أدلى الأتراك بأصواتهم أمس، في انتخابات رئاسية قد تتيح لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أن يصبح أول رئيس مُنتخب بالاقتراع المباشر، معززاً سلطته في ولاية من 5 سنوات. وينافس أردوغان في سباق الرئاسة، أكمل الدين إحسان أوغلو، مرشح حزبَي «الشعب الجمهوري» و»الحركة القومية» المعارضين، وصلاح الدين دميرطاش مرشح «حزب السلام والديموقراطية» الكردي. وترجّح استطلاعات الرأي فوز أردوغان من الدورة الأولى، متجنباً دورة ثانية مقررة في 24 من الشهر الجاري، بنيله نحو 55 في المئة من الأصوات، متقدماً بفارق نحو 20 نسبة مئوية عن إحسان أوغلو، فيما قد يحصل دميرطاش على نحو 10 في المئة من الأصوات. وكان حزب «العدالة والتنمية» بزعامة أردوغان فاز في الانتخابات البلدية التي نُظِمت في 31 آذار (مارس) الماضي، بنيله 43 في المئة من الأصوات، على رغم فضيحة فساد كبرى طاولت رئيس الوزراء ومقربين منه، بينهم نجله بلال و4 وزراء. كما واجه أردوغان احتجاجات شعبية صاخبة الصيف الماضي، أوقعت قتلى وجرحى، وسط اتهامات باعتماده نهجاً استبدادياً في الحكم. وعلى وقع هتافات «تركيا فخورة بك» و»الرئيس أردوغان»، قال الأخير لدى خروجه من مدرسة حيث صوّت مع زوجته وأولاده على الجانب الآسيوي من اسطنبول: «قرار (الناخبين) سيكون حاسماً بالنسبة الى الديموقراطية التركية ومستقبل بلدنا، إذ إن رئيساً وحكومة منتخبَين سيحملان تركيا بحزم نحو العام 2023»، في إشارة إلى الذكرى المئوية لتأسيس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية التركية الحديثة. أما إحسان أوغلو فقال بعدما أدلى بصوته في مركز اقتراع في إسطنبول: «الحملة كانت جائرة وليست متناسبة، لكننا واثقون من حكمة أمتنا. ستعبّر أصوات الجماهير الصامتة عن موقفها وسنفوز بسهولة من الدورة الأولى». وأضاف: «نأمل بأن تكون الانتخابات حرة ونزيهة وحيادية، وألا تُلقي بظلالها على الرغبة الحقيقية للشعب، وإلا ستكون هناك أزمة خطرة للديموقراطية في تركيا، بلادنا في غنى عنها». واعتبر أن «عيون العالم شاخصة إلينا»، لافتاً إلى أن تركيا «تسعى جاهدة لتصبح دولة ديموقراطية من الدرجة الأولى، ونأمل بأن تحقّق ذلك». دميرطاش الذي اقترع في دياربكر، كبرى المدن الكردية في جنوب شرقي تركيا، قال: «أياً تكن النتائج، نأمل بأن تنتصر الحرية والديموقراطية والإخاء». وكان أردوغان دعا أنصاره إلى التصويت بكثافة لتوجيه «صفعة ديموقراطية» إلى خصميه. وقال في اختتام حملته الانتخابية السبت: «ستولد تركيا جديدة إن شاء الله، تركيا قوية ستُبعث من رمادها. دعونا نترك تركيا القديمة وراءنا. انتهت صلاحية سياسة الاستقطاب والانقسام والخوف». وتعهد أن يكون رئيساً ل «77 مليوناً تركياً» ومكافحة «كل أشكال التمييز». وساد استقطاب في مراكز الاقتراع، إذ قال الناخب مراد: «أردوغان يقف إلى جانب الضعيف، وهو يناهض الظلم. وفيما كان العالم العربي صامتاً، تحدّث علناً ضد إسرائيل (في حربها) على غزة». وقال الناخب ايفغان إنه سيصوّت «من أجل الاستقرار»، مذكّراً بأن «تركيا قيدت في شكل جيد منذ 13 عاماً» لدى تسلّم أردوغان السلطة. في المقابل، قال الناخب أحمد قنصوي، وهو مهندس معماري: «لا نريد رئيساً مستبداً وملوثاً، بل رئيساً يدافع عن النظام البرلماني ومصالح الناس. يجب أن يكون مستقلاً وغير متحيّز ويحتضن كل المجتمع». أوميت الذي يعيش في دبي وأدلى بصوته في مطار أتاتورك، أعرب عن خشيته من «حكم فرد يزداد قوة»، وزاد: «لا أرى لنفسي مكاناً في تركيا الجديدة التي يتحدث عنها أردوغان، ولذلك ما زلت أعيش خارجاً. مسائل كثيرة تحدث هنا، لا تحدث في الدول الديموقراطية». وأشار إلى أنه «يشعر بحرية أكبر» في دبي.