أعربت منظمة "فريدوم هاوس" التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، عن قلقها من درجة العنف والمضايقات الجسدية التي يتعرض لها صحفيون في دول كثيرة، مشيرة إلى حرية الصحافة شهدت تراجعا بارزا عام 2007 للعام السادس على التوالي. ويصنف التقرير الدول ضمن ثلاثة تصنيفات اولها الدول التي تتمتع بحرية الصحافة وثانيها الدول التي تكون فيها حرية الصحافة جزئية واخيرا الدول التي لايوجد فيها اي حرية صحفية . وبحسب التقرير السنوي للمنظمة فإن الدول التي "يمكن وصفها بالحرة يبلغ عددها 90 وتمثل46% فقط من سكان العالم" . وأوضح التقرير أنه "رغم أن الرقم السابق لم يتغير عن عام 2006، الا أن عدداً كبيراً من الدول التي صنفت من قبل على انها حرة نسبيا أو غير حرة، شهد تراجعا كبيرا عن الديموقراطية عام 2007." وجاء في التقرير إن كلا من الكويت ومصر ولبنان حازت على المراتب العليا في قائمة حرية الصحافة في العالم العربي في حين جاءت إسرائيل في مقدمة الدول في الشرق الأوسط ودول شمال إفريقيا. وفي الوقت الذي أبقى فيه تقرير المنظمة العراق والصومال أخطر دولتين لممارسة مهنة الصحافة، إلا أنه أشار إلى المخاوف من أعمال العنف ضد الصحافة في المكسيكوروسيا والفيليبين وسريلانكا وباكستان. وأرجع مدير الدراسات في مؤسسة فريدم هاوس كريستوفر والكر لوكالة الأنباء الكويتية، غالبية التحسن الذي طرأ في مجال حرية الصحافة بظهور وسائل إعلام جديدة مثل القنوات الفضائية والمواقع الاخبارية على الانترنت والمدونات التي قال انها انتشرت في العالم العربي بكثرة مضيفا إن السبب الرئيسي في ذلك يرجع الى الجهود التي بذلت للدفع نحو مزيد من الحريات في تلك الدول. كما أشار التقرير إلى وجود تطورات إيجابية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث ساهم التمكن من مشاهدة المحطات الفضائية واستخدام الانترنت من دون قيود في تنشيط حرية الصحافة في المنطقة. وبحسب التقرير فإن "انتكاسة في الحريات السياسية والحقوق المدنية حدثت في خمس دول العالم، ومن بينها دول مهمة، مثل روسيا وباكستان". وتابع التقرير إن "38 دولة شهدت تراجعا في الحريات، وكان عدد كبير منها في الشرق الأوسط وجنوب آسيا ومن دول الاتحاد السوفياتي السابق، وأن عشر دول فقط من بينها تايلاند وتوجو شهدت تحولا إيجابيا". وفي المكسيك، نددت منظمة الدفاع عن الحريات ب "مستوى العنف المرتفع جدا إزاء الصحفيين بسبب تهريب المخدرات وجو الإفلات من العقاب الذي يرافق الهجمات على وسائل الإعلام". وفي بوليفيا والبيرو وكولومبيا يتعرض الصحفيون لتهديدات وعمليات ترهيب. كما شهدت حرية الصحافة في روسيا، تراجعا "كبيرا" عام 2007 حيث "تم تقديم مئات الصحفيين للمحاكمة " واحتجز اثنان منهم بشكل مؤقت لأنهما انتقدا السلطات المحلية. وجاء أيضا في التقرير إن "روسيا تبقى أحد البلدان الأكثر خطورة في العالم بالنسبة لوسائل الإعلام" مشيرا إلى مقتل مراسلين اثنين عام 2007 "انتحارا" حسب السلطات. أما في الصين، فقد سجل بعض التقدم خلال العام 2007 في تعاطي السلطات مع التحقيقات الاستقصائية. إلا أن العام نفسه شهد تشديدا للرقابة على الصحف وقيودا على الانترنت واحتجز عدد من أصحاب المدونات على شبكة الانترنت. وجاء في التقرير أيضا، إن فرنسا "تواصل العمل لتحديد حقوق الصحفيين في مجال الحفاظ على سرية المصادر"، مشيرا إلى أنه منذ انتخاب الرئيس نيكولا ساركوزي قبل نحو سنة "تسلم عدد من المقربين منه مراكز في القناة الاولى للتلفزيون الفرنسي في حين ان مؤيدين له يديرون وسائل إعلام مهمة". وتابع التقرير "هناك أدلة على إن ضغوط ساركوزي أثرت على مضمون وسائل الإعلام" مشيرا إلى تدخل الرئيس الفرنسي لمنع نشر مقالات حول زوجته السابقة سيسيليا. ومنظمة فريدوم هاوس أو "بيت الحرية"، منظمة أمريكية غير حكومية أنشات عام 1941 على يد ألينور روزفلت- زوجة الرئيس الأمريكي الراحل روزفلت بمساعدة المحامي الأميركي ويندل ويلكيلي . ومنذ نِشأتها عام 1941 عملت المنظمة تحت شعار: "أولوية الديمقراطية وحقوق الإنسان في تشكيل السياسة الأمريكية"، حيث تدافع المنظمة عن هيئات حقوق الإنسان والديمقراطية في مختلف بقاع العالم، وذلك من خلال مشاريعها وبرامجها، بالإضافة إلى إصداراتها الكثيرة.