تشهد السعودية نمواً في فرص الاستثمار الرئيسة الجديدة خلال 2017، إذ تسمح القوانين الجديدة للشركات السعودية المرسملة بإدراج أسهمها في السوق المالية، لتضيف زخماً جديداً لكل من قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة وسوق الأوراق المالية. وفي الوقت الذي تتجه فيه أنظار المتابعين والمحللين إلى التبعات المحتملة لإدراج أسهم عدد من كبرى الشركات السعودية في السوق المالية، مثل الاكتتاب المرتقب لشركة أرامكو السعودية، إلا أن التحولات طويلة الأمد من المرجح أن تنشأ عن قطاع الشركات الصغيرة في البلاد، وفقاً لأبرز الخبراء الاقتصاديين الذين سيشاركون في فعاليات مؤتمر يوروموني السعودية 2017. ففي شباط (فبراير) الماضي، أطلقت السوق المالية السعودية «تداول» السوق الموازية «نمو» عبر إدراج وبدء تداول 7 شركات بلغت قيمتها السوقية الأولية نحو 1.9 بليون ريال سعودي. وتعمل تلك الشركات في مجموعة من القطاعات بما في ذلك قطاعات التجزئة والخدمات الغذائية، وحققت جميعها مكاسب قوية مع ارتفاع أسهمها بقرابة الحد الأقصى خلال اليوم الأول من التداول، وهو ما يعد مؤشراً على الإقبال الكبير على الاستثمار في الشركات الصغيرة والمتوسطة في المملكة. وتعد السوق الموازية «نمو»، منصة بديلة للتداول ومتاحة أمام المستثمرين المؤهلين للاستثمار المباشر، ويمكن لمستثمري التجزئة أيضاً الوصول إلى هذه السوق من خلال صناديق استثمارية محددة، مما يسهم في إيجاد خيارات تنويع جديدة. ويضطلع القطاع الخاص وقطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة على وجه الخصوص بدور رئيس في استراتيجية «رؤية السعودية 2030» من خلال تنويع الاقتصاد وخلق فرص العمل وتعزيز النمو. وإلى جانب القوانين الجديدة المتعلقة بإدراج الشركات الصغيرة والمتوسطة، تقوم المملكة أيضاً بتمكين هيئة المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم ودعم الابتكار الاقتصادي الأوسع نطاقاً كجزء من سلسلة تدابير تهدف إلى دعم نمو الأعمال التجارية الصغيرة. وسيتضمن مؤتمر يوروموني السعودية، الذي يعقد بالشراكة مع وزارة المالية، جلسة خاصة للنظر في التدابير المتخذة لتشجيع ريادة الأعمال في جميع أنحاء المملكة. وفي السياق ذاته، قالت مديرة مؤتمرات يوروموني في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيكتوريا بيهن: «تدعم السعودية اتخاذ مجموعة واسعة من التدابير الرامية إلى دفع عجلة التحول الاقتصادي، وسيتيح مؤتمر يوروموني السعودية للحاضرين دراسة أبعاد هذا البرنامج كافة على المدى البعيد. ويجمع هذا الحدث الاقتصادي المهم قادة الأعمال وعدداً من الشخصيات الحكومية البارزة مع خبراء دوليين ومسؤولين من القطاع المصرفي العالمي لإلقاء الضوء على تأثيرات المبادرات الرئيسة في المملكة مثل التحولات التي يشهدها قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة والفرص الناشئة عن هذه التحولات». وسيشهد المؤتمر على مدار يومين عدداً من الجلسات النقاشية حول أسواق رأس مال الدين والأسهم، وجلسات خاصة حول التقنية المالية، وجلسة نقاشية أخرى لكبار المسؤولين من بنك الخليج الدولي، وسدكو كابيتال، وجدوى للاستثمار. وتنظم يوروموني عرضاً لملخص تنفيذي حصري حول صناديق الاستثمار العقارية في اليوم الذي يسبق انطلاقة المؤتمر. وسيفتتح فعاليات المؤتمر وزير المالية السعودي محمد الجدعان، الذي سيلقي الكلمة الافتتاحية ويدشن المعرض المصاحب. وتتضمن قائمة أبرز المتحدثين في المؤتمر من السعودية كلاً من محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور أحمد الخليفي، ووزير الإسكان السعودي ماجد الحقيل، ونائب رئيس مجلس إدارة هيئة السوق المالية محمد القويز، والمدير التنفيذي لشركة السوق المالية السعودية «تداول» خالد الحصان، والرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة «سابك» يوسف البنيان، ومن المقرر انعقاد مؤتمر يوروموني السعودية يومي 2 و3 أيار (مايو) المقبل في الرياض، فيما سيعرض الملخص التنفيذي حول صناديق الاستثمار العقارية في 1 مايو 2017.