في وقت تتزايد المخاوف من أن يكون الاعتداء الانتحاري الذي استهدف محطة مترو الأنفاق في مدينة سان بطرسبورغ الإثنين وأسفر عن سقوط 13 قتيلاً، مقدمة لشن هجمات جديدة، سيطر الذعر على سكان المدينة أمس، بعد سماعهم دوي انفجار أدى إلى انهيار جزء من مبنى سكني، من دون سقوط ضحايا. وسبق ذلك إبطال خبراء المتفجرات في الشرطة صباحاً عبوة ناسفة في مبنى آخر أخلي من السكان. وعثرت الشرطة خلال عملية دهم نفذتها في وقت مبكر من الصباح، على عبوة ناسفة معدّة للتفجير في مبنى سكني، وجرى تفكيكها. وأوضحت أن تركيبة العبوة تشبه العبوتين اللتين استخدمتا في هجوم المترو، قبل أن تعلن اعتقال مشبوهين بعلاقتهم بمنفذ هجوم المترو القيرغيزي أكبر جون جليلوف. وبعد ساعات، هز انفجار مبنى سكنياً آخر في منطقة قريبة من موقع الدهم. وتباينت المعلومات حول سببه، إذ نقلت وسائل إعلام روسية عن شهود سماعهم دوي انفجار قوي أدى إلى سقوط قسم من واجهة المبنى، فيما أفادت وزارة الطوارئ بأن الحادث «نجم عن انفجار أنبوب للغاز داخل شقة بسبب أخطاء ارتكبت خلال عمليات ترميم». إلى ذلك، أعلنت الناطقة باسم لجنة التحقيقات الروسية سفيتلانا بيترينكو، أن قوات الأمن حددت هوية مواطنين من جمهوريات آسيا الوسطى اتصلوا بمنفذ هجوم المترو، ودهمت منازل بعضهم، حيث عثرت على مواد وصفتها بأنها «مهمة للتحقيق»، والتي يتم تحليلها. ورأى خبراء أن الانتحاري جليلوف «نفذ عملية غير متقنة باستخدام عبوة بدائية الصنع تعرف باسم شوكولا، ويعتقد أن موادها جلبت من سورية، وربما بتوجيهات من جماعات متطرفة في الخارج مثل تنظيم داعش، من أجل تجميع العبوة، وبلا دعم مباشر». ويؤيد ذلك نظرية تفيد بأن روسيا تواجه نوعاً جديداً من الخطر يتمثل في متطرفين إسلاميين يندمجون في المجتمع، ولا ينتمون إلى جماعات إرهابية معروفة، ما يصعب مهمة أجهزة الأمن في تعقبهم. وفي مدينة روستوف، جرح شخص في انفجار عبوة ناسفة قرب مدرسة. وقالت مصادر أمنية إن مشرداً عثر على جسم مريب انفجر حين حاول العبث به. على صعيد آخر، أردت الشرطة أربعة مسلحين متهمين بقتل شرطيين في هجوم شنوه قبل يومين على حاجز أمني في مدينة أستراخان. ورجحت وزارة الداخلية أن يكون هدف الهجوم الاستيلاء على أسلحة الحاجز الأمني من أجل تنفيذ هجوم إرهابي. في أستراليا، كشفت السلطات عن أنها تلقت معلومات عن احتمال تخطيط إرهابيين لمهاجمة مراسم إحياء ذكرى إنزال الحلفاء على شبه جزيرة غاليبولي التركية خلال الحرب العالمية الأولى، ونقلت المعلومات هذه إلى أنقرة، التي أكدت وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب أنها «توفر دائماً حماية أمنية عالية خلال مراسم إحياء الذكرى». ويمثل يوم الإنزال في غاليبولي في 25 نيسان (أبريل)، أول معركة كبيرة تشارك فيها قوات من أستراليا ونيوزيلندا. ويزور مئات من مواطني البلدين المكان سنوياً لحضور مراسم عسكرية عند الفجر. وحدّثت أستراليا توصياتها في شأن السفر إلى تركيا من دون أن تغير موقفها الذي يطالب الزوار بتوخي الحذر الشديد، وإعادة النظر في ضرورة زيارة أنقرة وإسطنبول. أما نيوزيلندا فدعت مواطنيها إلى تجنب السفر إلى أنقرة وإسطنبول، وتوخي الحذر لدى زيارة غاليبولي ومناطق تركية أخرى.