راجع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس، مع كبار قادة الجيش والشرطة الخطط الأمنية لمواجهة الإرهاب، لا سيما في شمال سيناء، مطالباً ب «أعلى مستويات الاستعداد القتالي والتأهب الأمني»، فيما قتل ثلاثة عناصر من قوات الأمن المصرية وأصيب ستة آخرون أمس بانفجار استهدف مدرعة جنوب مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء. وأوضح بيان رئاسي أمس، أن السيسي ترأس اجتماعاً مع قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة والمجلس الأعلى للشرطة، حضره وزيرا الدفاع صدقي صبحي والداخلية مجدي عبدالغفار «في إطار الاجتماعات الدورية لمتابعة تطورات الأوضاع الأمنية في أنحاء الجمهورية كافة، بخاصة في شمال سيناء، في إطار الخطط والتدابير الأمنية التي تنفذها قوات الجيش والشرطة للتصدي للجماعات الإرهابية التي تستهدف زعزعة استقرار البلاد وأمن المواطنين». وأضاف أن «السيسي أشاد بالتضحيات والبطولات التي يقدمها أبطال الجيش والشرطة في الحرب ضد الإرهاب»، مؤكداً «ضرورة استمرار التنسيق الكامل بين القوات المسلحة والشرطة، والتحلي بأعلى مستويات الاستعداد القتالي والتأهب الأمني، بهدف ملاحقة العناصر الإرهابية والقبض عليهم، وتوفير الأمن للمواطنين في ربوع مصر كافة». وذكر الناطق باسم الرئاسة السفير علاء يوسف أنه تم خلال الاجتماع استعراض عدد من المواضيع الداخلية، حيث طالب السيسي بتكثيف الحملات الأمنية للتصدي بحسم لأية تعديات على نهر النيل في محافظات الجمهورية كافة، وذلك في إطار جهود الدولة لحماية نهر النيل، إضافة الى تكثيف الحملات لإزالة التعديات على أراضي الدولة، والتصدي لمحاولات الاستغلال غير القانوني لها. في غضون ذلك، ذكرت مصادر طبية ورسمية وشهود عيان في شمال سيناء أن عبوة ناسفة انفجرت في منطقة بئر لحفن في جنوبالعريش، مستهدفة آلية أمنية، ما أسفر عن مقتل 3 من أفراد الأمن وجرح 6 آخرين نقلوا إلى مستشفى في العريش. وأوضحت المصادر أن عبوة ناسفة انفجرت في قرية الشلاق الواقعة على الطريق الدولي الساحلي العريش- الشيخ زويد، أدت إلى إصابة طفلتين شقيقتين (8 سنوات و 10 سنوات) نقلتا إلى مستشفى العريش لإسعافهما. ولقي ضابط شرطة ومجند حتفهما يوم الخميس في اشتباك مع متشددين في العريش كما أعلن الجيش مقتل ثلاثة ضباط وسبعة مجندين في انفجارين استهدفا قوات كانت تداهم «إحدى البؤر الإرهابية شديدة الخطورة» وسط سيناء. وأضاف بيان عسكري أن القوات قتلت 15 متشدداً. على صعيد آخر، جُرح 9 شرطيين و3 مواطنين باشتباكات بين قوات الأمن وأهالٍ في محافظة الأقصر في جنوب مصر، اندلعت على خلفية طائفية بين مسلمي ومسيحيي قرية، فيما ألقت الشرطة القبض على 11 شخصاً اتهمتهم بالتورط في تلك الواقعة. وأفادت مصادر بأن معظم الإصابات نجم من رشق الأهالي الشرطة بالحجارة، في الأحداث التي اندلعت منذ الخميس الماضي وتجددت مساء أول من أمس. وشهدت منطقة المهيدات التابعة لمركز الطود في جنوب الأقصر، اشتباكات بين قوات الشرطة ومتظاهرين حاولوا محاصرة منازل المواطنين المسيحيين في المنطقة، على خلفية اختفاء فتاة مسيحية سرت إشاعات عن اعتناقها الإسلام. ورشق المتظاهرون قوات الشرطة بالحجارة، وردت قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع ناحية الجموع. وفرضت قوات الأمن في الأقصر حصاراً أمنياً مشدداً منذ ليلة أول من أمس، على محيط منطقة المهيدات خشية حدوث اشتباكات بين مسلمي المنطقة وأقباطها. وزار محافظ الأقصر محمد بدر ومدير الأمن اللواء عصام الحملي وقيادات أمنية منطقة المهيدات لمتابعة الموقف. ونشرت أجهزة الشرطة تشكيلات أمنية في محيط منازل المسيحيين، وداخل شوارع قرى المهيدات والعديسات والطود. وعقدت قيادات أمنية ونواب في البرلمان وقيادات دينية في المحافظة اجتماعات مع كبار عائلات تلك القرى لتهدئة الموقف، فيما عقد وكيل وزارة الأوقاف في الأقصر اجتماعاً موسعاً مع أئمة المساجد طالبهم خلاله بشرح مفاهيم الإسلام الصحيح والتدخل لاحتواء أي أزمات. وحذر مركز «الأقصر للدراسات والحوار والتنمية» في بيان من بث وترويج فيديوات على مواقع التواصل الاجتماعي بين سكان الأقصر بهدف «إثارة الفتنة» وتوتير العلاقات بين مسلمي ومسيحيي المحافظة. من جهة أخرى، أوقفت أجهزة الأمن 13 من عناصر جماعة «الإخوان المسلمين» في الإسكندرية، في شمال مصر. وفي العريش، فجر مسلحون يُعتقد أنهم تابعون لفرع تنظيم «داعش» في شمال سيناء معهداً أزهرياً في المدينة، بعد تلغيم أطرافه بالعبوات الناسفة، ما تسبب في هدم أجزاء منه. وأفيد بأن المسلحين فجروا بنايات في المعهد الواقع في حي الزهور في العريش، لمنع قوات الأمن من استخدامه في مراقبة المسلحين.