عقد رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان جلسة محادثات أمس مع الرئيس نيكولا ساركوزي الذي قام بزيارة قصيرة للامارات واختتمها أمس عائداً إلى باريس. وبحث الرئيسان في حضور الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات وبخاصة السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والسياحية والاستثمارية والعلمية. وقال رئيس دولة الامارات إن افتتاح «معسكر السلام البحري» في أبوظبي اليوم (أمس) يشكل مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين في إطار معاهدة الدفاع المشترك التي وقعت سابقاً، مؤكداً أن هذا المعسكر سيسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية من العالم. وأكد أن زيارة الرئيس ساركوزي ومحادثات يوم أمس تشكل خطوة مهمة في طريق تعزيز وتطوير علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين وسيكون لها آثار إيجابية كبيرة في تحقيق مزيد من المصالح والأهداف المشتركة للشعبين الصديقين في مختلف المجالات. وأكد الرئيس الفرنسي أن «معسكر السلام البحري» في أبوظبي يشكل رسالة سلام الى المنطقة بكاملها وسيكون هدفه الاساسي المساهمة في تحقيق أمن واستقرار المنطقة وتدريب القوات البحرية في دولة الامارات لتكون من ضمن القوات المتطورة على الصعيدين الاقليمي والعالمي. ودشن ساركوزي والفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الاماراتي صباح أمس في ميناء أبوظبي القاعدة البحرية العسكرية الفرنسية المسماة «معسكر السلام البحري». وفي حضور الرئيسين الفرنسي والاماراتي تم التوقيع على اتفاقات ومذكرات تفاهم في مجالات الأمن والدفاع والتمثيل الديبلوماسي. وشملت اتفاقاً في مجال الأمن وقعه الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الاماراتي ووزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، واتفاقاً في مجال الدفاع وقعه وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ووزير الدفاع الفرنسي هارفييه موران. وأشار الرئيس الفرنسي في كلمته الى مجال جديد آخر للتعاون هو الطاقة النووية السلمية. وأكد ان هذه الطاقة يجب أن لا تكون ملكاً فقط للدول الغربية. وأوضح أن «معسكر السلام البحري» يهدف الى التأكيد على التزام بتحقيق عهد جديد لعلاقات الشراكة ليس مع الإمارات فقط، ولكن مع دول الشرق الأوسط. وأوضح أن المعسكر يشمل مختلف القطاعات البحرية والجوية والأرضية للجيش الفرنسي، ويستطيع جمع 500 فرد بسرعة، ما يعني دليلاً عملياً على رغبة فرنسا في الوقوف الى جانب الامارات. وأضاف أن المعسكر يكمل التعاون العسكري القديم الذي يشمل التمارين العسكرية المشتركة واللقاءات بين الضباط والمسؤولين من البلدين. وقال: «يجب أن نكون مستعدين للوفاء بالتزاماتنا تجاه اصدقائنا لمواجهة المخاطر المحدقة بهم». وأكد ايضاً أن الوجود العسكري الفرنسي الدائم ليس موجهاً ضد أحد بعينه، ولم يأت بسبب ظروف معينة، انما يترجم ببساطة التزام فرنسا على المدى الطويل بالوقوف الى جانب اصدقائها حال استدعت الحاجة ذلك. وحضر الرئيس الفرنسي والفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الامارات حفلاً ببدء أعمال إنشاء «متحف اللّوفر أبوظبي»، ووضعا رسالتين داخل «الكبسولة الزمنية» الرمزية التي ستودع لاحقاً في «متحف اللّوفر أبوظبي».