واجه صانعو الدمية «باربي» انتقادات واسعة حول تأثيرها في صورة الجسد المثالي عند فتيات قد يصَبن بإحباط لمجرد أن أجسادهن لا تشبه قوام الدمية الأشهر ذات المعايير غير الواقعية، ما دفع الشركة المنتجة إلى طرح نسخ جديدة تحاكي أحجاماً مختلفة رداً على اتهامات التمييز. كان ذلك مطلع العام 2016، وهو التاريخ الذي بدأت فيه «باربي» مشاركة فتيات مصريات زفافهن، مرتدية فساتين مشابهة للعروس صممها شاب مصري يشق طريقه في مجال الأزياء، هو مصطفى المصري (23 سنة). ويعود اعتماد المصري على الدمية «باربي» في تنفيذ الفساتين التي يصممها إلى انخفاض الكلفة من جهة والدقة التي تتطلبها الفساتين الصغيرة المقاسات من جهة أخرى، ما يكسبه مهارات إضافية، خصوصاً أنه درس الصيدلة، المجال البعيد عن التصميم، ما يلزمه بذل جهد مضاعف للحفاظ على موهبته وتنميتها. ويرجع الفضل في الدمج بين دمى المصري والعرائس في حفلات زفافهن إلى مصممة الأزياء اللبنانية إيمان صعب التي راسلها المصري لعرض تصاميمه عليها، فتفاعلت معه سريعاً وطلبت منه إعادة تفصيل تصاميمها لكن بحجم دمى «باربي». من هنا، لجأت العرائس إلى المصمم للحصول على «باربي» تشبههن في زفافهن، يستخدمنها في جلسة تصوير الزفاف، ثم يحتفظن بها كتذكار. بدأ المصري اهتمامه بمجال الأزياء منذ سن السابعة حين اصطحبه والداه إلى زفاف حيث أعجب بفستان ترتديه إحدى المدعوات، فظل عالقاً في ذهنه إلى أن أحضر دمية وبعض قصاصات القماش وبدأ محاكاته. «كانت النتيجة جيدة جداً ونالت إعجاب كل من شاهدها بداية من والدي ثم أقاربي الذين شجعوا موهبتي وبدأوا تزويدي أقمشة للعمل عليها»، يقول مصمم الأزياء. دفعته مدرسته أيضاً إلى تنمية موهبته التي اكتشفتها أستاذة الرسم فخصصت جزءاً من معرض لوحات الطلاب لعرض فساتين المصري الذي يقول إن بعض التصاميم يحتاج إلى رسمها مسبقاً وأخرى يبدأ تنفيذها مباشرة، ويضيف: «لا تتوافر دراسة أكاديمية في مصر لمجال التصميم وهناك دورات تأهيلية فقط، لذلك قررت درس الصيدلة على أن أصقل موهبتي بعدها من خلال تلك الدورات». كان فستان زفاف الفنانة دنيا سمير غانم من التصاميم التي أعاد المصري تصميمها ل «باربي» على رغم ما يتضمنه الفستان من تفاصيل كثيرة تتطلب وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً. ويشير المصمم إلى أن الوقت الذي يستغرقه تصميم الفستان والدمية يختلف وفقاً لتفاصيلهما. ويقتصر عمله حالياً على إعادة التصاميم فيما يختزن مئات عمل عليها منذ صغره إلى حين تخرجه وتفرغه للتصميم.