دافع رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل اليوم (الثلثاء)، عن إعلان حال الطوارئ بعد تفجيرين انتحاريين استهدفا كنيستين، قائلاً إن مواجهة الإرهاب تتطلب إجراءات استثنائية، وألمح إلى وقوف جهات خارجية لم يسمها وراء ما تشهده مصر من هجمات إرهابية. وقال إسماعيل في كلمة أمام مجلس النواب إن إعلان حال الطوارئ يستهدف فقط من وصفهم ب«أعداء الوطن»، وأكد أن العقاب «آت لا محالة» لجماعات الإرهاب ومن يقف وراءها. وقُتل 45 شخصاً على الأقل وأصيب 125 آخرون في تفجيرين استهدفا كنيسة في مدينة طنطا في دلتا النيل وكنيسة أخرى في مدينة الإسكندرية الساحلية خلال احتفالات أحد السعف. وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء أول من أمس اتخاذ قرار بإعلان حال الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر في جميع أنحاء البلاد. ووافق مجلس الوزراء على هذا القرار أمس. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية المصرية أن مجلس النواب وافق بالإجماع اليوم على فرض حال الطوارئ، وقالت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية إن القرار بدأ يسري اعتباراً من الساعة الواحدة من مساء أمس. وقال إسماعيل: «بات واضحاً أن مصر تواجه حالياً وفي شكل غير مسبوق هجمة إرهابية شرسة وغادرة تستهدف النيل من استقرار الوطن وسفك دماء أبنائه وترويعهم بلا رادع من دين أو وازع من ضمير». وأضاف أن «تلك الأعمال الإرهابية الخسيسة التي ارتكبها إرهابيون مارقون عن الدين... أعداء للإنسانية والوطن... باتت حتماً ويقيناً تستوجب اتخاذ إجراءات استثنائية لتتمكن الدولة من حشد قواها وتوفير الإطار القانوني المناسب لخوض المواجهة الحاسمة لتهديد استثنائي لا يخضع إلى مبادئ». وحاول شريف تهدئة مخاوف المدافعين عن حقوق الإنسان من عودة حال الطوارئ التي سبق وطبقت في تاريخ مصر الحديث وأسيء استغلالها لإحكام القبضة الأمنية وقمع المعارضة في عهود سابقة. وقال إن «قانون الطوارئ إنما يستهدف أعداء الوطن والمواطن وسيمنح أجهزة الدولة المزيد من القدرة والمرونة وسرعة الحركة لمواجهة عدو آثم وغادر لا يتورع عن القتل والتدمير بلا تبرير أو تمييز». وألمح رئيس الوزراء بوقوف جهات لم يسمها وراء ما تشهده مصر من هجمات إرهابية، وقال إن «لدى الدولة اليقين التام الذي لا يخالطه شك في أن تلك الهجمة الإرهابية يقف وراءها من يضخ أموالاً طائلة تتعدى بلايين الجنيهات لدعم الجبهات الإرهابية المتطرفة، عبر تزويدها بأحدث الإمكانات في مجال الاتصالات واللوجستيات والأسلحة والمتفجرات لتواصل إجرامها ضد شعبنا». وقال إسماعيل: «أؤكد للجميع أن عقاب مصر الرادع لجماعات الإرهاب ومن يقف وراءها لهو آت لا محالة».