في الوقت الذي تحظى فيه المساجد كافة بعناية خاصة من المهتمين بتوافر أماكن لائقة للعبادة بغية أداء شعيرة الصلاة المفروضة فيها، إلا أن مسجد «مجمع النخيل» الواقع في ضاحية العرفاء (40 كيلو متراً شمال محافظة الطائف) يبدو أنه ما زال في حاجة إلى المزيد من الاهتمام، إذ أثار حفيظة عدد من المعلمات العاملات في مدارس القرى والهجر والمراكز التابعة للمحافظة السياحية، ما دفعهن إلى بث شكواهن ل «الحياة» لعل وعسى أن يجدن مخرجاً يضع حداً لمعاناتهن المتكررة بصورة يومية. وقالت المعلمة منى محمد: «يعد المسجد محطة توقف للمركبات التي تقل المعلمات إلى المدارس التي تبعد مئات الكيلو مترات عن مقر إقامتهن ونتج من بعد المسافة أهمية توديعهن منازلهن في ظلام الليل قبل حلول موعد أذان الفجر بغية الوصول إلى مقر العمل في الموعد المحدد»، مشيرة إلى أن قائدي المركبات يتوقفون إلى جوار المسجد لتمكين المعلمات من أداء صلاة الفجر معتبرة تصرفهم إنسانياً. وأضافت: «لم أتصور أن أجد مسجداً بهذا الوضع، ولا أعلم مدى صحة الصلاة التي ينتابني شكوك تجاهها، خصوصاً أن من شروط صحتها طهارة الموقع، لا فتة إلى أن أبواب القسم المخصص كمصلى للنساء في ذلك المسجد مفتوحة، وأضحى ملجأً للقطط الهاربة من شدة البرد». أما زميلتها (فضلت عدم ذكر اسمها)، كشفت عدم قدرتها على وصف حال دورات المياه الملحقة بالمسجد، مفيدة أنها طاولتها يد العبث التي توحي بتصرفات غير حضارية ولا تمت للإنسانية بصلة إطلاقاً، وتساءلت عن غياب الصيانة الدورية لهذه المرافق أسوة ببقية المساجد، وتابعت: «تثير مخاوفي مسلسلات الحوادث الدموية التي تشهدها الطرقات التي يذهب ضحيتها الكثير من المعلمات سنوياً، لذلك أحرص على أن أؤدي صلاة الفجر في خشوع وتدبر بيد أن المخلفات والحشرات المتناثرة في أروقة المسجد شكلت جانباً مقززاً للنفس يدفعني إلى محاولة الفراغ من الصلاة باكراً ومغادرة الموقع على عجل». وأردفت إحدى معلمات التربية الإسلامية: «توحي روائح الأطعمة المنبعثة من داخل المسجد بنكهات جنوب آسيوية بتحويله من بعض العمالة الوافدة إلى مطعم موقت لتناول الطعام». وزادت: «نحن على استعداد للحفاظ على المكان عقب الفراغ من الصلاة وتركه نظيفاً لكن الفرش خرج من الخدمة منذ أعوام عدة، فضلاً عن الغبار المتطاير الذي يعلق بالملابس ويضاعف معاناة المصابات بالربو». وفي تعليقه على الموضوع، قال المدير العام للأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد في محافظة الطائف عبدالعزيز بن بخيت المدرع ل «الحياة»: «لدينا توجيه من أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بتكثيف الجولات الميدانية على ملحقات المحطات والاستراحات كافة من مساجد ومصليات ودورات مياه ومطاعم ومحال تجارية، الواقعة على طريق (الطائف - الرياض) التي يمر بها الحجاج والمعتمرون مثل طريق الجنوب وطريق الرياض وطريقي السيل والهدا، وبموجبه تم تشكيل لجنة من المحافظة والأمانة والشؤون الصحية والشؤون الإسلامية تنفذ جولات ميدانية متواصلة لمتابعة أوضاعها ورفع التقارير اللازمة». وأضاف: «كانت اللجنة وقفت على المجمع المذكور ورصدت الملاحظات وتم توجيه خطابنا رقم 3073/5 في 12/4/1431 إلى المشرف على المجمع عبدالعزيز الشمري وأخذ إقرار وتعهد عليه بالالتزام بصيانة ونظافة المسجدين الواقعين بالمجمع رقم 1 ورقم 2 إذ إنهما يقعان ضمن أملاك المجمع وتعيين إمام ومؤذن لهما، وقد تم الاتصال بالمشرف على المجمع وأفاد أنه تمت فعلاً إعادة دهان المسجدين وتم فرشهما بالكامل»، كما أفاد أنه تم التعاقد من قبلهم مع مؤسسة نظافة لتولي عملية متابعة نظافة المسجدين. وأكد المدرع أن اللجنة المذكورة تتابع بصفة دورية ومستمرة المحطات والاستراحات كافة.