يعد «رواق بكة» من أهم الملتقيات الخاصة بالمرأة، بل هو أول ملتقى ثقافي نسائي تقتصر العضوية فيه على النساء فقط، كما أشارت إلى ذلك صاحبة فكرة الرواق ورائدته ورئيسة مجلس إدارة جمعية أم القرى الخيرية النسائية بمكةالمكرمة الدكتورة هانم بنت حامد ياركندي في حديثها مع الحياة. بداية نود منك أن تعرفينا على «رواق بكة» الثقافي النسائي من حيث فكرة التأسيس ومتى تأسس؟ وما الهدف من تأسيسه؟ وهل العضوية في الرواق مقصورة على النساء وعلى سكان مكة فقط؟ - نعم، الرواق مقصور الاشتراك في عضويته وحضور أنشطته على النساء فقط، لأن ذلك يتضح من اسمه، كما يقتصر في عضويته على سيدات من مكة حتى يتمكنّ من المشاركة الدائمة والفاعلة، أما الحضور فنتشرف بحضور سيدات وفتيات من أي مكان كان، وقد كان من ضمن الحضور للرواق من مختلف مناطق المملكة مثل: جدة، الرياض، المنطقة الشرقية، المنطقة الجنوبية. أما بخصوص فكرة التأسيس، بفضل من الله سبحانه وتوفيقه أنني كنت المبادرة بفكرة «الرواق» التي طرحتها على مجموعة من الصديقات الناشطات فكرياً وثقافياً، فوجدت منهن التأييد والحماسة الشديدة، وبعد اجتماعات عدة للتشاور وطرح الآراء والاتصال بالأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، التي كانت الداعم المعنوي الكريم لنا منذ البداية، خصوصاً أننا تشرفنا بموافقتها لتكون العضو الفخري للرواق، فقدمنا أول نشاط لنا مساء الأربعاء 9 - 5 - 1424ه، (9 - 7 - 2003) برعاية كريمة منها وبموضوع عنوانه «نساء من مكة»، وبحضور كبير من سيدات المجتمع. ما رسالتكم؟ وما الرؤية المستقبلية التي تتطلعون لتحقيقها؟ وهل وجدتم الدعم الكافي لتحقيق ما تتطلعون إليه؟ - رؤيتنا هي أن «الرواق» يأمل أن يقدم اللقاءات العلمية المثمرة البناءة بين السيدات لرفع مستوى المرأة الفكري والثقافي بما يعود عليها وعلى أسرتها بصفة خاصة، وعلى مجتمعها بصفة عامة بالخير وزيادة الوعي، كما يتطلع الرواق إلى توثيق اللقاءات التي تقدم في إصدار دوري مطبوع. أما الرسالة فهي فتح باب التواصل العلمي بين عضوات الرواق وسيدات المجتمع لطرح القضايا الاجتماعية ومناقشتها. وبخصوص الأهداف فهي تأكيد الشعور بروح الانتماء الوطني والسمو بالنبض الاجتماعي المشترك وتنمية روح الفريق الواحد في العمل والإنجاز، والتقارب والتعارف بين السيدات في المجتمع لتأكيد التواصل الفكري المثمر البناء بينهن، والعناية بالتنوير الفكري والثقافي القائم على أصالة المنهج وسمو الهدف ونبل الغاية، والمعالجة الواعية للقضايا المستجدة ثقافياً، بهدف الارتقاء بوعي المرأة وفكرها الثقافي والاجتماعي، كذلك عرض بحوث علمية من الباحثات مع وضع آليات لتنفيذ توصياتها بالتنسيق مع الجهة المستهدفة من البحث، وأيضاً الإسهام في تعريف الوافدات الزائرات بتراث هذا البلد في مناحيه المختلفة، إضافة إلى تعريفهن بالآثار والمعالم والمنجزات، ما يشكل الموروث التاريخي والحضاري، وتكريم الفاعلات من السيدات اللاتي لهن بصمات بارزة لخدمة المجتمع، وكذلك تكريم الموهوبات من الناشئة بهدف تسليط الضوء على تميزهن وإذكاء روح التنافس بينهن. ونظرتنا المستقبلية أن نستضيف شخصيات من خارج المملكة، أما بالنسبة للدعم، فالحمد لله نجد الدعم في أعمالنا، وأول داعمة لنا هي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، التي أعتبرها قدوة للمرأة المسلمة بشكل عام، بما تتصف به من صفات كثيرة قل أن تجدها في شخص واحد، فهي متواضعة، ذات خلق جم وأدب رفيع، وفكر ثاقب، وسداد الرأي، تسعى لخدمة المرأة في جميع المجالات في أرجاء وطننا الحبيب، وأسأل الله دوام الصحة والعافية لها، وأن يثيبها على ما تقوم به من أعمال تُسعِد بها الآخرين بنشاطها وحضورها، كما نجد الدعم الكبير من بعض رجالات مكةالمكرمة وسيداتها الفضليات. ما أهم الأنشطة التي يقوم بها «الرواق»، خصوصاً في الحج؟ وهل هناك أنشطة تخص حج هذا العام؟ - يتم لقاء ثقافي شهري لسيدات المجتمع مساء الثلثاء من آخر كل شهر عربي في صالة المحاضرات بمؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا ب «الرصيفة»، وتم تكريم عدد من السيدات اللاتي لهن بصمات بارزة في خدمة المجتمع المكي بشكل خاص، والوطن الحبيب بشكل عام. وأيضاً يقدم «الرواق» شهرياً موهوبات ناشئات في مختلف المجالات مثل موهبة الشعر والكتابة والفنون، وذلك تكريماً لهن وتشجيعهن على مواصلة الإبداع في مجال موهبتهن، وأقمن معارض فنية للفنانات الشابات. كذلك استضافة ضيفات الحج: إذ يهتم «الرواق» بعقد اللقاء الشهري في موسم الحج، وذلك لدعوة ضيفات الحج، وقد استضفنا في الأعوام السابقة ضيفات وزارة الحج، ومن بينهن أكاديميات ومثقفات وأذكر منهن: سفيرة ماليزيا في هولندا، ونائب رئيس بعثة جامعة الدول العربية بواشنطن، ونهدف من ذلك إلى تقديم نبذة عن نشاط المرأة السعودية وما وصلت إليه من تقدم علمي كبير، كما توزع عليهن كتب لمؤلفات سعوديات، وتقديم الموهوبات وعمل معرض فني، ويحضر كل عام عدد كبير ويكتبن انطباعاتهن الطيبة في سجل الرواق الذهبي، كما تم استضافة شخصيات من مؤسسات الطوافة المختلفة، إضافة إلى ضيفات وزارة الحج ومن ضيفات خادم الحرمين الشريفين. ونظراً إلى أن الشعار الذي أطلقه الأمير خالد الفيصل «الحج عبادة وسلوك حضاري» كان لافتاً ومهماً كشعار لموسم الحج الحالي، وواضح ما يقتضيه الشعار من تحفيز على ممارسة الأخلاقيات الإسلامية التي هي في ذاتها عبادة، ولكن تُعطي مظهراً حضارياً حين تُمارس بشفافية سلوكية تحترم الإنسان والمكان... وأين المكان؟ في أعظم بقعة في العالم مكةالمكرمة؛ لذا فإننا سنقدم نشاط هذا الشهر بعنوان «الحجاج قادمون... فماذا عسانا فاعلين»، وسنناقش فيه مسؤولياتنا كمواطنات، إذ إن المرأة من واجبها أن تقوم بدور مهم في تفعيل الشعار بأساليب عدة وخطوات جادة بدءاً من بيتها، اتباعاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: « كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته»، ثم مسؤوليتها نحو الحي الذي تقطن فيه، وأخيراً دورها المجتمعي من خلال الجهات التي تعمل، كما سنناقش الكثير من الظواهر السلبية التي كانت ترصد خلال مواسم الحج التي تستطيع المرأة المشاركة في التخفيف منها، إما بنفسها أو من خلال مسؤوليتها في تربية أبنائها وتوجيههم، كظاهرة الافتراش، والحج من دون تصريح، واستخدام المركبات غير النظامية، ومن المحاور أيضاً كيفية التعامل الأمثل مع الحجاج الذين هم ضيوف الرحمن، وواجبنا نحوهم، وأخيراً أسأل الله أن يتقبل من الجميع أعمالنا الصالحة، وأن يعين المسؤولين على أداء مهامهم خير قيام، ليكون الحج بالفعل «عبادة وسلوكاً حضارياً»... وكل عام والجميع بخير.