طهران - ا ف ب - أثار السفير البريطاني في طهران سيمون غاس غضب التيار المحافظ في البلاد، بسبب نشره مقالاً على الموقع الالكتروني للسفارة انتقد فيه وضع حقوق الانسان في ايران. وقال علاء الدين بوروجردي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان لوكالة الانباء الايرانية الرسمية، إن «سيمون غاس يجب ان يتعلم ما هي اخلاق السفير». واضاف: «يبدو ان مهمة سيمون غاس تتمثل في النيل من العلاقات بين البلدين بدلاً من تحسينها». وفي مقال نشر على موقع السفارة لمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان في العاشر من الشهر الجاري، قال غاس انه «لا يوجد مكان آخر يخضع فيه المحامون والصحافيون واعضاء المنظمات غير الحكومية الى ضغط قوي كما هو حالهم في ايران». واضاف: «منذ العام الماضي والمدافعون عن حقوق الانسان يعتقلون ويتعرضون لمضايقات»، مذكراً خصوصاً باعتقال المحامية الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان نسرين سوتوده، التي طالب بالافراج عنها. وطالب عضو آخر في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى، هو حشمة الله فلاح تبيشه، ب «طرد سيمون غاس» بسبب هذا المقال «غير المسبوق»، مؤكداً ان هذا «التدخل من سفير بريطاني في شؤون ايران الداخلية» يقدِّم مبرراً اضافياً «لخفض مستوى العلاقات» مع بريطانيا. كذلك انتقدت وكالة انباء «فارس» القريبة من المحافظين المقال بشدة، واعتبرته في برقية تناقلتها المواقع المحافظة «متهوّراً ومهيناً». وينتقد القادة الايرانيون الدعم الذي يقولون ان بريطانيا تقدمه للمعارضة الاصلاحية المناوئة للرئيس محمود احمدي نجاد. واتهموا الاستخبارات البريطانية والموساد الاسرائيلي ووكالة الاستخبارات المركزية الاميركية بالتورط في اعتداءين اسفرا عن مقتل عالم مسؤول على البرنامج النووي الايراني وإصابة عالم آخر بجروح خطرة في طهران. وتظاهر العشرات من ميليشيا «الباسيج» التابعة للسلطة امام السفارة البريطانية امس، ورفعوا صور العالمين المستهدَفين. من جهة أخرى، حكم القضاء الايراني على رئيس جمعية الصحافيين الايرانيين ما شاء الله شمس الواعظين بالسجن 16 شهراً بتهمة «تقويض النظام» الاسلامي و «اهانة» الرئيس الايراني، كما اعلن المحكوم عليه. وتولى شمس الواعظين، الشخصية البارزة في عالم الصحافة، ادارة عدة صحف اصلاحية اغلقتها السلطة بين 1998 و2000، وسجن مراراً، لا سيما خلال قمع حركة الاحتجاج على اعادة انتخاب نجاد المطعون به في حزيران (يونيو) 2009. وبين الاتهامات الى شمس الواعظين، دفاعُه عن نازك افشر الموظفة في السفارة الفرنسية في طهران التي اعتقلت بعد اعادة انتخاب نجاد. وكانت افشر مَثُلَتْ الى جانب الفرنسية كلوتيلد ريس خلال جلسة استماع نقلها التلفزيون في المحكمة الثورية في طهران بهدف اظهار العلاقات التي تؤكد السلطة وجودها بين المعارضة الاصلاحية و «اعداء» ايران. ولجأت منذ ذلك الحين الى فرنسا. وأمام شمس الواعظين مهلة 20 يوماً لاستئناف الحكم. في الوقت ذاته، اوقفت قوات الامن امس صحافياً من صحيفة «شرق» الاصلاحية، التي بات ستة من مسؤوليها وراء القضبان، كما افاد موقع «كلمة» التابع لرئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي المرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة.