بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون مسألة مكافحة «التنظيمات الإرهابية» الناشطة في المنطقة، في وقت أعلن تيلرسون أن المحادثات تناولت إنشاء مناطق آمنة في سورية، وأنه يجري بحث عدد من الخيارات في شأن تأمين تلك المناطق، بعد يوم على إعلان أنقرة أن عملية «درع الفرات» أنجزت مهماتها. ووفق بيان صادر عن الرئاسة التركية، فإنّ لقاء أردوغان وتيلرسون عقد في المجمع الرئاسي في أنقرة بعيداً من عدسات الصحفيين، واستمر لمدة ساعتين و10 دقائق. وأوضح البيان أنّ أردوغان وتيلرسون «بحثا في مسألة مكافحة المنظمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش، في كل من سورية والعراق، والخطوات المشتركة التي يمكن الإقدام عليها». وشدد أردوغان وتيلرسون على ضرورة مواصلة مكافحة تنظيم داعش الإرهابي وبقية المنظمات الإرهابية الناشطة في المنطقة». كما تناول أردوغان وتيلرسون قضية تسليم السلطات الأميركية زعيم منظمة الكيان الموازي فتح الله غولن إلى أنقرة، وتشاورا حول كيفية الحد من أنشطة أتباع المنظمة الإرهابية في الولاياتالمتحدة. وكان تيلرسون التقى رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم وبحثا في «الجهود الرامية لمكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي، إلى جانب العلاقات الثنائية بين البلدين، وملف تسليم واشنطن زعيم منظمة الكيان الموازي لفتح الله غولن إلى أنقرة»، وفق وكالة أنباء «الأناضول». ووفقًا لمصادر في رئاسة الوزراء التركية، طرح الجانب التركي خلال اللقاء في مقر رئاسة الوزراء «الخطوات التي ينتظرها من الولاياتالمتحدة في ما يتعلق بتسليم غولن المقيم في ولاية بنسلفانيا الأميركية إلى تركيا». وقال تيلرسون إن محادثاته خلال زيارته تركيا عضو حلف شمال الأطلسي (ناتو) «ركزت على إنشاء مناطق آمنة في سورية وإنه يجري بحث عدد من الخيارات في شأن تأمين تلك المناطق». وأضاف تيلرسون خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو أن تركيا «شريك رئيسي في الحرب ضد تنظيم داعش». وأضاف أن لدى البلدين هدفاً «مشتركاً هو الحد من قدرة إيران على إيقاع الفوضى في المنطقة». وكان نائب رئيس الوزراء التركي ويسي قايناك قال إن بلاده «قدّمت خدمات الرعاية الصحية للاجئين السوريين أكثر من 22 مليون مرة خلال السنوات الست الماضية». وأضاف في الدورة الاستثنائية للمنتدى الأوروبي للحد من أخطار الكوارث في إسطنبول: «إن وزارة الصحة التركية، قدّمت الخدمات الطبية للسوريين حوالي 22 مليون مرة حتى الآن، وهناك أكثر من مليون مريض أجروا عمليات جراحية، ووُلِد نحو 200 ألف طفل سوري في تركيا حتى الآن». وأضاف قايناك أن تركيا اتخذت سياسة الباب المفتوح في شأن اللاجئين السوريين، وتعاملت مع الأزمة بضمير منذ البداية، مشيراً إلى أن هذا موقف إنساني وأن تركيا ستواصل إظهار مسؤوليتها وموقفها بضمير تجاه اللاجئين. وحول تعليم الأطفال السوريين، قال قايناك: «هناك حوالى 900 ألف سوري يحتاجون إلى التعليم، في حين يوجد نحو 525 ألف طفل في سن الدراسة مسجّلون فعلاً في تركيا، ويتم تزويدهم بالكتب المدرسية بلغتهم.» وكان يلدريم أعلن أن بلاده أنهت عملية «درع الفرات» العسكرية التي بدأتها في سورية في آب (أغسطس) الماضي، لكنه أشار إلى أنه قد تكون هناك حملات مقبلة عبر الحدود. وأرسلت تركيا قوات ودبابات وطائرات حربية لمساعدة جماعات المعارضة المسلحة المنضوية تحت لواء «الجيش السوري الحر» لطرد مقاتلي تنظيم «داعش» بعيداً من حدودها ووقف تقدم عناصر فصيل تركي مسلح. وقال يلدريم في مقابلة مع تلفزيون «أن تي في» إن «عملية درع الفرات كانت ناجحة وانتهت. أي عملية تليها سيكون لها اسم مختلف». واستولت تركيا في إطار درع الفرات على بلدة جرابلس الحدودية على نهر الفرات وتمكنت من طرد عناصر «داعش» من قطاع من الحدود يمتد لنحو 100 كيلومتر ثم تحركت جنوباً إلى الباب، وهي معقل «داعش»، حيث قال يلدريم إن «كل شيء تحت السيطرة». ولا تزال القوات التركية متمركزة في المناطق المؤمنة وعلى طول الحدود. ولم تكشف تركيا عن عدد قواتها المشاركة في «درع الفرات». ومن أهداف العملية منع «وحدات حماية الشعب» الكردية من عبور الفرات في اتجاه الغرب ومنعها من ربط ثلاث مناطق ذات أغلبية كردية تسيطر عليها في شمال سورية. وتخشى تركيا من أن يقيم أكراد سورية منطقة حكم ذاتي مماثلة لإقليم كردستان شبه المستقل في شمال العراق، وهو تحرك ربما يشجع الأقلية الكردية الكبيرة في تركيا على محاولة إقامة منطقة مماثلة داخل حدودها. وتعتبر أنقرة «وحدات حماية الشعب» الكردية امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً في جنوب شرق تركيا منذ 1984 وتعتبره جماعة إرهابية. وكانت واشنطن قررت التحالف مع «قوات سورية الديموقراطية» التي تشكل «وحدات حماية الشعب» قوة رئيسية فيها، لطرد «داعش» من الرقة. ويُعتقد أن هذا كان أحد الأمور التي بُحثت خلال زيارة تيلرسون.