من آثار الإدمان، المتمثلة في العنف الأسري، الموجه ضد الآباء والأمهات والزوجات».وأضافت الزامل: «نسعى حالياً، لتنفيذ مشروع محو الأمية، والقضاء على بعض الظواهر السلبية والعادات السلوكية الخاطئة، إذ لاحظنا خلال الجولة الأولى من الحملة، أن هناك تفشياً للعنف الأسري بين الأسر التي ترعاها للجمعية، وكذلك عقوق الوالدين، بسبب الإدمان على المخدرات»، مشيرة إلى وجود حالات زواج قصر، بسبب «عنف الأهالي، وإدمان الأب»، مستدركة أنها «محدودة، فخلال أربع سنوات، اكتشفنا خمس حالات بين الأسر التي ترعاها الجمعية، علماً أن عقد القران في هذه الحالات، تمت بموافقة الطفلة على الزواج، وتتراوح أعمار غالبيتهن بين 10 إلى 12 سنة، وبعد المتابعة نجد، أن الزوجة لم تبلغ ال14 سنة، إلا ولديها طفل. وهنا لا يمكن التدخل، لأن الصغيرات موافقات»، مضيفة ان هذه الحالات «ليست متفشية. ولا يمكن ان نتدخل. والحل الذي نقوم به التوعية فقط، عبر الدورات، ومناقشة الأمهات، وتعليمهن فقط. والحرص على تنفيذ أنشطة للفتيات»، لافتة إلى أن للقضية «بعداً أسرياً، وتدخل في إطار أسرار البيوت، وعند الجلوس مع الفتيات؛ نرى أنهن يشعرن بالفرحة، ولا يعترضن على الزواج. ونحن بدورنا نمارس التوعية، ولا نتدخل»، وأشارت إلى المشروع الذي تعتزم الجمعية تنفيذه، «للقضاء على الأمية، وإلزامية التعليم، بالتنسيق مع الجهات المعنية».يُشار إلى أن حملة التوعية بأضرار المخدرات «حياتك غالية»، التي ستدشن أنشطتها الفعلية في شهر آذار (مارس المقبل)، تهدف إلى «توجيه الشباب إلى المسار الصحيح، لحياة أفضل، ومستقبل واعد، خال من آفة المخدرات وأضرارها التي تؤثر على المجتمع الذي نعيش فيه»، بحسب الزامل، التي أضافت «تسعى الجمعية والجهات المشاركة معها، لإيجاد مجتمع محلي مُنتج ومتميز، يتمتع بمهارات عالية، تنعكس إيجابياً على الارتقاء في مستوى التنمية الاجتماعية والحضارية في المملكة، لمحاربة المخدرات، والحد من تزايد أعداد متعاطيها، خصوصاً أن المرأة هي الأكثر تضرراً من تعاطي المخدرات على مستوى الأسرة».