كشف مدير جامعة المجمعة الدكتور خالد المقرن أن مشروع تنفيذ المدينة الجامعية في طور الترسية، مشيراً إلى أنها تضم عدداً من الكليّات والعمادات، إضافة إلى سكن أعضاء هيئة التدريس وسكن الطلاب، مبيناً أن الاستيعاب السنوي للجامعة يتجاوز ال 8 آلاف طالب وطالبة في جميع التخصصات. وأوضح المقرن أن مشروع المستشفى الجامعي تتولاه وزارة التعليم العالي، لافتاً إلى الانتهاء من طرحه للمنافسة، وبقية مرحلة الترسية، معتبراً أن جامعة المجمعة استطاعت تجاوز العقبات التي كانت تواجهها عند إنشائها، مستشهداً بما حققته من تطور وإنجازات خلال فترة قصيرة. وقال في حوار مع «الحياة»: «تحمل جامعة المجمعة اليوم 13 كلية، تشمل أكثر من 70 تخصصاً، والقبول السنوي لها في ازدياد، كما أنها تتيح الرغبة الأولى بنسبة تصل إلى 96 في المئة من المتقدمين، وهناك توجه لإنشاء كليّتين في كل من تمير والأرطاوية». تمتد كليات جامعة المجمعة إلى مدن داخل محافظة المجمعة وخارجها مثل رماح والزلفي.. هل من صعوبات تواجهونها في هذا الشأن؟ - بالتأكيد هناك بعض الصعوبات لبُعد المسافة عن المقر الرئيس، ولكن من يريد أن يجعل الصعوبات عائقاً فسيتوقف عن العمل، فالتغلب على الصعوبات يحتاج إلى إرادة صادقة وعزيمة قوية، فبُعد المسافة لن يكون أكثر صعوبة من صعوبات البداية ومعوقات تأسيس جامعة، والتي تخطيناها لتستكمل الجامعة جميع أركانها، وتتجاوز مرحلة الإنشاء. ماذا عن الطاقة الاستيعابية في الجامعة للطلاب والطالبات سنوياً؟ - في مجال معدلات القبول والالتحاق بوصفها المؤشر الأكبر لتوسّع الخدمات، اتخذت الجامعة منهجية واضحة لتحقيق أحد أهم أهداف وزارة التعليم العالي بإنشاء الجامعات في المحافظات، إذ تقوم عمادة القبول والتسجيل فيها بإجراءات قبول جميع المتقدمين، وخلال العام الجاري تم قبول أكثر من 8820 طالب وطالبة في 13 كليّة، وأكثر من 70 تخصصاً، وذلك في مرحلتي الدبلوم العالي والبكالوريوس، ويشكّل هذا الرقم ارتفاعاً بنسبة 25 في المئة عن العام الماضي. بعض الطلاب يشتكون من عدم تلبية الرغبة الأولى لهم في التخصّص، فماذا عملت الجامعة في هذا الشأن؟ - إجراءات القبول في الجامعة تتم بطريقة سلسة وميسّرة، إذ تمّ تقييد الطلاب في الكليات والأقسام حسب الإمكانات المتاحة لكل تخصص، وبناء على نسبة الطالب المركّبة للتخصصات العلمية، والنسبة المكافئة للتخصصات الأدبية، مع محاولة تحقيق رغبة الطالب قدر المستطاع، وبالفعل استطاعت الجامعة أن تتيح الرغبة الأولى ل96 في المئة من الطلاب والطالبات، كما تمّ قبول أكثر من 38 في المئة ممن هم من خارج المحافظات التي تخدمها الجامعة، وأيضاً تم هذا العام استحداث لجنة للقبول تحت مسمى اللجنة العليا للقبول، وذلك لمتابعة سير عملية القبول والإشراف عليها، فالجامعة اكتسبت سمعة إيجابية على رغم حداثتها، وبالتالي فهي تشهد إقبالاً متزايداً في شكل سنوي. هل هناك نيّة لإنشاء مزيد من الأقسام والكليات في الجامعة؟ - وضعنا ذلك من ضمن أهداف الخطة الاستراتيجية للجامعة، إذ يتم سنوياً إعادة تنظيم ودمج الأقسام ذات التخصصات المتشابهة، إضافة إلى إنشاء أقسام جديدة تتطلبها سوق العمل وتتناسب مع المتغيرات الحالية، فالجامعة تهتم بهذا الجانب تماشياً مع رؤية وزارة التعليم العالي في هذا الصدد، ولكن ذلك يتم بعد درس دقيق حتى لا يحصل أي اضطراب في سير الدراسة، كما أن الجامعة تسير بخطى ثابتة في التوسّع في جميع المحافظات التي تخدمها، وحالياً توجد كليات في كل من المجمعة والزلفي والغاط ورماح وحوطة سدير، وهناك توجّه لإنشاء كليّتين في كل من تمير والأرطاوية، وتشمل الكليّتان عدداً من التخصصات العلمية التي تُلبّي حاجة المواطن وتتناغم مع متطلبات سوق العمل، وستعمل الجامعة مستقبلاً على التوسّع في جميع المحافظات التي تخدمها بحسب خطط وزارة التعليم العالي والإمكانات المتوافرة لها. أين وصلت مراحل تنفيذ المدينة الجامعية؟ وما هي الخدمات التي تتيحها؟ - تمّ الانتهاء من مخططات المدينة الجامعية في شكل كامل بما تحويه من كليّات وعمادات ومدينة رياضية وأخرى طبية وإدارة للجامعة، ومبانٍ مساندة وبنية تحتية، ويتم الآن العمل على إنشاء مبنى إدارة الجامعة، ومبنى كلية العلوم الطبية التطبيقية، إضافة إلى سكن أعضاء هيئة التدريس، وهو في مراحله الأخيرة إلى جانب المبنى القائم حالياً، وأيضاً تم اعتماد مشاريع تتمثّل في مبنى إدارة الجامعة، والعمادات المساندة، وكليّة العلوم الإدارية والإنسانية، وكليّة التربية للطالبات، وكليّة التربية للطلاب، وكليّة الهندسة، وكليّة الطب، وسكن الطلاب، وكليّة طب الأسنان في الزلفي، ومباني السنة التحضيرية، إضافة إلى المساجد والمكتبة المركزية، وقاعة المحاضرات والمعارض الكبرى، والمطاعم الجامعية، والمنشآت الرياضية وغيرها من المشاريع التي تعدّ في مراحلها النهائية للترسية أو الطرح. ماذا عن مراحل تنفيذ المستشفى الجامعي؟ - المستشفى الجامعي تتولى مسؤوليته وزارة التعليم العالي، وتم طرحه للمنافسة، ونأمل بأن تتم ترسيته خلال هذا العام، إذ سيكون من ضمن المشاريع المستقبلية للجامعة، وحالياً هناك مبانٍ تخص كليّتي الطب وطب الأسنان، إضافة إلى عيادة طبية حديثة في المباني الرئيسة في الجامعة، وسيتبعها افتتاح عيادات طبيّة في بقية أفرع الجامعة. ما الجديد في شأن سكن الطلاب؟ ومتى تتوقعون البدء فيه؟ - وقّع وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري قبل فترة وجيزة عقد إنشاء مشروع سكن الطلاب في المدينة الجامعية بالمجمعة، بكلفة إجمالية جاوزت ال 78 مليون ريال، ويعد هذا المشروع خطوة مهمة في مسيرة الجامعة، وإضافة لاستكمال ما تم إنجازه من بنيتها التحتية، وسيوفّر الكثير من الإمكانات والتجهيزات التي تهدف إلى خدمة الطلاب وتحقيق مزيد من الاستقرار الاجتماعي والنفسي لهم، ما ينعكس على رفع مستواهم وتحصيلهم العلمي، ونأمل بأن يتمّ البدء في تنفيذه قريباً. ماذا عن أعضاء وعضوات هيئة التدريس في الجامعة؟ وكم تبلغ نسبة السعودة بينهم؟ - حقّقت الجامعة قفزات نوعية في ارتفاع أعداد أعضاء هيئة التدريس في جميع الكليات والأقسام، وذلك مواكبة لتوسّعها وارتفاع أعداد الطلاب والطالبات لديها، وركّزت على رفع نسبة السعوديين وتوفير الفرص الوظيفية التي تتناسب مع تخصصاتهم، وذلك ضمن تغطية حاجة الجامعات للكوادر الوطنية المؤهلة من خريجي الجامعات السعودية، مع الاستفادة من مخرجات برنامج خادم الحرم ين الشريفين للابتعاث الخارجي، وتحرص الجامعة على تطبيق معايير التعيين بكل دقة، ومتابعة الإجراءات حتى اكتمالها بكل شفافية، لتحقق حالياً أرقاماً متقدمة في نسبة السعودة. هل من لمحة حول برنامج الاستقطاب؟ وكم عدد المبتعثين من الجامعة؟ - استطاعت الجامعة إتمام مرحلتين من برامج الاستقطاب بنجاح، والمتضمن توجّه الجامعة لاستقطاب المميزين من الطلاب والطالبات المبتعثين في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وأيضاً الدارسين على حسابهم الخاص في المراحل الدراسية كافة، ومختلف التخصصات التي تحتاجها الجامعة، وذلك من خلال لجان متخصصة من الجامعة تجري مقابلات مع المبتعثين في أماكن دراستهم، واستقطاب المميزين منهم، كما أن الجامعة وتفاعلاًً مع هذا البرنامج، قامت بابتعاث 95 طالباً داخلياً، و315 خارجياً لعدد من دول العالم، وفي تخصصات متنوّعة. كجامعة ناشئة.. ما هي أبرز التحديات التي تواجهكم؟ ومتى يمكن القول بأن الجامعة تجاوزت كونها ناشئة؟ - يمكن القول إننا تجاوزنا كثيراً من التحديات، وتغلّبنا على عقبات البداية وصعوبات التأسيس التي تمثّلت في تحدي الاستقلال بكليات الجامعة عن الجامعات التي ترتبط بها سابقاً، مع إعادة تأهيل الكليات ومبانيها، وتطوير مناهجها الدراسية، وتوفير حاجاتها من قاعات دراسية مجهّزة بأحدث التجهيزات ومعامل بأعلى المواصفات، مع اكتمال تأسيس جميع الوحدات الإدارية والعمادات المساندة بالجامعة لتمارس أعمالها في شكل كامل على أحدث الخطط والبرامج، فاستطاعت في وقت قياسي أن تتجاوز مرحلة الإنشاء إلى مرحلة التقدم والتطور والإنجازات. شاركت الجامعة في المعرض والمؤتمر الدولي لطلاب وطالبات التعليم العالي الذي أقيم قبل أسبوعين، فهل من شراكات واتفاقات تم عقدها بين جامعة المجمعة وبعض الجامعات الأجنبية؟ - سبق ووقّعت الجامعة اتفاقات تعاون ومذكرات تفاهم مع جامعات ومراكز عالمية عدة، مثل جامعة «توكاي» في اليابان، و«موناش» في أستراليا، و«ماسترخت» في هولندا، وجامعة «دالهاوس» في كندا، وتنص هذه الاتفاقات على التعاون الأكاديمي في مجالات تحقيق الجودة والتطوير، والتعاون في تبادل المُخرجات الأكاديمية، مع وضع برامج لتبادل الخبرات العلمية والتعليمية، وتشجيع البحث العلمي المشترك، وتبادل زيارات الأساتذة، وتنظيم ندوات وورش عمل تعاونية في المجالات الأكاديمية وغيرها، ومثل هذا المعرض المهم أتاح مكاسب عدة للجامعات والطلاب والطالبات، وذلك لمواصلة تطوير التعليم العالي في المملكة، وإتاحة الفرصة للتواصل الدائم مع الجامعات ذات الخبرات العريقة. ما هي رؤيتكم لقرار خادم الحرمين الشريفين القاضي بإنشاء ثلاث جامعات جديدة؟ - صدور الأمر الملكي الكريم بإنشاء ثلاث جامعات في كل من محافظاتحفر الباطنوجدة و بيشة، من شأنه أن يسهم في تلبية الرغبات المعرفية، وتحقق الطموحات العلمية لسكان المحافظات والمدن والقرى المحيطة بها، فهي تحقّق هدف ولاة الأمر ووزارة التعليم العالي بالتوسّع في التعليم الجامعي واستيعاب الأعداد المتزايدة من خريجي الثانويات العامة، وتقليص الضغط الذي تشهده الجامعات في المدن الكبرى.