يسعى الفلسطينيون إلى الحصول على اعتراف أوروبي بالدولة الفلسطينية، فيما يعمل الإسرائيليون على إحباط هكذا خطوة وذلك عشية اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الذي انعقد أمس في بروكسل وذلك في وقت بدأ فيه المبعوث الأميركي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط السيناتور جورج ميتشل زيارة إلى المنطقة استهلها بلقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على أن تقوده اليوم إلى رام الله للقاء الرئيس محمود عباس ومن ثم إلى القاهرة قبيل اجتماع لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية التي تعقد الأربعاء. وحمّلت القيادة الفلسطينية إسرائيل المسؤولية الكاملة عن توقف المفاوضات. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه بعد اجتماع اللجنة التنفيذية برئاسة الرئيس محمود عباس: إن الأولوية لدى الحكومة الإسرائيلية هي" استمرار الاستيطان والتوسع، وديمومة الاحتلال، وبرنامج حكومتها لا يخرج عن هذه القاعدة". واستبق نتنياهو، لقاءه بميتشل، معتبرا المحادثات التي جرت حتى الآن "تافهة وفارغة".وقال في كلمة في تل أبيب إن "الولاياتالمتحدة أدركت، بعد سنة ونصف، أننا أجرينا مباحثات فارغة وتافهة على قضية هامشية وهي البناء في المستوطنات".وأضاف" أدركت الإدارة الأميركية أن المهم هو التوصل إلى القضايا الجوهرية التي تقع في لب الصراع بيننا وبين الفلسطينيين. ولكي نصل إلى السلام يجب أن نبحث القضايا التي تعرقل بالفعل السلام وهي الاعتراف بإسرائيل والأمن والتدابير المختلفة واللاجئين وطبعاً القضايا الأخرى". وبدأت المؤسسات القيادية الفلسطينية بحث الاقتراح الأميركي بمفاوضات جديدة غير مباشرة وسط ميل فلسطيني إلى صعوبة نجاح المهمة الأميركية الجديدة، إلا في حال توافر وقف إسرائيل للأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية ومرجعية واضحة لعملية السلام تقوم على أساس قيام دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية مع إمكانية تعديلات طفيفة على الحدود وضمانات أميركية بتحقيق هذا الأمر. فقد شدد رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات،خلال لقاء مع القنصل الأميركي العام في القدس دانيال روبنستين على "وجوب إلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف النشاطات الاستيطانية، وبما يشمل القدسالشرقية ووقف هدم البيوت، وتهجير السكان والتي كان آخرها إبعاد النائب الفلسطيني محمد أبو طير". من جهة أخرى دعا عريقات دول الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو1967 بعاصمتها القدسالشرقية وذلك في رسالة خطية وجهها إلى مسؤولة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون. وكانت مصادر إسرائيلية أشارت إلى أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيبحثون مسودة مشروع قرار أعدتها ألمانيا تقضي بأن يعترف الاتحاد بالدولة الفلسطينية المستقلة ما لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين في غضون عام واحد. وقالت" المسودة الألمانية تحمل إسرائيل مسؤولية فشل الاتصالات مع الفلسطينيين وعدم التمديد لتجميد البناء الاستيطاني". بدورها أعربت إسرائيل عن قلقها من إعلان وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل اليوم عن استعدادهم للاعتراف بالدولة الفلسطينية من جانب واحد . وقال مصدر سياسي إسرائيلي للإذاعة الرسمية" إن إسرائيل حاولت إحباط هذا الإعلان وطلبت من وزراء الخارجية الأوروبيين نشر بيان أكثر توازنا".وأضاف"أن قرارا من هذا القبيل في حال اتخاذه سيؤدي إلى وقف عملية السلام والقضاء على مسار السلام الذي تدفعه الإدارة الأميركية"، مرجحا "أن تجد الخطوة الأوروبية معارضة أميركية".