جنيف - أ ب، رويترز، أ ف ب - أعلنت مصادر في طهران أمس، أن المحادثات التي أجرتها في جنيف أمس، إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، وهي الأولى منذ أكثر من سنة، واجهت «مشاكل جدية»، فيما جدّد الغرب دعوته طهران الى وقف تخصيب اليورانيوم. والتقى أبرز المفاوضين في الملف النووي الإيراني سعيد جليلي ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون على حدة قبل بدء المحادثات، ثم انضما الى ممثلين للدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، الى طاولة بيضوية، وخلف كلّ منهم علم بلاده. ودامت الجلسة الأولى ثلاث ساعات، تبعها غداء قبل جلسة ثانية. ومثّل الولاياتالمتحدة في المحادثات وليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية، وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بأن جليلي التقى ثنائياً بين الجلستين «بعض ممثلي الدول الست». ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن مشارك في المحادثات ان «الجانبين تبادلا إلقاء نكات، والجوّ كان ممتعاً ولكن جدياً». وقال مسؤول للوكالة ان «نحو 75 في المئة» من الساعات الثلاث للجلسة الأولى، خُصصت لمسائل نووية، على رغم تأكيد طهران قبل المفاوضات رفضها مناقشة ملفها النووي. وجددت الدول الست دعوتها إيران الى وقف تخصيب اليورانيوم، فيما أشارت اشتون ووفود الدول الست، الى ان الشكوك بالطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، تشكّل أحد مصادر عدم الاستقرار في المنطقة. وأفادت وكالات الأنباء الإيرانية بأن «جليلي خصّص كلمته في الجلسة الأولى لمحاكمة الغرب والدول الست في ما يتعلق باغتيال العالِم النووي الإيراني مجيد شهرياري» في طهران الأسبوع الماضي، وانتقد الدول الست «لالتزامها الصمت» إزاء اغتيال شهرياري وجرح عالِم نووي آخر. وأضافت أن جليلي «توقّف دقائق صمت حداداً على شهرياري»، فيما أشارت «اسوشييتد برس» الى ان أشتون «دانت» الهجوم على العالم النووي وزميله. وقبل المفاوضات، أشار علي باقري نائب رئيس الوفد الإيراني الى أن المفاوضات ستشمل الأمن الإقليمي والعراق وأفغانستان وتهريب المخدرات والإرهاب. وقال: «لا يمكن الدول الأخرى التدخل في الشؤون النووية الإيرانية. نتيجة اللقاء مرهونة بموقف الجانب الآخر. أي قضية تتعلق بالنشاطات النووية الإيرانية، يجب حسمها تحت مظلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية». في طهران، استبعدت مصادر تحقيق المحادثات نتائج تذكر، «بسبب عدم وجود اتفاق علي جدول أعمال». وقالت المصادر ل «الحياة» أن ثمة «مشاكل جدية» أمام الجانبين، بسبب تباعد النيات ، إضافة الي حداثة عهد أشتون في الملف النووي الإيراني الذي تسلّمته من خافيير سولانا الذي كان يمتاز بكفاءة ديبلوماسية عالية. وأشارت الى ان الوفد الإيراني الذي التقى نظيره الروسي قبل بدء المفاوضات، لم يلمس تبدّلاً في الموقف الغربي حيال الملف النووي، ما يعزّز الانطباع بعدم إمكان توصّل هذه الجولة من المحادثات الى نتائج تُذكر، «باستثناء تحديد مكان المحادثات المقبلة وموعدها». وأفادت وكالة «مهر» بأن الدول الست «تعاني تباينات»، عكسها «تغيير كلّ ممثلي هذه الدول في المفاوضات، باستثناء الولاياتالمتحدة وروسيا، والممثلون الجدد ليسوا قادرين في شكل دقيق على مناقشة المسائل» قيد البحث. وقبل بدء المفاوضات التي رجّح ديبلوماسي أوروبي بارز أن تكون «مملّة جداً»، دعا رئيس أحد الوفود الى «عدم توقّع الكثير»، فيما شدد مسؤول أوروبي على أن «الخيارات واضحة أمام إيران: إما أن تتعاون، وإما أن تواجه عزلة متنامية». في أثينا، اعتبر وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي ان «نجاح محادثات جنيف يتأثر بالمقاربة التي سيظهرها الطرف الآخر للوقائع السائدة الآن»، داعياً الى «إبداء مرونة في تحديد جدول أعمال المفاوضات». وحضّ على «الترويج بجدية لمسألة نزع السلاح النووي» الذي أكد أنه «لا يحلّ أي مشكلة ولا يجلب سوى الكوارث». أما الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست فحمّل الدول الست «المسؤولية المباشرة» عن احتمال فشل المحادثات، فيما سأل الرئيس محمود احمدي نجاد الغرب: «تملكون ألف قنبلة ذرية، (لذلك) كيف تقلقون من احتمال أن تتمكن إيران من تطوير قنابل ذرية خلال ثلاث سنوات؟». وقبل ساعات من محادثات جنيف، أعلن البيت الأبيض أن الرئيسين الأميركي باراك أوباما والصيني هو جينتاو ناقشا الملف النووي الإيراني خلال اتصال هاتفي، فيما نقلت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية عن السفير الإيراني في بكين مهدي صفري وصفه العلاقات الصينية - الإيرانية بأنها «رائعة». وقال: «المصالح النفطية مهمة لهذه العلاقات، لأن إيران طرف كبير مستقل في الخليج الفارسي حيث تقدّم دول وعوداً لبكين الآن، ولكن هل ستصدق بكين هذه الوعود الى الأبد؟ إيران شريك موثوق به دائماً».