وسط استقطاب حاد، بدأ الناخبون الأتراك المقيمون في ألمانيا، الإدلاء بأصواتهم في استفتاء على تعديلات دستورية تحوّل النظام رئاسياً، معزّزة سلطات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. كما بدأ التصويت في فرنسا ودول أوروبية أخرى. واصطف الناخبون في طوابير خارج القنصلية التركية في برلين، وحمل محتجون لافتات تدعم «حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي. وقال متعاطفون مع الحزب إن «ستة ملايين ناخب لحزب الشعوب الديموقراطي ليسوا ممثلين في صناديق الاقتراع». وقال مؤيّد لأردوغان إنه أدلى بصوته «دعماً لاستقرار» تركيا، فيما قالت امرأة مسنّة إنها ستصوّت بلا، بسبب «الوضع السياسي الحالي» في تركيا. وأضافت أن «لا» ستكون «لتركيا ولأحفادي ولجميع الأطفال في تركيا». ووقفت أيفر إنجي- بيكوز تحت المطر، وهي ترتدي سترة صفراء كُتب عليها بالتركية شعار «برلين تقول لا»، وسلّمت ناخبين نشرات دعائية أمام محل بقالة تركي. وقال عامل مسنّ في المحلّ «أنا معك، يا صديقتي، ليس عليك إقناعي». في المقابل، أقدم شاب يقود سيارة على تمزيق النشرة فوراً، وشتم إنجي- بيكوز. تجاهلت إنجي- بيكوز الأمر، واتجهت صوب والدتَين شابتين محجبتين، تجرّان عربتين، لكنهما رفضتا أخذ النشرات، اذ أعلنتا أنهما قررتا التصويت لمصلحة أردوغان. وقالت انجي- بيكوز (45 سنة): «كنت دوماً مسيّسة وكافحت من أجل حقوق المرأة والديموقراطية. هذا الاستفتاء يخيفني، وأعتقد أنه سيفاقم من تآكل الديموقراطية في تركيا، إذا فاز أردوغان». وقال سينول أكايا، وهو مقاول بناء عمره 56 سنة هاجر إلى ألمانيا طفلاً، إنه استاء عندما أهان أردوغان المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، لافتاً الى انه يواجه الآن معضلة، اذ إنه معجب بالزعيمين. وتابع: «الناس هنا يشعرون بالذنب تقريباً، إذا أرادوا التصويت بنعم. هناك هوس في ألمانيا الآن، (مفاده) أنك إذا كنت مع أردوغان، فهذا يعني تلقائياً أنك معادٍ للديموقراطية». ويستمر التصويت في ألمانيا حتى 9 نيسان (أبريل) المقبل، على أن تُنقل صناديق الاقتراع المغلقة جواً الى أنقرة، لفرزها عشية التصويت في تركيا، المرتقب في 16 نيسان. وهناك حوالى 3 ملايين شخص في ألمانيا من أصل تركي، بينهم 800 ألف كردي وحوالى 1.41 مليون تركي يحقّ لهم التصويت. وكان أردوغان اتهم قادة أوروبيين بانتهاج «أساليب نازية»، بعدما منعت ألمانيا وهولندا تجمّعات نظمها أتراك، بمشاركة مسؤولين أتراك، للترويج للتعديلات الدستورية. في غضون ذلك، فتح الادعاء في سويسراوتركيا تحقيقاً بعدما رفع محتجون في برن لافتة كُتب عليها «اقتلوا أردوغان بسلاحه»، وحملت صورة لمسدس مصوّب إلى رأسه. وقال ناطق باسم الشرطة في برن إن الادعاء سيحدّد هل انتُهكت القوانين السويسرية برفع هذه اللافتة التي لم تصادرها الشرطة في الموقع. وأضاف: «الشرطة لم تتدخل في التظاهرات» التي أعلنت الخارجية التركية أن «حزب العمال الكردستاني» نظمها. كما فتح الادعاء في إسطنبول تحقيقاً في انتساب رافعي اللافتة إلى «تنظيم إرهابي» و«الإساءة الى رئيس الجمهورية» و«الدعاية لتنظيم إرهابي».