أعلن الجيش الأميركي أنه لن يغير قواعد الاشتباك المتبعة في معركة استعادة الموصل، وأكد أن التحقيق في قتل مئات المدنيين في شطر المدينة الغربي ما زال جارياً، فيما واصلت القوات العراقية تقدمها وأصبحت على بعد عشرات الأمتار من جامع النوري الكبير الذي أعلن من زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي «دولة الخلافة» من على منبره. وتواجه القوات العراقية والجيش الأميركي تهماً بخرقهما «قواعد الاشتباك» و «الاستخدام المفرط للقوة»، بعد قتل أكثر من 200 مدني في غارة جوية طاولت منازل في حي الموصل الجديدة. وقال الناطق باسم القيادة المركزية الكولونيل جيه تي توماس خلال مؤتمر صحافي أمس، إنها « تعطي أولوية كبيرة للتحقيق في تقارير الموصل. وأعداد الضحايا تعد محصلة أيام عدة من عمليات القصف، وفي حوادث مختلفة، والتحقيق يشمل مراجعة نحو 700 شريط مصور للمنطقة على مدى عشرة أيام، ولم تكن لدينا تقارير ومعلومات تجعلنا نعتقد بأننا قتلنا مدنيين». وأضاف أن «البنتاغون يبحث في معلومات مثيرة للاهتمام حول انفجارات ثانوية ربما حصلت جراء القصف، لكن لم نتخذ قراراً محدداً بعد والتحقيق لم يصبح رسمياً». وأوضح أن «لا نية لتغيير طريقة وأسلوب الهجمات التي نتبعها في الموصل فالعمليات تسير بشكل مرض». إلى ذلك، قال رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي بعد لقائه رئيس الوزراء حيدر العبادي، في وقت متأخر من مساء أول من أمس، إن «المنطقة تعرضت لضربات جوية لعدة أيام لكن من غير الواضح ما إذا كانت أدت إلى سقوط ضحايا، ويحتمل أن يكون داعش فجر المبنى كي يتهم التحالف ويؤخر المعركة، لكن لا نعلم، والتحقيق جار». واستنكرت الأممالمتحدة في بيان «قتل 307 مدنيين وإصابة 273 آخرين منذ 17 شباط (فبراير) الماضي»، داعية الحكومة العراقية والتحالف الدولي إلى «إجراء تحقيق شفاف». وأكدت أن «داعش يحتجز مدنيين دروعا بشرية داخل مبان غرب الموصل»، مطالبة ب «تغيير تكتيك الأعمال القتالية بغية خفض عدد الضحايا من المدنيين». وحذر العبادي، خلال لقاء مع إعلاميين وسياسيين من أن «الاتهامات باستهداف المدنيين غرضها إنقاذ داعش وهو يعيش لحظاته الأخيرة، والنتائج الأولية لقضية الموصل الجديدة تخالف ما أشيع، ونرفض أن يزايد أحد علينا في حماية المدنيين، فهدفنا هو الإنسان قبل الأرض»، وتساءل «أين كان المدّعون بالدفاع عن المدنيين عندما كانوا تحت ظلم داعش؟ وهل كان التنظيم يوفر لهم العيش في رغد وأمان وحرية؟». وحمّل تقرير صدر أمس عن «منظمة العفو الدولية» قوات التحالف الدولي مسؤولية قتل المدنيين، وجاء فيه أن «مئات العراقيين قتلوا في الأشهر الأخيرة بعدما طلبت منهم السلطات المحلية البقاء في منازلهم، على رغم الغارات التي تشنها طائرات التحالف»، وأضاف أن «العدد الكبير من القتلى يشير إلى أن قوات التحالف فشلت في اتخاذ الاحتياطات الضرورية لمنع سقوط المدنيين، وهذا انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي». ميدانياً، أعلن قائد «جهاز مكافحة الإرهاب» الفريق عبد الغني الأسدي أمس، «اقتحام حيي اليرموك والمغرب من المحور الغربي للجانب الأيمن، والقوات تخوض معارك يتوقع أن تسفر خلال الساعات المقبلة عن تحريرهما»، وذلك في موازاة سيطرة قوات من الشرطة الاتحادية على منطقة «قضيب البان» ومحطة القطار ومستودعات النفط من الجهة الجنوبية وأصبحنا على بعد عشرات الأمتار من جامع النوري الكبير». وأفاد قائد الشرطة الفريق رائد شاكر جودت، أن «العشرات من الإرهابيين قتلوا وتم تدمير 26 آلية ودراجة نارية مفخخة في هجوم مباغت على الجناح الغربي للمدينة القديمة، وسيطرنا على خمسة منافذ للإمدادات». وأكد الناطق باسم قوات «الرد السريع» عمار الموسوي «تقدم القطعات صوب جامع النوري الكبير» وأضاف «نعتمد على وحدات من القناصة وتم قتل العشرات في محور الجامع ومنارة الحدباء في المدينة القديمة قرب منطقة الملعب». وأفاد شهود بأن «نحو 80 مدرعة عسكرية وناقلة جند وصلت إلى المحور في المنطقة القديمة في إطار تعزيزات إضافية لحسم الموقف». يأتي ذلك في وقت أكدت شبكتا «أي بي سي» و «فوكس نيوز» نقلاً عن مصدر في «البنتاغون»، أن «واشنطن سترسل 200 جندي إضافي إلى الموصل لتقديم المشورة والمساعدة للإسراع في تحرير المدينة».