كشف وكيل وزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية الدكتور محمد العوهلي، أن عدد خريجي المرحلة الثانوية في العام الماضي وصل إلى 330 ألفاً، وجد 91 في المئة منهم مقاعد في التعليم الجامعي، مشيراً إلى ذلك يأتي مغايراً لما كان يحدث قبل سنوات، حينما تظهر فجوة واسعة بين عدد خرّيجي المرحلة الثانوية وعدد المقاعد الجامعية المحدودة. وقال العوهلي في محاضرة قدّمها في منتدى العُمري الثقافي في الرياض ليل أول من أمس: «قبل سنوات كان هناك اختناق على مستوى خريجي الثانوية، في مقابل محدودية المقاعد المتاحة في الجامعات، ما أوجد فجوة واسعة وحادة بين الجهتين، والآن تنامى عدد الخرّيجين حتى وصل إلى 330 ألف، وقابل ذلك تنامي في عدد الجامعات، حتى زاد عددها من 8 إلى 24 جامعة حكومية، و8 جامعات أهلية، وأكثر من 24 كليّة أهلية، إضافة إلى التوسّع في كليات المجتمع، حتى وصل عددها إلى 51 كليّة مجتمع، الأمر الذي أسهم في توفير فرص أكبر في تنويع القبول، إذ أصبحت المقاعد المتاحة تصل إلى 91 في المئة من خريجي المرحلة الثانوية»، مضيفاً: «توفير التعليم العالي لفرص الابتعاث الخارجي، وما يوضّح هذا التنامي من وجود ازدياد في الطلب على التعليم الأهلي، إذ وصل عدد التصاريح للكليّات الأهلية إلى أكثر من 100 تصريح، فنمو الجامعات لدينا يعتبر نمواً غير طبيعي على مستوى المعدلات الأممية، لكنه كان يشكّل لنا تحدياً، أسهم في نمو الطلاب المستجدين، حتى وصل في هذا العام إلى 263 ألف طالب مستجد». وأشار إلى أنه قبل 10 أعوام كانت نسبة الاستيعاب في المملكة للفئة العمرية من 18 إلى 24 سنة تشكّل 22 في المئة على مقاعد التعليم الجامعي. وشدّد على أهمية إيجاد الكثير من الجامعات في المملكة، لتشمل مختلف مدنها ومحافظاتها، لافتاً إلى أن ذلك يأتي ضمن مسارات التخطيط الذي قامت به وزارة التعليم العالي، لتحقيق النمو المتوازي في جميع مناطق المملكة، مؤكداً أن الهدف من العمل على فصل الجامعة إلى أكثر من جامعة ليس لتغطية المناطق فقط، وإنما لتحقيق المعدلات الطبيعية لعدد الطلاب، «حتى يمكن تحقيق معايير الجودة والتفرّغ لمهام البحث العلمي ومنافسة الجامعات العريقة». وقال العوهلي إن جامعات سعودية اقترب عدد طلابها إلى 100 ألف، «وهذا الوضع غير صحيح»، مبيّناً أن وزارة التعليم العالي واجهت الكثير من التحديات التي عملت على تخطيها، يأتي بينها المساحة الشاسعة للمملكة وحجم التنامي السكاني فيها، كونه يشكّل أحد المعدلات المرتفعة على المستوى الدولي، إضافة إلى النسبة العالية لعدد المواطنين الذين تقلّ أعمارهم عن 28 سنة، بنسبة تصل إلى 62 في المئة، وهو ما يجعل نمو الطلبة في التعليم العالي كبيراً جداً مقارنة بالدول الأخرى. وأضاف: «وزارة التعليم العالي اتخذت عدداً من الخطوات العملية، تمثّلت في فتح عدد من الجامعات والكليّات، إذ وضعت خطة طويلة المدى، تراعي مواصلة الاهتمام بقضايا القبول والاستيعاب والمواءمة لسوق العمل، وتنويع مصادر دخل الجامعات، والبحث العلمي، والابتعاث، وتحديث التنظيمات الإدارية، والشراكات الدولية، والتخطيط الاستراتيجي، بجانب التركيز على مراعاة حاجات المجتمع، وإيجاد البيئة التنافسية بين الجامعات وتقديم الدعم اللازم لها، لتعزيز الإبداع والتميّز فيها، وتحقيق معايير الجودة الشاملة والبرامج المؤسسية، وتمكينها من التعليم البيني، وتبادل الخبرات والتجارب». وذكر أن تصميم برامج السنوات التحضيرية يهدف إلى إعطاء الطالب والطالبة استعداداً أفضل للدخول إلى المرحلة الجامعية، وتسلّحهم بالمهارات اللازمة، والرفع من الكفاءة الداخلية للجامعات، فيما لفت إلى أن الوزارة تدرس تحديد ضوابط التعليم عن بعد.