شنت طائرات روسية غارات على ريف حماة لوقف تقدم فصائل معارضة وإسلامية بالتزامن مع وصول ميليشيات عراقية تدعمها إيران إلى الأحياء الشرقيةلدمشق لدعم القوات النظامية في استعادة مناطق خسرتها في الأيام الماضية، وسط أنباء عن انفجار قرب مقر الشرطة في العاصمة. وأعلنت «قوات سورية الديموقراطية» الكردية- العربية التي تدعمها واشنطن، وصولها إلى سد الفرات في مدينة الطبقة مع اقتراب انطلاق معركة تحرير الرقة من «داعش». وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن فصائل في «الجيش الحر» وأخرى إسلامية بينها «هيئة تحرير الشام» التي تضم فصائل بينها «فتح الشام» (النصرة سابقاً)، وسّعت نطاق سيطرتها في ريف حماة، وذلك في هجوم هو الأكبر لمقاتلي المعارضة منذ شهور. وعلى رغم أن اليد العليا في القتال لا تزال للقوات النظامية، فإن مكاسب عناصر المعارضة كشفت عن التحدي الذي يواجه الجيش والجماعات المسلحة المتحالفة معه في ظل خوضه المعارك على جبهات عدة. وقال مصدر في الجيش النظامي: «بدأ الآن توجيه الضربات الجوية الروسية ورمايات المدفعية المركزة على المجموعات المسلحة ومقرات قيادتها وخطوط الإمداد الخاصة بها تمهيداً للانتقال إلى الهجوم المعاكس. الروس مشتركون طبعاً في هذه الغارات». وقال «المرصد» إن جماعات المعارضة تركز هجومها الجمعة على قرية قمحانة التي تبعد نحو ثمانية كيلومترات شمال مدينة حماة. وأفاد حساب على تطبيق «تلغرام» للرسائل الفورية تابع ل «هيئة تحرير الشام»، بشن هجوم انتحاري هناك، إضافة إلى بث صورة لزعيم «النصرة» الإرهابي أبو محمد الجولاني في غرفة العمليات. في الجنوب، قال «المرصد» إن «القوات النظامية واصلت قصفها مناطق في حي جوبر عند الأطراف الشرقية للعاصمة، بينما سقط ما لا يقل عن 8 صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض- أرض أطلقتها القوات النظامية على مناطق في حي القابون، فيما تتواصل الاشتباكات على محاور في المنطقة الصناعية شمال حي جوبر، وشارع الحافظ بحي برزة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وفيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية من جهة أخرى». وأفيد لاحقاً باستعادة القوات النظامية «كتل أبنية» في جوبر، بالتزامن مع وصول «حركة النجباء»، وهي ميليشيات عراقية تدعمها طهران، إلى جوبر. إلى ذلك، قالت جيهان شيخ أحمد الناطقة باسم «قوات سورية الديموقراطية»، إن القوات المدعومة من الولاياتالمتحدة تمكنت الجمعة من الوصول إلى سد الطبقة الذي يعد أحد أكبر المهمات في الحملة لطرد تنظيم «داعش» من الرقة، وإنها تقاتل التنظيم عند مدخل السد. ويمتد السد، وهو الأكبر على نهر الفرات، مسافة أربعة كيلومترات عبر النهر إلى الضفة الجنوبية، وهو واحد من عدد قليل من نقاط العبور المتبقية بعد تدمير الكثير من الجسور خلال الصراع. وكان وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان الذي تشارك بلاده في التحالف الدولي، قال إن معركة استعادة الرقة قد تبدأ على الأرجح في الأيام المقبلة. وقال بشار الجعفري كبير مفاوضي الحكومة السورية في جنيف، إن أي هجوم تدعمه الولاياتالمتحدة أو تركيا على «داعش» في الرقة، لن يكون مشروعاً ما لم يتم بالتنسيق مع دمشق. وكان المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا عقد لقاءات مع وفدي الحكومة و «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة وسط اختلاف في الأولويات بين تركيز دمشق على محاربة الإرهاب وتمسك المعارضة ببحث الانتقال السياسي.