أعلنت منظمة "فريدوم هاوس" الأميركية أن حرية الصحافة العالمية وصلت في عام 2013 إلى أدنى مستوياتها مما كانت عليه قرابة عقد مضى"، وأضافت أن شخصاً واحداً من 7 في العالم فقط يعيش في دولة صحافتها "حرّة". وقارنت المنظمة بين حرية الصحافة في بلدان العالم في 2002 وبين حرية الصحافة اليوم، وأشارت إلى تراجع كبير جداً، إذ كانت نسبة الحرية عام 2002، 40.2 في المائة، فيما تراجعت عام 2013 إلى 32 في المائة. وأكد التقرير السنوي الذي نشرته المنظمة أمس الجمعة عشية اليوم العالمي لحرية الصحافة، أن حرية الصحافة في دول الشرق الأوسط وأفريقيا المؤلفة من 21 بلداً، ويعيش فيها 405 مليون شخص، لا تتعدى ال2 في المئة. وأضاف التقرير أن "الدولة الوحيدة" التي تتمتع بحرية الصحافة هي إسرائيل، فيما أكد "المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان" بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي إرتكبت 135 اعتداءً متنوعاً على الطواقم الصحافية العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال الفترة ما بين 1 كانون الثاني (يناير) 2013 وحتى 31 آذار (مارس) 2014. وأشار تقرير منظمة "فريدوم هاوس" إلى أن الصحافة في لبنان والجزائر وتونس والكويت تعتبر حرة "جزئياً"، وأن عدد الدول العربية التي ارتفع مستوى حرية الصحافة فيها بعد "الربيع العربي" هي 5. وأفاد بأن من بين 197 دولة حول العالم، 63 دولة (32 في المئة) صحافتها حرة، و68 دولة (35 في المئة) صحافتها حرة جزئياً، فيما 66 دولة أخرى (33 في المئة) صحافتها ليست حرة. وتعتبر نتائج هذا التقرير سيئة من حيث عدد الدول التي تعتبر الصحافة فيها غير حرة، مقارنةً مع تقرير عام 2012، حيث كان عدد هذه الدول 64. كما كشف تقرير المنظمة ومقرها واشنطن، أن تصنيف تركيا تراجع من موقع الدول "الحرة نسبياً" إلى موقع الدول "غير الحرة" لتنضم إلى دول مثل أرمينيا وإكوادور وليبيا وجنوب السودان وكوريا الشمالية. بدورها أشارت "لجنة حماية الصحافيين" في تقرير نشرته في 30 كانون الأول (ديسمبر) 2013، أن سورية ومصر والعراق كانت أكثر البلدان دموية بالنسبة للصحافيين خلال عام 2013، وأن 70 صحفياً قُتلوا بسبب عملهم خلال عام 2013، وهو رقم يقل عن حصيلة عام 2012 التي بلغت 73 صحفياً. إضافة إلى ذلك، تُجري اللجنة تحقيقات بشأن مقتل 25 صحفياً آخرين توفوا خلال عام 2013 لمعرفة ما إذا كان مقتلهم مرتبطاً بعملهم. ويشير موقع اللجنة إلى أن 82 صحافياً إيرانياً يعيشون في 2013 في المنفى، و6 صحافيين قتلوا في مصر في 2013، وبلغ عدد الصحافيين الذين اختطفوا خلال 2013 في سورية، 61 بينهم مراسل قناة "سكاي نيوز" المصور اللبناني سمير كساب والصحافي الموريتاني إسحاق مختار اللذين مرّ على إختفائهما أكثر من 6 أشهر. وفي شهر نيسان (أبريل) الماضي، تم إطلاق أربعة صحافيين فرنسيين كانوا مختطفين في سورية منذ حزيران (يونيو) الماضي. وذكرت "لجنة حماية الصحافيين" أن العراق سجّل أسوأ رقم قياسي لعدم الكشف الجرائم المرتكبة بحق الصحافيين، فقد تصدر هذا البلد "مؤشر الإفلات من العقاب" الذي تصدره اللجنة، على غرار السنة الماضية، تليه الصومال والفيليبين، في حين حلت سورية في المركز الخامس. أما في لبنان، التي تعتبر صحافته "حرة" مقارنةً مع الدول العربية الأخرى، فتراجعت حرية التعبير والصحافة فيه خلال عام 2013، وتم إستدعاء الكثير من الصحافيين والمدونين والناشطين للتحقيق بسبب مقالات نشرت لهم في الصحف أو حتى تدوينات نشروها على الإنترنت، واستمرت هذه الإجراءات التي وصفها الجسم الإعلامي اللبناني ب"القمعية" مع بداية عام 2014.