قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أمس، إن السيادة على منطقة جبل طارق لن تتغير من دون موافقة بلاده، في حين دعا نظيره الهولندي إلى الهدوء. يأتي ذلك بعد أن نقل سياسي بريطاني عن رئيسة وزراء بلاده قولها إن بريطانيا مستعدة للدفاع عسكرياً عن تلك المنطقة الخاضعة لسيادتها. وأكّد جونسون بعد وصوله إلى اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج إن «السيادة على جبل طارق لم تتغير ولن تتغير، ولا يمكن تصور إمكان تغييرها بدون أن يعبر شعبا جبل طارق وبريطانيا عن دعمهما وموافقتهما على ذلك، وهذا لن يتغير». وكان زعيم سابق لحزب المحافظين الذي تتزعمه رئيسة الوزراء تيريزا ماي نقل عنها استعدادها لخوض حرب من أجل الدفاع عن سيادتها على هذه المنطقة، مثلما فعلت مارغريت ثاتشر مع الأرجنتين دفاعاً عن جزر فوكلاند قبل 35 سنة. ورداً على سؤال للصحافيين عما إذا كانت مسألة السيادة على جبل طارق ستتحول إلى قضية عسكرية، حض وزير الخارجية الهولندي برت كندرز الجميع على الحفاظ على هدوئهم خلال مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأضاف: «يمكن الآن رؤية مدى صعوبة الطلاق»، مضيفاً: «دعونا نحافظ على الهدوء ونمضي قدماً من دون استخدام لغة قاسية. لنتفاوض. أعتقد أن هذا هو الأهم». ووبخ رئيس وزراء جبل طارق فابيان بيكاردو أمس، رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد تاسك لإعطائه إسبانيا حق الاعتراض على العلاقات المستقبلية بين الجيب البريطاني والاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد. وأصبح مستقبل منطقة جبل طارق الواقعة على الطرف الجنوبي من إسبانيا أول خلاف كبير في مفاوضات الخروج منذ أن قدمت رئيسة الوزراء البريطانية طلباً رسمياً للانفصال عن الاتحاد يوم 29 آذار (مارس) الماضي. وورد في مسودة الموقف المشترك للاتحاد الأوروبي في شأن محادثات الخروج أنه «بعد انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي لن يسري أي اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا على منطقة جبل طارق دون الاتفاق بين المملكة الإسبانية وبريطانيا». وقال فابيان بيكاردو إن «تاسك الذي اعتاد تشبيه خروج (بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) بالطلاق، يتصرف مثل زوج مغدور به يصب غضبه على الأطفال». وقال بيكاردو إن إسبانيا تحاول الاستئساد على جبل طارق وإن الاتحاد الأوروبي يسمح لها بذلك. وأكد أن الإقليم البريطاني لن يسمح لنفسه بأن يصبح ورقة تفاوض في مفاوضات الخروج. وتابع «لن نصبح بطاقة تفاوض ولن نصبح ضحية للخروج من الاتحاد الأوروبي، إذ إننا لسنا من تسبب فيه. صوتنا على البقاء داخل الاتحاد الأوروبي لذلك فإن السماح لاسبانيا بالاستئساد علينا سيكون بمثابة صب الغضب علينا». وقال بيكاردو إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يحذف الإشارة إلى جبل طارق الذي صوت بغالبية ساحقة على البقاء داخل الاتحاد الأوروبي من مسودة الخطوط الإرشادية للمفاوضات. وقال إن «حذف الإشارة لجبل طارق سيكون بادرة على حسن النيات». إلى ذلك، قالت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل إن على الاتحاد الأوروبي محاولة الحد من تبعات قرار بريطانيا الانسحاب من الاتحاد، واعترفت بأن بعض الأضرار لا يمكن تجنبها. وقالت مركل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسي وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو وتشيخيا بوغوسلاف سوبوتكا في برلين، إن «هذا الانشقاق في الاتحاد الأوروبي، قرار بريطانيا، حدث مؤسف». وأضافت: «نريد أن نحد من الضرر. لكن من الطبيعي أنه ستكون هناك بعض التأثيرات السلبية». وقالت إن الأمر الأكثر أهمية الآن هو تلاحم الدول السبع والعشرين الأعضاء المتبقية في الاتحاد الأوروبي وتحسين تنافسية الاتحاد.