دعا وزير يمني، المجتمع الدولي والمنظمات الأممية لفك الحصار عن مديرية بني حشيش شرق صنعاء. فيما دعا سفير يمني ميليشيات الحوثي والرئيس السابق علي صالح، إلى التخلي عن «أوهام السلطة»، وكشف تقرير عن تعرض 128 منظمة وجمعية خيرية في اليمن إلى انتهاكات «فجة وكبيرة» من الميليشيات. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سباً) عن وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة في اليمن عبدالرقيب فتح، أن المديرية تتعرض إلى حصار مطبق من الميليشيا، التي أغلقت جميع المنافذ والطرق المودية إلى القرى، ومنعت دخول المعونات والمساعدات الإغاثية وفرضت قيوداً على حركة المدنيين. وأضاف فتح أن الانقلابيين اعتدوا على مواطنين واستخدموا الأسحلة الثقيلة في قصف قرية صرف في المديرية"، عاداً هذه التصرفات «تعقيداً للوضع الإنساني» في مديريات عدة بمحافظة صنعاء. ووصف ما تقوم به الميليشيا ب«عمل غير إخلاقي ويتنافى مع كل القوانين الإنسانية والدولية»، داعياً المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغوطات على الميليشيا لفك الحصار عن المحافظات والمديريات الخاضعة لسيطرتها، وتسهيل عمل المنظمات الإغاثية وإيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها. من جهته، اعتبر سفير اليمن في واشنطن الدكتور أحمد بن مبارك أن «أوهام السلطة» التي يتشبث بها تحالف الحوثي وصالح السبب الرئيس في استمرار الحرب في بلاده. جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها اليوم في معهد الشرق الأوسط في العاصمة الأميركية بحضور المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ ومساعدة وزير الخارجية الأميركي السابقة آن باترسن والسفير واشنطن السابق في اليمن جيرالد فايرستاين وسفراء عرب وأجانب معتمدين لدى واشنطن، وباحثين وصحافيين مهتمين في الشأن اليمني. وشدد على ضرورة أن يوجه المجتمع الدولي لاسيما الدول الراعية للعملية السياسية رسائل «قوية» للميليشيا للتخلص من أوهام التمسك بالسلطة وبما يسهم في التوصل إلى حل شامل ودائم في إطار المرجعيات الثلاث المتفق عليها. وأوضح بن مبارك أن أسس الحل للأزمة اليمنية موجودة ومتفق عليها وتكمن في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن وعلى رأسها القرار 2216، مؤكداً أن أي حلول تتجاهل هذه الأسس لن تثمر ولن يكتب لها النجاح. إلى ذلك، تعرضت 128 منظمة وجمعية خيرية في اليمن إلى انتهاكات «فجة وكبيرة» من الميليشيا بلغت خسائرها أكثر من 1.5 بليون دولار. وأوضح برنامج التواصل مع علماء اليمن في تقرير أعده بالتعاون مع المركز الإعلامي للثورة اليمنية أن تلك الخسائر الناتجة عن انتهاكات الميليشيا جاءت خلال الفترة من شهر كانون الأول (ديسمبر) من العام 2014 حتى الشهر ذاته من 2015. وأبان التقرير أن مؤسسة اليتيم الخيرية في صنعاء وحدها قدرت خسائرها ب100 مليون دولار، فيما لايمكن تقدير قيمة الأضرار التي تعرض لها المدنيون من الأيتام والأرامل والمعوزين، الذين كانوا يستندون إلى جمعيات محلية يستطيعون العيش من خلالها وهذا يفوق المبلغ المقدر لخسائر المنظمات وحالات النهب فيها. وتسبب إغلاق مؤسسات الأيتام في اليمن في كارثة الفقد والعوز لحوالى مليون يتيم تُعتمد غالبيتهم على مؤسسات اليتيم في اليمن، موضحاً أن إغلاق ومصادرة مؤسسة اليتيم الأهلية أدى إلى أزمة يواجها حوالى 35 ألف يتيم في اليمن عدا عن عشرات الآلاف الآخرين الذين يستفيدون من مشاريعها التعليمية فيما أوقفت الميليشيا تمويل المؤسسات الحكومية المعنية بالأيتام ليبقى حوالى 40 ألف يتيم في فئات عمرية مختلفة ترعاهم الحكومة بلا معيل. وبين التقرير أن إغلاق المؤسسات الخيرية تسبب في معاناة لملايين اليمنين الذين يعتمدون على ما تقدمه تلك المؤسسات من مساعدات، باعتبارها مصدرهم الأساس للإعاشة والتعلم كآثار جانبية للحرب التي بدأت تستعر من صعدة وتفاقمت مع اجتياح صنعاء في شهر سبتمبر 2014. وذكر التقرير أن انتهاكات المتمردين تسبب كذلك بإيقاف تعليم مئات الآلاف من الأطفال الذين كانت الجمعيات والمؤسسات الخيرية تتكفل بتعليمهم وتنمي قدراتهم التعليمية في شتي المجالات فيما أوقفوا تعليم القرآن الكريم في معظم المحافظات وصادروا دور القرآن وجمعياته الخيرية.