تقدمت اسعار الاسهم الاوروبية، وحتى الاميركية، بعد اشارات واحصاءات افادت ان التعافي الاقتصادي حول العالم اسرع من التوقعات. وما ساهم في اشاعة التفاؤل احصاءات صينية عن نمو سريع للصادرات والواردات وانخفاض حجم الفجوة التجارية الاميركية، بعدما ساعد الدولار الضعيف والنمو الكبير في الخارج في زيادة الصادرات الاميركية الى اعلى مستوى منذ عامين، خصوصاً الى الصين والمكسيك، ما يعني ان النمو حول العالم اصبح ملموساً بقوة. وافادت توقعات اقتصاديين على جانبي الاطلسي ان قيمة الاسهم الاوروبية ستحقق نسبة نمو سعري بمتوسط 12 في المئة السنة المقبلة على رغم ازمة اليورو والاخطار التي تهدد المصارف الاوروبية، نتيجة انكشافها على القروض العقارية وغيرها ما يحمل موازناتها اعباء القروض المعدومة. وحذر رئيس الحكومة البريطانية السابق غوردون براون من ان عدم حل مشاكل المصارف الاوروبية في الربع الاول، او السيطرة عليها بالاسلوب الذي اعتمدته بريطانيا والولايات المتحدة، قد يطيح بجهود حكومات منطقة اليورو وقد يؤدي الى ازمة جديدة للعملة الاوروبية الموحدة ويهدد بازمة ائتمان جديدة اكبر من ازمة العام 2008. وكانت فرنسا انضمت الى المانيا في رفضها اصدار سندات اوروبية لتعويم اقتصادات الدول الاوروبية الضعيفة. وتمسكت باريس عشية قمة جمعت المستشارة انغيلا مركل والرئيس نيكولا ساركوزي امس في فريبورغ (المانيا) تمهد للقمة الاوروبية التي ستعقد في السادس عشر والسابع عشر من الشهر الجاري وتُخصص لاعطاء دفع جماعي لدول «الخاصرة الضعيفة» في منطقة اليورو، وحتى لتشكيل آلية الانقاذ الاوروبية التي ستوضع قيد التنفيذ اعتباراً من العام 2013 وستؤدي الى تحمل المستثمرين الخاصين بعض خسائر الانقاذ. وجددت مستشارة المانيا ورئيس فرنسا معارضتهما مضاعفة حجم صندوق الانقاذ الاوروبي من مستواه الحالي البالغ نحو تريليون دولار، الا ان نائب رئيس البنك المركزي الاوروبي فيتور كونستنسيو طالب الحكومات الاوروبية بزيادة دعم الصندوق «لاعطائه مرونة اكبر للتدخل في عمليات الانقاذ والقضاء على الازمة». واعلن ساركوزي تمسك بلاده والمانيا، الدولتان ذات الاقتصاد الاكبر في منطقة العملة الاوروبية الموحدة، باليورو والاتحاد النقدي»مهما كلف الامر». وقال ان البلدين على استعداد لاتخاذ الاجراءات كافة للدفاع عن العملة الموحدة. وجددت مركل ما قالته سابقاً من «انه اذا فشل اليورو يعني فشل مشروع اوروبا وهذا ما لا نسمح به». ومع ارتفاع اسعار الاسهم الاوروبية امس بنسب راوحت بين 0.7 و1.1 في المئة تراجع سعر صرف اليورو الاسبوع الجاري بنسبة 1.3 في المئة الى ما بين 1.31 و1.32 دولار. وفي تقرير نشره موقع «بلومبيرغ» امس توقعت المصارف الاستثمارية نمو اسعار الاسهم الاوروبية السنة المقبلة بما يراوح بين 12 (جي بي مورغن) و20 في المئة (غولدمان ساكس). وكانت المانيا رفعت توقعات نمو اقتصادها على رغم الازمة الايرلندية والاخطار المحيطة بالاقتصادين البرتغالي والاسباني. وفي واشنطن أظهر تقرير لوزارة التجارة الاميركية امس تراجع العجز التجاري للولايات المتحدة أكثر بكثير من المتوقع في تشرين الاول (أكتوبر) مع ارتفاع الصادرات 3.2 في المئة وتراجع الواردات قليلاً في وجه طلب متباطئ على المنتجات الصناعية والنفطية. وبلغ العجز التجاري 38.7 بليون دولار انخفاضا من 44.6 بليون دولار في أيلول (سبتمبر) الماضي. ومن شأن عجز دون المتوقع أن يعزز التقديرات لنمو الاقتصاد الاميركي في الربع الاخير من العام اذ ينبيء بأن الانتاج المحلي قد لبى جانبا أكبر من الطلب الاميركي. لكن العجز التجاري ارتفع بحدة على أساس سنوي وقد يتجاوز العام الجاري 500 بليون دولار عندما تصدر الارقام النهائية للسنة 2010.