«أنه الديك الذي يبيض ذهباً» هكذا علق سعودي على مشهد قد لا يتكرر إلا في أحد الأفلام السينمائية الكوميدية، وذلك عندما وصل سعر أحد الديوك في مزاد قيل إنه أجري في إحدى مدن منطقة مكةالمكرمة، إلى 10 آلاف ريال، تساءل بعدها سعوديون ممن تملكتهم الصدمة: كيف ولماذا؟... الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية، لم يحمل شيئاً من الطرافة، قدر ما حمله من صدمة أصابت سعوديين، ظهر فيه ديك عادي «منتوف الريش» في قفص تجمهر حوله أشخاص، بدأت المزايدة عليه من خمسة آلاف ريال، ليصل في ثوان إلى عشرة آلاف، انهمرت بعدها التساولات من سعوديين: «هل هذا طبيعي؟ وما سر هذا الديك الذهبي؟ هل يحمل دماء نادرة؟ أو أيحمل شهادة الطب مثلاً؟» وكال مغردون على «تويتر» اتهامات ب«الاسفاف والسذاجة» إلى المشاركين في المزاد «العبثي» و«الصادم» في رأيهم، وكتب حسين عنه «إنه الفراغ يا رجل»، وغرد عنه حمد الحريص «هذا لا يمكن أن أصدقه». بينما علق عبد الرحمن ناصر: «هذا هو الفسق بعينه فالناس لا تجد ما تأكله»، ليطالب معها عادل الظاهري ب«تطبيق الأحكام الشرعية علي المشاركين بالحجز علي السفهاء»، لأن هذا الإجراء في رأيه «يعيد العقول والتوازن». وكتب عبد الرحمن العتيبي مصدوماً: «أستغفر الله العظيم، هذه الأمور هي سبب ما نعاني منه الآن». ولم تخل تغريدات السعوديين من محاولات طريفة لتفسير هذا «الارتفاع الجنوني» لسعر ديك لا يتعدى عشرات ريالات إلى عشرة آلاف، وقال جميل سليمان: «لا بد أنه يحمل سناً ذهبياً»، فيما أرجعه سلمان العطوي إلى «فحولة الديك ربما يبيض 146 بيضة في اليوم» علماً بأن الديوك لا تبيض. بعض التغريدات الأنثوية أشارت إلى مظهر الديك، وكتبت سهير: «ربما لأن رقبته طويلة»، لكن مغردة تدعى «قطر الندى» رأت أن «الديك فعلاً جميل»، مستخدمة مصطلح « كيوت». وأردفت: «سيساعد الدجاج على تحسين النسل وإخراج جيل يفتح النفس»، فيما لفت مغرد آخر إلى أن الأمر طبيعي، وكتب: «هناك من اشترى مناديل أم كلثوم بالملايين». وتقبل متعب الأمر مشيراً إلى أن هناك «من اشترى ناقة ب40 مليون ريال، فلماذا لا يوجد ديك ب10 آلاف ريال»، مضيفاً ان «هيئة مكافحة الفساد في راحة»، ورفض أحمد المشهد كاتباً «والله لو كان يؤذن لصلاة الفجر في أذني لن اشتريه بهذا المبلغ»، فيما كتب يحيي «رحم الله أيام كان الديك بعشرة ريالات». بعض السعوديين رأوا أن هذا الديك يستخدم للمصارعة، مثل محمد المغربي الذي كتب «هذا الديك للمضاربة يشارك في مسابقات الديكة الممنوعة شرعاً في السعودية»، ووافقه الرأي عبد المؤمن الهوساوي الذي غرد «هؤلاء هم ملاك الديوك المقاتلة يفعلون هذا المحرم شرعاً». يُذكر أن ظاهرة «الديوك المحاربة» منتشرة في كثير من دول العالم، وحتى الخليجية، على رغم تجريمها قانونياً، إذا تعتبرها السعودية «نوعاً من المقامرة»، وضبطت حالات عدة لجاليات أجنبية تمارس هذه اللعبة في شكل سري.