أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان أن «هذا العام يعد من أهم الأعوام للهيئة لأن الدولة وافقت على منظومة قرارات من ضمنها التمويل، كما أن شركة الاستثمار والتنمية السياحية في مراحلها الأخيرة للإقرار وكذلك توفير بنية التحتية للوجهات السياحية»، مؤكداً أن «الهيئة حريصة وملتزمة بأن يكون عملها مع المواطنين في المقام الأول، ويهمنا رأي المواطنين في المقام الأول ولا يمكن أن نجد مستشاراً أفضل من المواطنين وحكمتهم وخبرتهم». واعلن الأمير سلطان خلال زيارته لمواقع أثرية في المجمعة أمس (الاثنين) عن البدء في تجهيز متحف المجمعة في قصر العسكر التاريخي، وعن التعاون مع البلدية في استكمال المرحلة الرابعة من مشروع تأهيل المنطقة التاريخية. وشدد على أن «المباني والبلدات التراثية في مناطق المملكة خرجت أجيالاً حافظت بقيمها وأصالتها على التآم شمل هذه الدولة والاعتزاز بدينها وتاريخها»، داعياً الشباب إلى زيارة هذه المواقع «لأن ذلك مطلب أساسي لمواصلة هذا النهج والتعرف على سير أهل هذه المباني أكثر من المباني نفسها». ولفت الأمير سلطان خلال زيارته لمواقع أثرية في المجمعة أمس (الاثنين) إلى أن «خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أكد مرات عدة أنه حريص على أن يقرأ المواطنون والشباب تاريخ بلادهم ويرتبطوا به من خلال زيارتهم للمواقع التاريخية والتراثية والمحافظة عليها، وكان من دلالات حرصه واهتمامه بالتراث اقراره لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الخضاري للمملكة ورعايته ودعمه له». وقال رئيس «السياحة والتراث»: في زيارة سابقة لي للمجمعة قبل سنوات قرأت على أحد الجدران الطينية في البلدة التراثية عبارة «لا يطيح» التي كتبها أحد أبناء المجمعة المخلصين المحبين لتراثهم وهو الاخ خالد المزيني الذي يعد نموذجاً مشرفاً من النماذج الكثيرة في المجمعة، فأعجبت كثيراً بهذه العبارة واعتمدناها مسمى لبرنامج في الهيئة للمحافظة على المباني التراثية، وصورة الجدار هي شعار البرنامج». وأضاف: لا يكفي عمل الهيئة والبلدية من دون شراكة الأهالي والمواطنين والمجتمع المحلي، ولا بد أن يدرك الشباب والمواطنون أن البلدة التاريخية ثروة لهم ولن تحميها البلدية ولا هيئة السياحة ولا أي حارس ما لم يحميها أهل البلدة أنفسهم»، مؤكداً أن «تاريخ هذا المكان لن يضيع بحرص أبنائه عليه، فهذا المكان لا تملكه الدولة بل يملكه الجميع المواطن والدولة»، وداعياً أهل المجمعة إلى أن «يكثروا من زيارة بلدتهم التاريخية ويتعرفوا على سيرة أهل المباني وكيف تعاونوا بعضهم مع بعض وكيف التأم شملهم، وبلادنا اليوم التأم شملها لأننا خرجنا من بيئة أصيلة صحيحة وعبر تاريخ هذه البلاد خرج الناس من بنية وبيئة متآلفة والتالف لا يكون عبر برنامج تلفزيوني أو محاضرة بل أن تزور هذه المواقع وتسمع قصص اهلها وكيف بنوا وطناً قوياً ومستقراً». وأشار الأمير سلطان إلى أن «المجمعة مقبلة على مرحلة جديدة من التنمية السياحية والتطور خصوصاً مع اقرار برنامج التمويل السياحي الذي يركز على المدن التي يقل عدد سكانها عن مليون نسمة»، مشدداً على أهمية أن «يكون للمجمعة خطة تنمية سياحية منظمة من حيث مرافق الايواء السياحي والنزل لتكون منطلقاً للسياحة في المواقع بجوارها، إضافة إلى مشاركة الاهالي في تنظيم الرحلات السياحية او استثمار مزارعهم للنزل الريفية». سلام خادم الحرمين قال رئيس «السياحة والتراث»: كنت بالأمس في معية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وعلم بمجيئي إلى المجمعة، وبلغني السلام لاهلها الكرماء الاوفياء». وأوضح أن زيارته جاءت بدعوة من محافظ الجمعة الأمير عبد الرحمن بن عبد الله الفيصل. وقال: زياراتي الخاصة للمجمعة كثيرة، وقد جئت للمجمعة قبل حوالى 16 سنة في معية الملك سلمان عندما كان أميراً لمنطقة الرياض وكانت زيارة جميلة تذكرها أمس». وصول بالقطار وصل رئيس «السياحة والتراث» إلى المجمعة بالقطار الآتي من الرياض، وكان في استقباله في المحطة محافظ المجمعة الأمير عبد الرحمن بن عبد الله الفيصل ومديرو ومسؤولو الجهات الحكومية في المحافظة. وبدأ زيارته بالاطلاع على ركن منافذ بيع وتسويق منتجات الحرف والصناعات اليدوية في المحطة، واستمع إلى شرح من المشرف العام على البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع)، عن منافذ بيع وتسويق منتجات الحرف والصناعات اليدوية التي وفرها البرنامج بالتعاون مع الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) في محطات القطار التابع للشركة، في كل من: الرياضوالمجمعة، والقصيم. بعد ذلك توجه إلى بيت العسكر التاريخي وافتتح القصر بعد انتهاء الهيئة من أعمال ترميمه، وذلك بعد أن تبرعت أسرة العسكر بالقصر للهيئة بشكل دائم. ويعد قصر العسكر التاريخي في المجمعة من القصور التاريخية المهمة في المنطقة ويقارب عمره المئتي عام ويحمل السمات النجدية القديمة في العمارة وهو أحد القصور المشهورة في المنطقة، وزاره الملك عبدالعزيز والملك سعود والعديد من الأمراء والرحالة الغربيين وكتبوا عنه. ثم توجه الأمير سلطان إلى مركز المجمعة التاريخي، وتفقد أعمال المرحلة الثالثة لمشروع تطوير وتأهيل الموقع الذي تتعاون بلدية المجمعة مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ومنها إلى وقف الملك عبدالعزيز الذي تم الانتهاء من ترميمه ضمن مشروع تأهيل المنطقة التاريخية، وافتتح سوق الأسر المنتجة. ويعد مركز المجمعة التاريخي أحد مشاريع تأهيل وتطوير أواسط المدن التاريخية في مدن المملكة والتي تشمل حتى الآن أكثر من 30 مشروعاً، ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري الهادفة إلى تطوير مراكز هذه المدن بما يواكب الحداثة ويحافظ على أصالة هذه المواقع كونها معالم حضارية تعكس تاريخ مناطق المملكة وتشكل هويتها. ثم توجه إلى منتزه المشقر الذي حظي باهتمام كبير من بلدية محافظة المجمعة، من حيث تهيئة المكان وتطويره ليكون ملائماً لمرتاديه من أهالي المحافظة وزوارها من الشباب والعائلات.