لا يكاد المرء يفيق من مشهد حادثة مرورية شنيعة وقعت امامه أو لأحد معارفه أو مر بجوارها، حتى تبدأ قصة أخرى. مجموعة قصصية لا تنتهي عنوانها «دماء على الإسفلت»، وضحاياها ليسوا سوى أبناء المجتمع. في معظم الحالات هناك ضحايا، ضحايا ظُلِموا وآخرون ظَلَموا انفسهم. تفتح «الحياة» في الحلقة الأولى من ملفها عن الحوادث الموروية صفحاتها لأولئك الضحايا من النوعين، حيث يروون قصصهم ومآسيهم ومعاناتهم وتجاربهم. مشاعر من الندم طغت على من حكوا حكاياتهم، ونبرات تحدٍ للإعاقة بدت واضحة في أصوات آخرين. في السياق ذاته، كشفت دراسة متخصصة أن الحوادث المرورية تكلف الاقتصاد المحلي 13 بليون ريال سنوياً، بينما بلغت كلفتها على مستوى مدينة الرياض 1.6 بليون ريال سنوياً. وقدرت الدراسة التي عملت عليها الهيئة العامة لتطوير مدينة الرياض بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور عدد الوفيات جراء الحوادث في العاصمة الرياض (حصلت «الحياة» على نسخة منها) ب 357 حالة وفاة، أي بمعدل 30 حالة وفاة شهرياً، لافتة إلى أن عدد الوفيات جراء الحوادث المرورية في مدينة الرياض منذ 6 أعوام بلغ 2478 حالة وفاة. يذكر ان حركة رحلات المركبات وأعدادها في الرياض أشارت إلى أنها وصلت إلى 6,5 مليون حركة بشكل يومي بحسب الإحصاءات والتقديرات المرورية وإحصاءات الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ووزارة النقل، لأن نسبة النمو السكاني تتصاعد بشكل كبير.