القدس المحتلة - ا ف ب - اعربت اسرائيل امس عن ارتياحها لقرار الاتحاد الاوروبي عدم الاعتراف حالياً بدولة فلسطينية. وقال نائب وزير الخارجية داني ايالون للاذاعة الاسرائيلية: «آمل في ان يضع حس المسؤولية لدى اولئك الذين يقومون بدور قيادي، مثل الاميركيين والاتحاد الاوروبي، حدّاً للتهديدات الأحادية الجانب التي يلوّح بها الفلسطينيون». واوضح: «انا على يقين بأن بيان اوروبا المتوازن نسبياً سيتيح اعادة قرار بلدان بعيدة جداً، مثل البرازيل والارجنتين، التي لا يمكنها تحديد نتيجة المفاوضات، الى مكانه الصحيح». وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية ايغال بالمور لوكالة «فرانس برس» ان اسرائيل «راضية عن بيان الاتحاد الاوروبي الذي شدد على الضرورة المطلقة للتوصل الى حل عبر التفاوض فقط». واضاف: «انه مبدأ اساسي أعاد الاتحاد الاوروبي بذلك التأكيد عليه». وكان الاتحاد الاوروبي اعلن اول من امس استعداده للاعتراف بدولة فلسطين «عندما يحين الوقت المناسب»، من دون الاتفاق على الضغوط المطلوب القيام بها لتحريك مفاوضات السلام. واعتبر الوزراء الاوروبيون المجتمعون في بروكسل هذه الخطوة سابقة لأوانها. وقال وزير الخارجية القبرصي ماركوس كبريانو: «لا يزال الوقت مبكراً في هذه المرحلة»، مع إقراره بأن المسألة «لا تزال قيد البحث». كما رفض وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الحديث عن «فشل تام» للمفاوضات، داعياً الى «تفادي كل ما من شأنه تعطيل نجاحها ونجاح عملية السلام. بما في ذلك اتخاذ خطوات أحادية» مثل الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وفي اعلان تمَّ تبنِّيه الإثنين، اعرب الاتحاد الاوروبي عن «اسفه» لرفض اسرائيل تمديد التجميد الموقت للاستيطان في الضفة الغربية، مؤكداً ان الاستيطان «غير مشروع» في نظر القانون الدولي. كما اعلن استعداده «عندما يحين الوقت المناسب، للاعتراف بالدولة الفلسطينية». وكان الاتحاد الاوروبي اصدر اعلاناً بهذا المعنى في برلين لعام 1999. وجاء في النص: «عندما يحين الوقت المناسب، لن يعترف الاتحاد الاوروبي بأي تغيير على حدود 1967 لأي دولة فلسطينية مقبلة غير تلك التي اتفق عليها الطرفان عبر التفاوض»، مؤكداً ان «ذلك يمكن ان يشمل تغيرات حدودية عبر التفاوض». وقال ديبلوماسي اوروبي انها المرة الاولى التي يذكر فيها الاتحاد الاوروبي صراحة امكان التوصل الى تسوية في شأن الحدود النهائية للدولتين في اعلان حول الشرق الاوسط. واوضح ان المناقشات التمهيدية التي سبقت الاعلان الاوروبي شهدت تبادلاً ناشطاً للتصريحات. وقال ديبلوماسي آخر ان عدداً من الوفود اعرب عن «استيائه» لانه كان يتوقع موقفاً اشد. من جانبها، اعتبرت وزيرة خارجية لوكسمبورغ جين اسلبورن ان الوقت حان «لتجميد العلاقات بين الاتحاد الاوروبي واسرائيل بعض الشيء ان لم يكن لديهم القدرة على استئناف مسار مفاوضات» السلام. ومن دون «الربط في هذه المرحلة» بين مسألة الاستيطان ورفع مستوى العلاقات بين اسرائيل ودول الاتحاد الاوروبي، وهو مشروع مجمد منذ نهاية عام 2008، اقر وزير خارجية فنلندا ألكسندر ستاب انه «سيكون من الصعوبة بمكان القيام بذلك طالما استمرت اعمال البناء» في المستوطنات. وبهدف المساعدة في رفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة، أكد الاوروبيون كذلك استعدادهم لتقديم الدعم لمراقبة تدفق البضائع والاشخاص من خلال شراء المعدات. وكان الرئيس محمود عباس طلب الإثنين من وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون «اتخاذ خطوة الى امام للاعتراف بدولة فلسطين على حدود الاراضي الفلسطينيةالمحتلة منذ عام 1967»، علماً ان الارجنتين والبرازيل اعترفتا بالدولة الفلسطينية، في حين اعلنت الاوروغواي نيتها الاعتراف بها عام 2011.