أكد كل من الأديب حمد القاضي والدكتور عبدالعزيز الثنيان، الحاجة إلى خطاب ثقافي غير تحريضي أو إقصائي، مشيرين إلى أهمية إيجاد حوار بناء. وقال القاضي في ندوة بعنوان «خطابنا الثقافي والمواطنة»، نظمها نادي تبوك الأدبي أخيراً، وأدارها الدكتور مسعد العطوي: «إن الدين دعا إلى العدل والحوار، ومجادلة الرأي الآخر بالتي هي أحسن، وانطلاقاً من توجيه قائد هذا الوطن، إذ طالب بنبذ الاختلاف والتصنيف، وعدم التوجه إلى تصفية الحسابات أو الاتهامات»، مبدياً أسفه إزاء ما يكتب وينشر بأقلام كتّاب يتبنون الإقصاء. وأضاف: «نستطيع أن نتحاور مع المختلف وفق ثوابت الدين ووحدة الوطن، من دون أن يصم أحد الآخر بالظلامية وعدم الوطنية، أو يشكك الطرف الآخر بعقيدة المحاور أو انحلاله»، مشدداً على أن المشهد انشغل «بقضايا مللنا منها عبر سجالات، أغلبها شخصي وبعضها تصفية حسابات بين طيف وطيف! بل مل الناس من ذلك»، وقال: «إن السؤال الذي ينهض هنا هل ليست لدينا سوى هذه القضايا (الاجتماعية) نعيد فيها ونزيد؟ وبغض النظر عن أهمية بعضها، فنحن لا نريد أن تطغى أو أن تقصى. الوطن له قضاياه التنموية الكبرى، التي تستحق الطرح». وعبّر القاضي عن خشيته أن تتسبب هذه التباينات «أو بالأحرى الخلافات الفكرية في مشهدنا الاجتماعي في تفرقتنا ولا توحدنا»، داعياً للنظر «إلى من حولنا كيف شتتتهم الخلافات الفكرية حول قضايا أوطانهم، وكيف عطلت هذه الخلافات مسيرة التنمية لديهم، بل إنها قادت في البعض الدول الشقيقة إلى الفرقة والنزاع والاحتراب». ثم أعقبه الدكتور الثنيان الذي طرح السؤال التالي: كيف كنا قبل وحدة وطننا الغالي؟ وكيف قامت الدولة السعودية؟ مستعرضاً ما جاء في كتاب الأمير سلمان بن عبدالعزيز «ملامح إنسانية من سيرة الملك عبدالعزيز». وتطرق إلى جملة من المواضيع لها علاقة بموضوع المحاضرة. وفي المداخلات، أكد الدكتور نايف الجهني، أن عنوان المحاضرة «غير مناسب، لأن الاعتدال مسألة مرتبطة بالجانب الديني، وأن الثقافة تقبل التعددية والانفتاح، ولا تقبل الرأي الواحد، ولا علاقة لها بمسألة الاعتدال». وقال إن قضايا المرأة والقضايا الاجتماعية يومية ويجب ألا نعطيها هذا الحجم، بل علينا مناقشة بنية التفكير وجذور مسألة رفض الآخر. كما طالب محمد توفيق بمعالجة ظاهرة تعميم السلبي وتقليص الإيجابي، مشدداً على عدم طمس جوانب التساهل في التشريع الإلهي، ووجود هيئة تحمي القرار الثقافي في حال مناقشة المشكلات، مع ضرورة تثقيف الآخر واحترام التواصل.