واشنطن - رويترز - أشار مسؤول في البيت الأبيض إلى إن الرئيس الأميركي باراك أوباما أبلغ قادة في الحزب الديموقراطي أنه مستعد لتقديم تنازلات في شأن الخفض الضريبي الذي يرجع الى عهد الرئيس السابق جورج بوش، لكنه سيعارض تمديدها، ولو موقتاً، ما لم تشمل تمديداً لصرف اعانات البطالة. وأعلن أن أوباما أبلغ قادة الحزب الديموقراطي في الكونغرس أنه سيعارض أيضاً تمديد الخفوضات الضريبية ولو موقتاً، ما لم يشمل ذلك تمديد فترة العمل بتخفيضات ضريبية أخرى تستفيد منها أسر الطبقة المتوسطة. وكان أوباما عبّر أول من أمس عن خيبة أمله لعدم موافقة مجلس الشيوخ على مشروعين لتمديد الخفض للأميركيين من الطبقة الوسطى، لكنه حض المفاوضين على مضاعفة جهودهم للتوصل الى اتفاق في الايام القليلة المقبلة. وقال اوباما للصحافيين بعد عرقلة مقترحات للحزب الديموقراطي لتجديد معدلات الضريبة المنخفضة للافراد الذين يصل دخلهم الى 200 ألف دولار وإلى مليون دولار، في اقتراعين إجرائيين: «سيحتاج الأمر الى بعض الحلول الوسط، لكنني واثق ان في امكاننا أن ننجز ذلك». ويجادل المعارضون الجمهوريون بأنه يجب تمديد معدلات الضريبة المنخفضة أيضاً للأميركيين الأكثر ثراء. وتعهد أوباما، الذي يواجه اختبار إرادات مع الجمهوريين، الذين شجعتهم مكاسب حققوها في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي جرت في تشرين الثاني (نوفمبر)، بتكثيف الجهود هذا الاسبوع للتوصل الى اتفاق في شأن تجديد الخفوضات الضريبية التي استحدثتها ادارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش، والتي من المقرر أن تنتهي مع نهاية العام. وقال أوباما الذي يسعى الى اتفاق قبل ان تنتهي دورة الكونغرس هذا الشهر، أنه تحدث الى الديموقراطيين، وانه سينقل الرسالة ذاتها الى زعماء الجمهوريين. وأضاف: «نحتاج الى مضاعفة جهودنا لحلّ هذا المأزق في الأيام المقبلة لنريح بال الشعب الاميركي إلى أن ضرائبهم لن تزيد في الأول من كانون الثاني (يناير)». وتابع: «ما زلت أعتقد أنه يتنافى مع العقل أن تبقى الخفوضات الضريبية للطبقة المتوسطة رهينة بخفوضات دائمة للأميركيين الأكثر ثراء، والذين يشكلون 2 في المئة، خصوصاً عندما تكون لذوي الدخل المرتفع، وتكلف 700 بليون دولار إضافية ليست لدينا، وتزيد العجز في موازنتنا». والتصويت الذي جرى أول من أمس في مجلس الشيوخ، كان متوقعاً أن يفشل، لكن الديموقراطيين يريدون اظهار انهم لا يؤيدون تمديد الخفض للأفراد ذوي الدخول الاعلى. ويأتي هذا التصويت بعد يومين من موافقة مجلس النواب على تمديد الخفض الضريبي للافراد الذين يصل دخلهم إلى 200 ألف دولار. ويسيطر الديمقراطيون حالياً على مجلسي الكونغرس، لكن لهم غالبية أكبر في مجلس النواب. الاتفاق مع كوريا إلى ذلك، تعهد أوباما بالعمل مع الجمهوريين والديموقراطيين لإقرار اتفاق تجارة حرة مع كوريا الجنوبية، وصفه بأنه نموذج لاتفاقات سيسعى الى إبرامها مستقبلاً في آسيا وشتى أنحاء العالم. وتوصل مفاوضون أميركيون وكوريون جنوبيون الى اتفاق الجمعة الماضي، في شأن اتفاق التجارة الذي تعطل كثيراً، والذي وُقِّع في 2007 لكن لم يحصل على موافقة الكونغرس لثلاث سنوات، نتيجة مخاوف في شأن قطاعي السيارات واللحوم الأميركيين. ويُعتبر إتمام الاتفاق انجازاً لأوباما، الذي واجه انتكاسة محرجة حينما فشل المفاوضون في تسوية خلافاتهم قبل زيارته لسيول الشهر الماضي، لكن الصفقة قوبلت بحماس أقل في كوريا الجنوبية. وقال أوباما في واشنطن أول من أمس: «الاتفاق الذي نعلنه يشمل تحسينات مهمة ويحقق ما يجب أن تحققه الاتفاقات التجارية من وجهة نظري. إنه اتفاق في مصلحة الدولتين». وبعد يوم من اعلان وزارة العمل ارتفاع نسبة البطالة على نحو غير متوقع إلى أعلى مستوى في سبعة أشهر عند 9.8 في المئة في تشرين الثاني (نوفمبر)، اعلن أوباما ان «الاتفاق سيعزز الصادرات الأميركية السنوية من السيارات والمنتجات الزراعية وسلع أخرى بمعدل 11 بليون دولار ويوفر 70 ألف فرصة عمل جديدة... الاتفاق يُظهر أن الولاياتالمتحدة مستعدة لابرام مزيد من الاتفاقات التجارية... وأن الولاياتالمتحدة عازمة على قيادة الاقتصاد العالمي والمنافسة فيه». ونفى وزير التجارة الكوري الجنوبي كيم جونغ هون تقارير في بلاده، تشير إلى أنه قدَّم تنازلات من جانب واحد. وقال: «قبول مطالب الولاياتالمتحدة المتعلقة بقطاع السيارات قد يجعل كوريا الجنوبية قادرة على تقديم موعد زيادة حصتها في سوق السيارات الأميركية»، مشيراً إلى تنامي انتاج المصانع الأميركية لشركات السيارات الكورية. وينص الاتفاق المعدل على ابقاء الرسوم الجمركية الأميركية البالغة 2.5 في المئة على السيارات الكورية حتى العام الخامس من تنفيذه، بينما ستخفض كوريا الجنوبية على الفور رسومها الجمركية البالغة 8 في المئة على واردات السيارات الأميركية إلى النصف.