استمتع الجمهور الكويتي بالأمسية التي قدمها الفنان العراقي نصير شمة في دار الأوبرا تحت عنوان «حفلة السلام العالمي». وقدم شمة مجموعة من معزوفاته التي ألفها ووزعها بنفسه، وعزف بعود من صناعة كويتية ليعقوب جاسم المتخصص في صناعة الأعواد. ومن المعزوفات التي قدمها «طالعة من بيت أبوها» للفنان ناظم الغزالي مقام عجم، و«زمان النهاوند» و«غدا أجمل» و«فوق غيمة» و«نصير شمة» و«إشراق» و«أولمبيا» التي استلهمها من سيدة الغناء العربي وكوكب الشرق أم كلثوم كأول فنانة عربية تقف على مسرح أولمبيا بباريس. ثم عزف لحن «ياهلي» لعبدالحليم حافظ وأهداه للجمهور الكويتي، وقدم مقطوعة «رحلة أرواح» وشاركه فيها عازف الكلارنيت الكويتي عبداللطيف غازي، و«عالم بلا خوف»، وكان الاختتام مع مقطوعة «شكت» لبشارة الخوري. وعلى هامش الحفلة قال شمة: «العمل الإنساني والثقافي جزء من السلام العالمي وهو عمل صعب يشبه النحت في الحجر. الكويت والعراق شقيقتان ولا يمكن أن يفصلهما شيء». وعن تحفظ البعض عن مشاركة فنانين عراقيين في نشاطات فنية في الكويت، قال: «لا أظن أن هناك حساسية اليوم بين الشعبين الكويتي والعراقي، فنحن بيننا أواصر التاريخ والثقافة والرحم، ودورنا كفنانين أن نصلح العلاقات بين الشعوب ونعززها، وأن نعالج كل ما يقع خارج إرادتنا». وحول جديده في المرحلة المقبلة قال إنه بصدد تأليف نص موسيقي مستلهم من رواية «النجدي» للروائي الكويتي طالب الرفاعي. وأبدى حذره حيال انتشار الألقاب التي تُخلع على الفنانين، «لكن الأمر يختلف عندما تكون الجهة المانحة هي منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو»، وأنا فخور بمنحي لقب «فنان السلام العالمي» لأنني بالفعل أعمل منذ سنوات في حقل التربية والعلم والثقافة عبر نشر ثقافة الفن والإبداع وتأسيس بيت العود والقضاء على الأمية في مجال الفن. ولذلك قالت المديرة العامة لليونيسكو إن نصير شمة يقوم منذ سنوات بما نقوم به في المؤسسة». وأضاف: «لدي خطط بعد نيل هذا اللقب، ومنها مشروع عمل في باكو عاصمة أذربيجان بالتعاون مع اليونيسكو. ولدينا ثلاثة مشاريع في بغداد منها مشروع إنقاذ بوابة بغداد المتبقية من العصر العباسي وافتتاح مسرح اليونيسكو وبيت العود بعد تأهيل الكوادر». ويدير شمة، صاحب ابتكار العود ذي الأوتار الثمانية، مدرسة «بيت العود العربي» في القاهرة، وهو مشروع أنشأه لتأسيس مواصفات عازف العود المنفرد. كما يشرف على فرع البيت العود العربي الذي افتُتح في أبو ظبي عام 2007، وبيت العود في قسنطينة بالجزائر، وبيت العود في مكتبة الإسكندرية. وأسس عدداً من الفرق الموسيقية، منها فرقة «سداسي الأنامل الذهبية» العراقية، وفرقة «البيارق»، ومجموعة «عيون» لموسيقى الحجرة العربية في القاهرة، و«أوركسترا الشرق» المؤلفة من 70 عازفاً، و«مجموعة بيت العود العربي» المؤلفة من 30 عازف عود متعددة الأحجام.