أكدت أستاذ كرسي بحث صحيفة الجزيرة للدراسات اللغوية الحديثة الدكتورة نوال الحلوة، أن «الكرسي» نجح في استحداث مسارات جديدة في البحث اللساني، واستقطاب كفاءات علمية، وتشجيع العمل المشترك من خلال فرق البحث العلمي، وخدمة اللغة العربية وتعزيزها كركيزة من ركائز الهوية العربية الإسلامية. وقالت خلال افتتاح «ملتقى فن المقالة السعودية» برعاية مديرة جامعة الأميرة نورة الأميرة الدكتورة الجوهرة آل سعود وحضور رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الزميل خالد المالك أخيراً: «مشروع التدريب على المهارات اللغوية هو أحد مشاريع كرسي بحث صحيفة الجزيرة للدراسات اللغوية الحديثة الذي هو احتفاء بالقالب اللغوي، فالكتابة الوظيفية أو الإبداعية ما هي إلا قوالب للتعبير والفكر والإبداع، وأثبت المسح الأدبي للمهارات اللغوية الحية أن المقالة الصحافية هي أعلى تلك القوالب حضوراً وأشدها أثراً، وأكثرها جمهوراً». وأضافت الحلوة التي تعد أول سعودية ترأس كرسي بحث أن صحيفة الجزيرة أسهمت بدور فعّال في تعزيز الشراكة من خلال الدعم المادي والفكري والثقافي لمناشط الكرسي، ما أدى إلى إيجاد تظاهرة علمية وحضارية ناجحة تحتاج إلى رصد، لتبقى مثلاً يحتذى لأي شراكة مستقبلية. وأوضحت أن الكرسي الذي يعد أول كرسي في جامعة الأميرة نورة واجه تحديات منها الجدة والحداثة، وبناء فرق العمل وعدم وجود تجربة كرسي مكتملة وناجحة على مستوى الجامعات السعودية، لكن بمتابعة مديرة الجامعة وجهود وكيلة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الأستاذة الدكتورة فردوس الصالح، تم تذليل الصعوبات، وأنجز الكرسي خطته الاستراتيجية بنجاح وكفاءة عالية. وتحدثت عن إقبال شديد على مناشط الكرسي من محاضرات وورش عمل حضرها نحو 150 باحثة حتى الآن «بل أحياناً يغلق التسجيل في الورش بحسب العدد المقدر للورشة وتبقى أعداد أخرى في الانتظار». وتطرقت إلى أن نحو 50 من أعضاء هيئة التدريس في كل من جامعة الملك سعود، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وجامعة الأمير سلطان الأهلية، وجامعة المعرفة الأهلية، ومعهد الإدارة العامة، عملوا في الكرسي منذ نشأته حتى الآن، مشيرة إلى أن الكرسي نجح في جعل عدد كبير من اللغويين يلتفون حول اللغة العربية بحثاً وحواراً من خلال المشاريع والورش والأبحاث وهذا من دواعي تعزيز الهوية، وتمكن اللغة اجتماعياً وثقافياً وفكرياً. وفي ما يتعلق بدافع إقامة ملتقى للمقالة السعودية، أكدت الحلوة أن مشروع التدريب على المهارات اللغوية أحد المشاريع الكبرى في الكرسي، والمسح الأدبي لجميع فنون الكتابة الوظيفية والإبداعية بين بما لا يدع مجالاً للشك أن المقالة هي صاحبة الجلالة فيها، لجهة الصياغة والفكر. وتابعت: «أصبح للمقالة السعودية في الأعوام الأخيرة أثر في تغيير الجميع وتكاثر الجماهير عليها، وكتّاب المقالة اليوم لم يعودوا هواة، بل اتجه لهذا الفن المفكرون، والعلماء، والمصلحون والأكاديميون، لذا أصبح للمقالة السعودية دورها الخطير فهي أداة من أدوات تغيير الفكر، بل ولها أثرها في صناعة القرار لأن صناع الكلمة هم صناع الحياة».