كشفت الحكومة المحلية في محافظة المثنى، التي تبعد 280 كلم جنوببغداد، عن الشروع في حفر خندق أمني الشهر المقبل محاذٍ للصحراء الجنوبية الغربية التي تعتبر مثار قلق أمني كبير للجهات الأمنية في المحافظة. وقال قائد شرطة المحافظة سامي سعود ل «الحياة» إن «الشهر المقبل سيشهد البدء في عملية حفر الخندق الأمني الذي سيقي المحافظة من أخطار السيارات المفخخة والمواد المتفجرة التي يتم تهريبها إلى المحافظة أو المحافظات الأخرى من طريق صحراء المثنى المتصلة مع صحراء النجف والأنبار». وأضاف أن «محافظتي النجف وكربلاء بدأتا بحفر الخندق، وقد لمستا المردود الأمني الإيجابي من خلال السيطرة على كافة السيارات الداخلة والخارجة من وإلى المحافظة في المناطق التي كانت تشكل خطراً أو قلقاً أمنياً في كل موسم لزيارة العتبات الدينية التي تستقبل ملايين الزوار سنوياً». تابع أن «القيادة بدأت بالتعاون مع لواء الطفوف التابع للحشد الشعبي في تحديد مسار الخندق المزمع حفره على طول البادية الغربية التي تشكل خطراً أمنياً على المحافظة، حيث سنبدأ بتسيير طلعات جوية لتحديد المسار بدقة عالية وفي وقت قصير وبجودة أفضل في الأماكن التي من السهل اجتيازها من جانب الإرهابيين». وأشار إلى أن «القيادة قامت بنشر العديد من القوات الأمنية على طول الحدود مع الصحراء ونفذت الكثير من العمليات الاستباقية، بالإضافة إلى الكشف الجوي عن كلفة التحركات المريبة وتكثيف الجهد الاستخباري في الأماكن القريبة من الصحراء». وكانت الحكومة المحلية في محافظة المثنى عقدت نهاية الأسبوع الماضي مؤتمراً أمنياً بمشاركة قيادة الشرطة وعشائر المحافظة، وحذرت من الواقع الأمني بعد انتهاء مرحلة سيطرة تنظيم «داعش» على المحافظات العراقية. وقال محافظ المثنى فالح الزيادي ل «الحياة» إن «الخندق سيتم حفره بالتعاون مع العتبة الحسينية، وتحديداً مع لواء الطفوف التابع للحشد الشعبي، وهو من التشكيلات المسلحة التي نظمتها العتبة، إذ سيبدأ الحفر مطلع الشهر المقبل وسيمتد بطول 180 كيلومتراً، ويحاذي الصحراء بطولها الملامس للمدينة، وسيمتد أيضاً إلى أجزاء من عمق الصحراء بما يضمن فاعلية أمنية أفضل». وأضاف أن «الحكومة المحلية فاتحت وزارتي الدفاع والداخلية اللتيْن بعثتا بردود إيجابية حيال إنشاء الخندق الأمني، إلا انهما كانتا غير قادرتين على دعم المشروع مالياً بسبب تكثيف الجهود المالية لمحاربة داعش في محافظة نينوى شمال البلاد». وزاد أن «هناك عدة مصالح خاصة لبعض المواطنين قد يمر الخندق من خلالها كالمزارع ومناطق الرعي التي يتوجب حلها مع المواطنين قبل الشروع في حفره وربطه بالخندق الذي يحيط بمحافظتي كربلاء والنجف».