هل يعتبرالهولنديون الدكتور ماوريتس بيرغر منهم أم يرونه عربياً؟ .. يقول: «أنا أعتبر نفسي هولندياً 100 في المئة، هذا تراثي وتاريخي وأنا مولود هنا، هناك من يقول لي لماذا لا تغيّر دينك؟ لكنني مسيحي، ولست مسلماً، فيقال لي إنك رئيس قسم علوم الإسلام وأنت عشت في العالم العربي ثماني سنوات، لماذا لا تصبح مسلماً؟ أنت درست الدين على يد شيخ في المسجد، فأوضّح لهم أن قرار تغيير الدين - في رأيي - ليس قراراً عقلانياً يقوم على القراءة والاقتناع، بل هو قرار وجداني، ينبع من الروح»، ويزيد: «إنني عرفت الإسلام وعمري 25 سنة، بعد أن ترسّخت خلالها الروح المسيحية في داخلي، بعض المسلمين يصرّ على أنني مسلم، فأقول لهم حسناً أنا مسلم». وحول مستقبل المسلمين في هولندا يوضح بيرغر: «في هولندا تركيز على المسلمين والإسلام، والناس يسألونني كيف أرى المستقبل وأنا متفائل بشكل عام، فأقول لهم إن الكرسي الذي أشغله سيتم إلغاؤه، فيقولون لماذا؟ فأوضح لهم أن الإسلام والمسلمين سيصبحون شيئاً طبيعياً، ولن يكون هناك تركيز عليهم، وسيحدث الاندماج الكامل، على عكس الوقت الحالي، الذي يطلب فيه أتباع الأقليات الأخرى جزءاً من الاهتمام بهم، كما هي الحال مع المسلمين، لا نلغي الإسلام ولكنه سيصبح طبيعياً». ويذكر ما حدث في مؤتمر ضخم عن الإسلام، إذ قام أحد الأشخاص من السورينام، وقال: كل المساعدات المالية وكل الاهتمام السياسي للمسلمين، فماذا علينا معشر السورينام؟ هل يجب أن أغيّر ديني وأصبح مسلماً حتى تستمعوا إليّ؟» ويضيف: «نحن تعودنا أن نتكلم عن المسلمين كمسلمين، في تاريخنا وتراثنا هذا شيء غير طبيعي، أصدقائي الآخرون لا أعرف شيئاً عن عقيدتهم، هل هم كاثوليك أو بروتستانت أو يهود». ويختم بقوله: «لا أريد أن أعيش في مجتمع، عبارة عن جزر دينية، كان عمدة أمستردام دوماً يهودياً، ولم يكن أحد يأبه لذلك، والآن عمدة روتردام، وهي ثاني أكبر مدينة هولندية، هو أحمد أبوطالب المسلم الديانة، الذي يحمل أيضاً الجنسية المغربية، المهم أن يكون السياسي أو العمدة جيداً بغض النظر عن دينه. أحياناً أشعر بالخوف من أن يصبح الحديث في المستقبل عن الشخص الهولندي بحسب دينه، الأفضل أن نتحدث باعتبارنا كلنا هولنديين».