أعلن «الملتقى الدولي لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال»، الذي التأم في الجزائر امس، تشكيل «شبكة» من شخصيات تناضل من أجل حقوق الأسرى، وتنقل قريباً توصيات الملتقى إلى «لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنيف». وشهد افتتاح الملتقى أمس في نادي الصنوبر في الضاحية الغربية للعاصمة، حضورَ أكثر من ألف مشارك يمثلون نحو 60 دولة، وخُصص لملف «الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال». ولئن التزم عشرات المشاركين في نقاشهم بعنوان الملتقى، إلا أن غالبية المداخلات خاضت في الخلافات الفلسطينية - الفلسطينية التي تنعكس سلباً على الملف الفلسطيني ككل، كما تنعكس سلباً على أسرى فلسطين. وأُعلن في بداية الملتقى أن «شبكة» من المهتمين بقضية الأسرى الفلسطينيين من البلدان العربية والإسلامية والغربية، ستتوجه ب «إعلان الجزائر» إلى جنيف لرفعه إلى لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، اضافة الى بحث خطوات ميدانية للفت أنظار العالم الغربي إلى حجم معاناة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. واشار الأمين العام ل «جبهة التحرير الوطني»، التي نظمت ملتقى نصرة الأسرى، عبد العزيز بلخادم في كلمة ألقاها، الى إنشاء شبكة تتكون من شخصيات تُعهد إليها متابعة تطبيق توصيات الملتقى في خصوص إيصال قضية الأسرى إلى مجلس حقوق الإنسان في سويسرا وإلى الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويبحث أصحاب هذا المسعى عن إدانة دولية، غربية خصوصاً، لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي تسجن آلاف الفلسطينيين بسبب مقاومتهم الاحتلال. وقال بلخادم ان تنظيم ملتقى عربي دولي لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال يعَدّ «إدراكاً لحجم مأساة وعمق معاناة» هؤلاء الأسرى. وأشار الى أن مأساة الشعب الفلسطيني تعَدّ «نموذجاً مؤسفاً» لمنطق فرض القوة على ارض الواقع، مستنكراً «التناقض» الذي يتسم به سلوك الهيئات الدولية التي «تكيل بمكيالين» عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية. ودعا هذه الهيئات إلى «تحمل مسؤولياتها كاملة» حيال ما يعيشه الشعب الفلسطيني. وقال: «حان الوقت للضمير العالمي لكي يصحو ويكتشف الوضع الخطير» الذي يعيشه هؤلاء الأسرى، مشدداً على أن «الغالبية الساحقة في العالم تشعر بالإهانة» تجاه ما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال. واضاف أن التضامن مع الأسرى «يتعلق بالدفاع عن الشرعية الدولية والمطالبة بالتطبيق الفعلي لميثاق الأممالمتحدة من دون تمييز». وتميزت الجلسة الافتتاحية بمداخلة من النائب البرلماني البريطاني السابق جورج غالاوي، لام فيها الأنظمة العربية على «عدم إثارة ملف الأسرى جماعياً أمام الولاياتالمتحدة»، فيما بعث وزير العدل الأميركي السابق رامزي كلارك برسالة إلى الملتقى طالب فيها ب «الوحدة الفلسطينية، لأن الانقسام يستغل بطريقة بشعة من الإسرائيليين في فرض أجندة على الضفة والقطاع».