أشعل تعميم صادر عن وزارة الحج أخيراً، يشترط وجود «المَحْرم» في حال قدوم المعتمرات اللائي لم يتجاوزن 40 عاماً، فتيل الجدل بين عدد من علماء الشريعة في السعودية، ففي الوقت الذي رأت فئة منهم أن هذا الاشتراط «بدعة لا أصل له، شرط أن تكون الحاجة ضمن عصبة من النساء»، أكد آخرون أن وجود «المَحْرم» شرط أساسي من شروط الحج والعمرة، «ولا تصح العمرة أو الحج من دونه حتى لمن تجاوزت 45 عاماً». ويأتي تضارب آراء العلماء، بعد أن أصدرت وزارة الحج تعميماً (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، يؤكد على جميع الشركات والمؤسسات ضرورة الالتزام بشرط «المحرم» للمرأة القادمة من خارج البلاد لأداء الحج أو العمرة، ولم تتجاوز 40 عاماً. وبناء على ذلك، قال الخبير في مجمع الفقه الإسلامي الدكتور حسن سفر ل«الحياة»: «إن علماء الشريعة أباحوا للمرأة أداء فريضة الحج من دون محرم، بشرط أن تكون مع «عصبة» (مجموعة) من النساء». وأضاف: «إن تحديد بعض الشركات بلوغ المرأة 45 عاماً شرطاً لحجها من دون محرم، يعد «بدعة»، وليس له أصل في الشريعة الإسلامية»، مؤكداً أن فقهاء الشريعة الإسلامية حددوا سن البلوغ والقدرة والاستطاعة شروطاً لأداء فريضة الحج. وفي المقابل، قال القاضي في المحكمة الجزائية في مكةالمكرمة الدكتور محمد الظافري ل«الحياة»: «من شروط الحج أن يكون مع المرأة محرم، لأن المرأة إذا لم تستطع الحج لعدم وجود محرم فهي غير آثمة، وتسقط عنها الفريضة». واستدرك قائلاً: «في حال بلوغ المرأة 45 عاماً، وهو سن اليأس، ولم تتزوج أو لم يكن لديها محرم فيمكن لها الحج من دونه، ويشترط أن تكون مع مجموعة من النساء». بدوره، قال المستثمر في قطاع الحج والعمرة فهد الوذيناني ل«الحياة»: «إن بعثات حج بعض الدول ترسل نساءً لأداء الحج والعمرة من دون محرم، شرط أن تتجاوز المعتمرة سن ال 45 عاماً، بحيث تكون مع مجموعة نساء»، لافتاً إلى أن شركات بعثات الحج تعين مندوباً لمجموعة من النساء يرافقهن طوالة فترة الحج. وقال الوذيناني: «يطبق لدينا نظام المندوب في السعودية من شركات حجاج الداخل في المناطق البعيدة كمنطقتي الشرقية والأحساء. وقال: «يتم تعيين مندوب مشرف على الراغبات في الحج من الشركة، بحيث تسجل نحو 15 امرأة للحج مع بعضهن بعضاًَ، ولا سيما بعدما وردت فتاوى تبيح للمرأة الحج من دون محرم بشرط أن تكون مع نساء».