ال «درون» سلعة يوميّة بكاميرا طائرة «انسوا الأرض: لقد انتقل الصراع إلى السماء». عند التأمل حاضراً في تلك الكلمات التي قالها الرئيس الأميركي السابق جورح وولكر بوش (الأب)، تبدو كأنها كانت تحدس بقدوم عصر ال «درون» أو ربما ترهص له. لكن، لا: لم يكن أمرها كذلك، أقلّه آنذاك! إذ قصد بوش الصراع بين الدول، خصوصاً الكبرى منها. ومع قدوم عصر طائرات ال «درون» المسيّرة عن بُعد، صار الأمر يتعلّق بالأفراد عند العقد الثاني للقرن 21. للمرّة الأولى، يصبح للفرد كاميرا تطير وتحلّق كي تلتقط له الصور، بعدما كان الأمر حكراً على الدول، ثم المؤسّسات الكبرى. ولا تكون طائرت ال «درون» نقلة في حياة الفرد المعاصر، إلا إذا صارت سلعة يوميّة منتشرة بين أيدي الجمهور الواسع. وضمن ذلك الأفق، يمكن النظر إلى إعلان مؤسّسة «إي- سيتي» (سلسلة متاجر مختصة ببيع الإلكترونيّات في دولة الإمارات)، عن طرح «درون» تحمل اسم «دي جي آي مافيك برو» DJI Mavic Pro، وهي من انتاج شركة «دا جيانغ إنوفيشن ساينس آند تكنولوجي» Da Jiang Innovations Science & Technology الصينيّة الذائعة الصيت في صناعة الطائرات من دون طيّار. ويحمل اسم تلك ال «درون» الحروف الأولى من اسم الشركة، كما يشي بأنّها معدّة لمساعدة من لديهم خبرة احترافيّة في الكاميرات المحلّقة على أجنحة «درون»، بالأحرى مرواحها الأربع التي تكفل لها تحكّماً واسعاً في حركة الطيران، مع إقلاع عمودي. ومن المستطاع طيّها لتصبح في حجم راحة اليد. وتحلّق حاملة كاميرا تصنع أشرطة فيديو عالية الدقة كما تقدر على التقاط صور ثابتة بدقة 12 ميغابيكسل. ولعل السمة التقنيّة البارزة فيها هي أنها تحتوي على نظام لتعقّب الأجسام عبر الكاميرا التي تحملها. ويعني ذلك أنّه بمجرد تحديد الجسم المطلوب تعقّبه وتصويره، تعمل تلك ال «درون» على ملاحقته بصورة مؤتمتة، مع قيامها بما يلزم من مناورات لتجنّب الاصطدام بأجسام اخرى في الجو. ويحدث ذلك بفضل رقاقات ذكيّة في «دي آي جي» عمل 5 كاميرات تعمل كل منها كمجسّ منفصل، إضافة إلى ربط تلك الآليّة بنظامي «جي بي آس» لتحديد المواقع على الأرض و«غلوناس» لتنظيم التحليق جوّاً عبر الأقمار الاصطناعيّة. وتصل سرعتها إلى قرابة 65 كيلومتراً في الساعة. ومن المدهش أنها تستطيع العودة تلقائيّاً إلى النقطة التي انطلقت منها، بفضل نظام مؤتمت آخر فيها اسمه «هوم بوينت»! ويلامس سعرها 1640 دولاراً في متاجر «إي- سيتي» في الإمارات. الإبداع في متناول المؤسّسات الصغيرة على رغم ترسّخ ميل الاقتصاد العالمي إلى تبني دعم المؤسّسات الصغيرة والمتوسّطة، وكذلك القول إن الشبكات الرقميّة تشكّل سنداً أساسيّاً لذلك الضرب من النشاط الاقتصادي، إلا أنّ مشاكل عدّة ظلّت تعاند المؤسّسات غير الكبيرة. ولعل الإبداع هو من أبرز المشاكل. إذ يجري الحديث دوماً عن الربط بين الابتكار والأعمال، لكن ذلك يفترض مثلاً أن يكون لكل مؤسّسة مبدعوها. ومن الناحية العملية، تشكّل الشركات الكبرى والعملاقة مغناطيساً جاذباً لعقول المبدعين، لأسباب لا تقتصر على المال بل تشمل الأمدية الواسعة التي تتيحها الشركات الكبرى أمام العقول المتحفّزة إلى الابتكار. والأرجح أن المنصّة الرقميّة «يوتالينتا. كوم» Utalenta.com التقطت ذلك الخيط تحديداً. إذ وصفت نفسها في البيان الذي أعلن انطلاق أعمالها في الشرق الأوسط من دبي، أنها تسعى لتقديم خدمات إبداعيّة إلى المؤسّسات المتوسّطة والصغيرة في المنطقة. ويعني ذلك بداهة أنّها تتعامل مع مبدعين لا يهتمون بأن ينتموا بالضرورة إلى مؤسّسة معيّنة، خصوصاً عندما لا تكون ضخمة، بل يؤثرون العمل المستقل الذي يتيح لهم تقديم ابتكاراتهم إلى من يرغب فيها. ومن ناحية ثانية، تؤدّي تلك الصورة إلى إراحة المؤسّسات الصغيرة والمتوسّطة من تكاليف توظيف المبدعين في صفوفها، وهي عمليّة غالباً ما تكون مكلفة، بل تعجز عنها معظمها. إذاً، لعل المنصّة كانت محقّة بأن رأت في نفسها جسراً بين المؤسّسات والأعمال من جهة، ونخب العقول المبدعة المستقلة من الناحية الثانية. وتشمل الفئة الأخيرة المبتكريين المستقلين، والموظفين العاملين بدوام جزئي، والطلاب والخريجين الجامعيّين الشباب وغيرهم. ومع عدم ارتباط المبدع بمؤسّسة معينة ودوام محدّد، يكون عمله مندرجاً ضمن التجربة المعروفة باسم «المكتب الافتراضي» عبر شبكة الإنترنت. وتالياً، تطمح «يوتالينتا» لأن تصبح تجمّعاً كبيراً للمبدعين المستقلين في الشرق الأوسط، وتعزيز عملها قناة مرنة مع الشركات الصغيرة، ما يجعلها مساحة للحلول الفعّالة لمشاكل الأعمال وتطويرها في الشرق الأوسط. يحدث غداً: منصة هجينة للخليوي وجهاز الألعاب! تعد مؤسّسة «بي جي أس لاب» PGS Lab أنها تضع في يديك قبل ختام ربيع السنة الجارية، منصّة رقميّة هي الأولى في أنها تستطيع التعامل مع ألعاب الفيديو الإلكترونيّة على الخليوي وجهاز الألعاب المحمول يدويّاً «يو أم بي سي» UMPC. لم يسبق لشركة أو مؤسّسة أن حقّقت أمراً كذلك. وفي سياق استعداداتها لذلك الحدث، خصّصت الشركة موقعاً خاصاً لمن يريد أن يكون ضمن مختبري تلك المنصة، قبل أن تصبح سلعة في أيدي الجميع. وبالنسبة إلى الجيل الذي استهل علاقته بالألعاب الإلكترونيّة بجهاز «آتاري»، وكذلك الجيل الذي تعرف إلى الألعاب عبر أجهزة مختصة تصنعها شركات ك «نينتندو» و«مايكروسوفت» و«سوني» وغيرها، يبدو الخبر انقلاباً في نظام الأشياء. فعلى رغم انتشار ألعاب الفيديو بأنواعها كافة على الهواتف الذكيّة إلى حدّ انفجاري (مثلاً: تجربة «بوكيمون غو» السنة الماضية)، إلاّ أنّها بقيت متمايزة نوعيّاً عن تلك التي تمارس على أجهزة مختصة، بما فيها «يو أم بي سي» الذي ظهر إلى الوجود بفضل مشروع «أوريغامي» Origami الذي تشاركت فيه «مايكروسوفت» مع «إنتل».ويزيد في إغراء جهاز «بي جي أس لاب» الهجين، أنها أولت شكله الخارجي وهيكله اهتماماً كبيراً، كي تجتمع في هندسته عوامل الصلابة والثبات من جهة، والانسياب والرشاقة من الجهة الأخرى. وبديهي أن تحتل الشاشة مركزاً متميّزاً في جهاز لألعاب الفيديو الرقميّة. وتعد الشركة بأن تتمتع شاشتها بزوايا رؤيا واسعة إلى أقصى ما يمكن، كي تتوافق مع حركية الرأس والجسد أثناء اللعب. وكذلك اعتمدت تقنية «آي بي أس» IPS (اختصاراً لتعبير «إن- بلاين سويتشنغ» In-Plane- Swithching) في صناعة الشاشة. وتشتهر تلك التقنية بأنها قدّمت حلولاً للمشاكل الكثيرة التي كانت ترافق حركية الصور في ألعاب الفيديو على الشاشات الرقميّة، بل إنها أحدثت قفزة في تقنيّات شاشات الكريستال السائل المعتمدة في الخليوي والكومبيوتر وأجهزة الألعاب والتلفزيون وغيرها. ووعدت الشركة أن يكون سعر الجهاز الهجين متهاوداً نسبيّاً، بل حدّدت سعر الجهاز الأساسي بما يزيد قليلاً عن 300 دولار. أخبار خفيفة... احتفت شركة «دو» du التي تشغّل شبكة الجيل الرابع المتقدّم (4G LTE) للاتصالات الخليويّة في الإمارات، بتكريس آذار (مارس) شهراً للقراءة، عبر تنظيمها ملتقى «دو تقرأ» في مقرّها الإقليمي في دبي. ساهمت الممثلة الهنديّة ساني ليون التي يعرفها الجمهور العربي جيّداً عبر أفلام «بوليوود» وشاشات الفضائيّات التي تبثها، في افتتاح معرض «جيتكس شوبرز» في دبي، قبيل ختام آذار (مارس) المنصرم. وقدّمت ليون هاتف ذكي جديداً من شركة «إكس تاتش» حمل اسم «إكس تاتش يونيكس برو» XTOUCH UNIX PRO. نالت شركة «دو» للاتصالات الخليويّة جائزة النسخة 13 ل «ديجيتال استوديو» Digital Studia ، وهي فعاليّة سنويّة مختصة تنظّم ضمن أعمال «المعرض الدولي للإعلام الرقمي وخدمات البث والإنتاج واتصالات الأقمار الاصطناعيّة»، اختصاراً «كابسات» CABSAT. يلاحظ كثيرون من المهتمين بالتطوّر المعلوماتي في دول الخليج العربي، أنّ أعمال شركة «كريم» Careem تتشابه مع ما تقدّمه شركة «آوبر»، لكنها أقل إشكاليّة من الأخيرة التي طالما وُضِعَت أعمالها قيد المساءلة. وأخيراً، أضافت «كريم» إلى خدماتها التي تقدّم عبر التطبيقات الذكيّة للخليوي (بنظامي «آندرويد» و «آي أوس- آبل»)، الإمكانات التقنية لموقع الخرائط الشبكية «غوغل مابس» Google Maps. في تطوّر يقع على التقاطع بين التقني والسياسي، تقدّم الدكتور أحمد عبد الهادي، وهو المنسّق العام لحركة «حصر»، بطلب إلى نقابة الصحافيّين المصريّين لتأسيس أول وحدة للصحافة الإلكترونيّة في النقابة. وتعتبر الخطوة أولى في الصحافة العربيّة أيضاً، على رغم أن معظم الصحف الورق تمتلك مواقع شبكيّة، إضافة إلى وجود مواقع مستقلة للصحافة الإلكترونيّة الصرفة، وكذلك مواقع شبكية لوسائط إعلاميّة متنوّعة، خصوصاً التلفزيون والراديو.