قال عضو مجلس محافظة كركوك عن الكتلة العربية برهان مزهر العاصي إن العرب والتركمان في المحافظة يرفضون إجراء الإحصاء السكاني فيها في ظل الوضع الراهن، مشيراً الى أن عرب كركوك لن يشاركوا في إحصاء سكاني لا تكون أسسه قوية. واستبعد اللجوء الى خيار القوة. وأوضح العاصي ل «الحياة» أن «العرب في محافظة كركوك يرفضون إجراء الإحصاء السكاني في ظل الأوضاع الراهنة وهم لن يشاركوا وليسوا موافقين البتة على أي إحصاء لا يبنى على أسس وقوائم متينة». وأضاف العاصي: «الكلام عن اللجوء الى القوة هو رأي لصاحبه، العرب في كركوك لم ولن يلجأوا الى القوة مطلقاً ولا نعتبر هذا الخيار قائماً، القوة هي التي أوصلت العراق الى ما هو عليه اليوم، لذلك نحن نرفض أي كلام عن استخدام القوة، نحن نعترض ولا نشارك لكن بالوسائل القانونية والدستورية والشرعية». الى ذلك أورد بيان ل «المجلس السياسي العربي» في كركوك أن عرب المدينة غير راضين البتة عن إجراء الإحصاء السكاني في محافظتهم، مشيراً الى أنهم سيمنعون أي تمثيل أو فريق إحصاء من إجرائه في مناطقهم. يأتي ذلك في الوقت الذي تم تأجيل عملية إجراء الإحصاء السكاني للمرة الثانية في غضون أقل من شهر ونيف. وبعد تأجيلها للمرة الأولى من موعدها السابق في 24 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، تم تأجيل الإحصاء ثانية الى الخامس من كانون الأول (ديسمبر) الجاري. وعقدت الكتل السياسية العراقية اجتماعاً موسعاً في بغداد للبحث في كيفية إجراء الإحصاء السكاني الذي أصبح مسألة خلافية جديدة بين الأطراف السياسية العربية والكردية، حيث اتفق سياسيون من بغداد وإقليم كردستان العراق على ترتيب اللجان والخطوط العامة في مدة تقل عن أسبوعين، في الوقت الذي أعربت فيها وزارة التخطيط العراقية عن استعدادها لإجراء عملية الإحصاء. وتعترض قوى عربية وتركمانية على إجراء عملية الإحصاء السكاني في الوقت الراهن مبررة موقفها بحدوث تغيير في التركيبة السكانية للكثير من المناطق بعد عام 2003، فيما يرى الأكراد أن إجراء الإحصاء السكاني هو خطوة نوعية في الاتجاه الصحيح لتثبيت حقوق الأكراد وإلغاء آثار سياسة التعريب التي طاولت الكثير من المناطق الكردية في عهد النظام السابق.