جنيف، طهران – أ ب، رويترز، ا ف ب – عكست تصريحات أبرز المفاوضين في الملف النووي الايراني سعيد جليلي ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين اشتون في جنيف أمس، فشل المحادثات التي أجرتها طهران والدول الست المعنية بالملف، في تحقيق اختراق. واكتفى الطرفان بإعلان انهما سيجريان في اسطنبول نهاية الشهر المقبل، محادثات إضافية أكد جليلي أنها لن تتطرّق الى وقف تخصيب اليورانيوم، على رغم ان اشتون اشارت الى ان هذه المفاوضات تستهدف «معالجة مصادر قلقنا الجوهرية الخاصة بالمسألة النووية». وربط الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد نجاح المفاوضات مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، برفع العقوبات الدولية المفروضة على بلاده. وبعد مفاوضات ليومين في جنيف، قالت آشتون انها كانت «مفصّلة وجوهرية، وركّزت على البرنامج النووي الايراني وضرورة ان تفي ايران التزاماتها الدولية». واضافت ان «الدول التي أمثلها موحدة في السعي الى معالجة بواعث قلق المجتمع الدولي، في شأن البرنامج الذي يشكّل الهدف المركزي لهذه المحادثات». لكنها زادت: «نعترف بحقوق ايران، لكننا نصرّ على ان تفي بواجباتها. نحن مستعدون أيضاً للبحث عن قواعد مشتركة لمسائل أخرى ذات اهتمام مشترك». وختمت مؤكدة اتفاق الدول الست وايران على «استئناف هذه المحادثات أواخر كانون الثاني (يناير) في اسطنبول، حيث ننوي مناقشة أفكار عملية وسبل تعاون، سعياً الى معالجة بواعث قلقنا الجوهرية الخاصة بالمسألة النووية». وأكد جليلي ان «المفاوضات ستُعقد نهاية كانون الثاني في اسطنبول»، مشدداً على أن «الأطراف الآخرين وافقوا على ان تُجرى على أساس التفاوض وليس المواجهة». وأعرب عن أسفه لرفض آشتون عرضه عقد مؤتمر صحافي ختامي مشترك، مؤكدا رفض بلاده «فكرة المحادثات تحت الضغط». ودان «قلة احترام» أبدتها آشتون، ملمحاً الى انها بدّلت صيغة اتفاق أُقرّ خلال المناقشات. وقال: «الاتفاق الوحيد الذي وافقت عليه الدول الست ونحن أيضاً، هو العبارة التالية: مواصلة الحوار في اسطنبول من أجل التعاون على قاعدة النقاط المشتركة.ان اي اعلان آخر، يناقض هذا الاتفاق. ونأمل بأن يحترموا خلاصات اجتماع جنيف. ما داموا يحترمونها، يمكن هذه المشاورات ان تحصل» في اسطنبول. وقال جليلي: «لن تواصل إيران المحادثات، إلا إذا قامت على التعاون المتبادل وركزت على القضايا التي يتفق عليها الطرفان». واضاف أمام صورة للعالِم النووي الايراني مجيد شهرياري الذي اغتيل في طهران الاسبوع الماضي، ان بلاده مستعدة «للحديث عن بواعث قلق مشتركة في شأن مسائل دولية مهمة وبواعث قلق أمنية واقتصادية وما إلى ذلك». وزاد: «أُعلن بصراحة ان ايران لن تناقش مع القوى الكبرى، وقفاً لتخصيب اليورانيوم خلال الاجتماع المقبل في اسطنبول». وقال جليلي للتلفزيون الايراني: «لن نتحدث في شأن الحقوق النووية الايرانية، ولن تقبل ايران بالضغوط. الطغاة فقط يحاولون إملاء مسائل وإرادتهم على دول أخرى. ايران لن تجري محادثات، اذا تواصلت الضغوط». ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤولين في الدول الست ان جليلي رفض التطرّق الى مبررات قلقهم في شأن التخصيب والمسائل المتصلة به، مركّزاً على قضايا عامة و»أخطاء» ارتكبها الغرب خلال تعامله مع ايران في شأن برنامجها النووي. لكن مسؤولاً لفت الى ان «غالبية المحادثات تمحورت حول الملف النووي»، مشدداً على ان «جليلي أعطى انطباعاً بأنه يفهم بواعث القلق الدولية. واضح انه سمع مخاوفنا». وقال مسؤول في الاتحاد الاوروبي: «لن أصف المحادثات بالمثمرة، لكنها بداية. مشكلة مماثلة لن تُسوّى في يومين. انها ليست سهلة. في ضوء التاريخ، لا يمكنك التفاؤل. ولكن لا معنى للقيام بهذه الاشياء بهدف الفشل». ونقلت وكالتا «اسوشييتد برس» و»رويترز» عن مسؤول أميركي بارز في جنيف وصفه المحادثات بأنها كانت «صعبة وصريحة». وقال: «توقّعاتنا لهذه المحادثات كانت منخفضة، ولم نتجاوزها. هناك قرارات لمجلس الأمن تلزم (إيران) بوقف (التخصيب). وما زال هذا هو موقف الدول الست». وأكد أن الولاياتالمتحدةوايران لم تعقدا اجتماعاً ثنائياً رسمياً في جنيف، مشيراً الى «حصول تعاملات غير رسمية، كانت مثمرة في تأكيد مخاوفنا الرئيسة». وسئل إلى متى ستنتظر الولاياتالمتحدة تحقيق تقدّم، فأجاب: «أن يتحوّل الإجراء في نهاية الأمر إلى خطوات عملية، لإيجاد شعور بالثقة غير موجود الآن». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر قريب من المفاوضات ان جليلي رفض ان يعقد خلوة مع المفاوض الاميركي وليام بيرنز. وقال المصدر ان بيرنز طلب ان يلتقي جليلي لكن الاخير «لم يوافق على هذا الطلب». في المقابل، عقد جليلي محادثات ثنائية الاثنين مع ممثلين عن روسيا والصين. كذلك، جمعه عشاء عمل مع اشتون.