«كان من الواجب أن ننقذ موسمنا»! بهذه العبارة لخص مهاجم الشباب عيسى المحياني فوز فريقه أول من أمس على نظيره الأهلي في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين وبثلاثية نظيفة، وعلى رغم تطرقه إلى كثير من الفصول التي سبقت المباراة وتلتها، فإنه كان مصراً على أن العاملين النفسي والفني المقدمين من الشباب أسهما في تتويجهم باللقب الأغلى هذا الموسم. المحياني الذي تغلب على فريقه السابق الأهلي، أكد أن أهداف الشباب المبكرة أربكت الخصم الذي كان قادراً على تقديم مستوى أفضل وتقليص النتيجة فيما لو تأخرت الأهداف، لكنه شدد على أن فريقه امتلك إيقاع المباراة وفرض سيطرته، قبل أن يعود لسبر أغوار الموسم الماضي بكامل تفاصيله في حواره مع «الحياة»، فإلى التفاصيل: تبدو «مبروك» كلمة صغيرة بعد كل ما تحقق لكم أول من أمس، ألا تشاركني الرأي؟ - بصراحة بالأمس وكما قال رئيس نادي الشباب خالد البلطان لم يكن ما حققناه حقق مجرد بطولة عادية، فنحن تشرفنا بلقاء خادم الحرمين الشريفين وتُوجنا بالكأس من يده في مشهد يتابعه الرياضيون من الدول العربية كافة، كما أننا بتنا أول فريق فاز في مباراة على أجمل ملاعب المملكة العربية السعودية «الجوهرة»، ومنه توجنا باللقب، وسيتذكر التاريخ أن الشباب دوّن في سجل أسبقياته الكثيرة صفته صاحب أول لقب قدمته «الجوهرة»، ما تحقق البارحة كثير، هو أكثر مما ذكرت، وأتفق معك على أننا نستحق من التبريكات الكثير قبل أن نفي ليلة الجمعة حقها. إذاً ماذا تبقى من أحاديث البارحة يمكن أن ترويه لنا؟ - أنا متأكد من أنك تعرف كما أعرف أن البطولة الحالية أنصفتنا، فلم نخرج من الموسم الجاري خالي الوفاض، إذ من الظلم أن نخسر هذا اللقب، فلم نكن سيئين هذا الموسم، عانينا من مشكلات عدة أبرزها الغيابات التي خلفت نقصاً واضحاً في الفريق، إضافة إلى ضغط المباريات والمنافسة على أكثر من جهة، كل تلك الظروف وغيرها حرمتنا من الظهور بالصورة المنتظرة في الدوري وكأس ولي العهد، لكننا عدنا، ومن الطريق الأصعب، لنتجاوز أول وثاني وثالث الدوري في منافسات كأس الملك ونخطف أغلى الألقاب، وننقذ موسمنا ببطولة. بطولة بهذا الحجم والقيمة لمن تهديها؟ - أولاً بالتأكيد أهديها لمن يدين له الشبابيون كافة بالفضل في كل ما يحققه النادي، وهو الرئيس الفخري الأمير خالد بن سلطان الذي يبقى دعمه الدائم لهذا الكيان سبباً في الحفاظ على تميزه وظهوره الدائم بالصورة المناسبة، كما أهدي البطولة إلى رئيس النادي خالد البلطان الذي عانى من ضغوط كثيرة هذا الموسم، لكنه كان حريصاً دائماً على تهيئة الأجواء المناسبة لنا في كل مناسبة للمشاركة في المباريات بالصورة المنتظرة، إضافة إلى ذلك أهديها إلى مدرب الفريق عمار السويح الذي قطف ثمار عمله وصبره، فدعمه للاعبين ووقوفه مع الجميع آتى نتاجه. حين تتحدث عن الضغوط التي تعرض لها رئيس الشباب خالد البلطان هل تقصد الخلاف بينه وبين رئيس الاتحاد السعودي أحمد عيد؟ - غياب أي فريق عن تحقيق بطولة يعني تعرض رئيس النادي في المقام الأول للضغوط الجماهيرية والإعلامية، وهو الضغط الأكبر، أما الخلافات الأخرى، فصدقني أننا في الشباب، لم نعرف عنها شيئاً، فخالد البلطان حريص جداً على إبعاد اللاعبين عن كل الضغوط، وحتى قبل المباريات المهمة وعلى رغم ما يسبقها من أحاديث إعلامية فإننا لا نشعر بشيء منها، ذلك أن إدارة النادي تحرص على عزل اللاعبين عن كل تلك الأمور وعلى تعزيز تركيزهم في الأداء داخل الملعب، في نهاية الأمر نحن في الشباب نعيش في بيئة مثالية، والدليل أننا وفي حين توقع الجميع تأثرنا بالأحاديث الإعلامية أو التصريحات المتبادلة ظهرنا في أفضل صورة وحققنا أغلى لقب، وهو دليل واضح على أن إدارة الشباب نجحت في تهيئة الأجواء المناسبة للاعبين. البعض يرى أنكم لعبتم مباراة سهلة أول من أمس، وأن الأهلي لم يكن نداً قوياً؟ - بالعكس تماماً! هي مباراة قوية وصعبة، لكننا كنا الطرف الأبرز فيها، ولا تعني النتيجة الكبيرة أن خصمك ليس قوياً، فكل ما في الأمر أننا نجحنا في تنفيذ الأدوار المطلوبة منا وكنا حاضرين في كل فرصة، ونجحنا في التعاطي مع كراتنا أمام المرمى، وفي المقابل كان من الطبيعي أن يفشل الأهلي في الظهور بمستواه، وخصوصاً أن الأهداف المبكرة أربكت حسابات الخصم، الأهلي يظل نداً قوياً، لكننا كنا الأجهز ذهنياً وفنياً في النهائي، وكان من الصعب إيقافنا. جماهيركم هذا الموسم كانت حزينة في معظم الفترات، لكنها لم تسعد كما سعدت البارحة بعد طول انتظار في موسم طويل وشاق، ماذا تقول؟ - بصراحة من الصعب أن أقول للجماهير أي شيء، ذلك أن كل الكلمات لن تفيهم حقهم، فعلى رغم أننا توقفنا عن المنافسة على لقب الدوري منذ فترة مبكرة، فإن الجماهير واصلوا دعمهم لنا وحضروا معنا دائماً، وفي النهائي كان من الطبيعي أن نرد لهم الدين، وربما لاحظ معظم المتابعين أننا توجهنا إلى الجماهير وحاولنا تقديم الكأس هدية لهم، ذلك أننا بصفتنا لاعبين مدينون لهم بالكثير الكثير، وسنظل كذلك حتى بعد تحقيق البطولة. في رأيك هل تغسل هذه البطولة كل ما مرت به الجماهير؟ بمعنى آخر هل تكفي تلك البطولة لإرضائكم بمستواكم هذا الموسم؟ - حققنا أهم الألقاب وأسعدنا الجماهير، لكننا وكما قلت سنظل مدينين لكل الدعم الذي وجدناه منهم، نعرف أننا في الطريق نحو اللقب الأغلى وخسرنا ألقاباً أخرى، وندرك أننا في كثير من الأحيان لم نظهر بالمستوى المنتظر منا، لكن هذا اللقب سيعيدنا في منافسات الموسم المقبل بتركيز أكبر، وسنعمل من خلال الإعداد المناسب على تعديل كل الأخطاء التي وقعنا فيها الموسم الجاري، وسننافس على كل الألقاب، فالمهم أننا عرفنا كيف ننهي الموسم المحلي الجاري في أفضل صورة. موسمكم، بعكس كثير من الأندية، لم ينته بعد، إذ تنتظركم مباراتان مهمتان أمام الاتحاد في دور ال16 من البطولة القارية، فهل سيؤثر اللقب في معنوياتكم خلال المباراتين المهمتين؟ - لاعبو الشباب يملكون من الخبرة ما يكفي للتعاطي مع الانتصارات، وفي ناد كبير كهذا من الصعب أن تغيّب الأفراح العقول، نعرف أن المباراة الآسيوية مهمة جداً، ونعرف أننا سنلتقي فريقاً كبيراً ومتخصصاً بالمحافل الدولية وبهذه البطولة تحديداً، لكننا قادرون بإذن الله على تجاوزه متى ظهرنا بمستوانا وتعاملنا خلال المباراة في الشكل المطلوب، أنا شخصياً متفائل بقدرتنا على بلوغ الدور المقبل على رغم صعوبة مهمتنا وقوة خصمنا. بعيداً من ذلك كله، عيسى المحياني كيف يجد نفسه في الشباب بعد أن كان في الأهلي ومن قبله في الهلال والوحدة؟ - تشرفت بتمثيل عدد من أبرز الأندية السعودية، لكنني اليوم في الشباب أشعر براحة كبيرة جداً، فالعمل الإداري والفني في النادي مميز جداً، والعناصر التي يتمتع بها هذا الفريق قادرون على دعم أي لاعب جديد، وبالتالي أجد نفسي متأقلماً جداً مع زملائي، وتربطني علاقة مميزة بالجميع هنا، لأجل ذلك أشعر دائماً بأنني مدين لهذا النادي وجماهيره الذين استقبلوني في شكل مميز ودعموني طوال الموسم، وسأعمل دائماً على رد هذا الدين وتقديم المنتظر مني.