حيفا، واشنطن، رام الله، عمان - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - ما زالت إسرائيل وطائرات مكافحة حرائق اجنبية تواصل عملها لليوم الثالث لاحتواء حريق هائل اندلع في غابات قرب مدينة حيفا الساحلية وأسفر عن مقتل 42 شخصاً على الأقل وإجلاء أكثر من 1700 شخص وتدمير نحو عشرة آلاف فدان من الأرض التي تعاني من الجفاف وعدداً كبيراً من المنازل. وذكرت الشرطة أن النتائج الأولية تشير الى أن الحريق ناجم عن إهمال، فيما لم يستبعد مسؤولون آخرون احتمال تعمد إشعال الحريق. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان إن «من الواضح أن معركة إخماد النيران ستحسم من الجو»، وطلب المزيد من المساعدة الدولية لإطفاء الحريق. كما شدد في اتصال هاتفي مع الرئيس باراك أوباما، على أن طائرات مكافحة الحرائق ستكون مفيدة حتى لو لم تصل فوراً نظراً الى حجم الكارثة. وكان مساعد مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس قال في مؤتمر صحافي على متن الطائرة الرئاسية أن أوباما اتصل بنتانياهو هاتفياً من الطائرة خلال زيارته المفاجئة لأفغانستان، مضيفاً أن الرئيس كرر العرض الذي كان قدمه مساء الخميس بإرسال مصادر «مهمة قدر الإمكان» للمشاركة في جهود إخماد الحريق. من جانبها، قالت المسؤولة عن المساعدة الإنسانية في وكالة التنمية الأميركية (يو أس أيد) نانسي ليندبورغ: «للرد على طلب الحكومة الإسرائيلية، أرسلنا 45 طناً من المواد المعدة لمكافحة النيران، بالإضافة الى 12 ألف ليتر من ثلج الكربون». وأضافت ليندبورغ وكذلك المسؤول عن الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض دان شابيرو خلال مؤتمر صحافي بالفيديو إن المساعدة الأميركية تتضمن أيضاً إرسال ثلاثة اختصاصيين في مكافحة الحرائق، لكن ليس حتى الآن وسائل جوية إضافية. وأوضحت ليندبورغ: «نحن على استعداد لإرسال مساعدة إضافية» إذا كان ذلك ضرورياً. وتلقى الرئيس محمود عباس أمس اتصالاً هاتفياً من نتانياهو عبر فيه عن امتنانه لمساعدة رجال الإطفاء الفلسطينيين في إخماد الحرائق. وأكد عباس خلال الاتصال أنه في مثل هذه الظروف لن يتوانى الشعب الفلسطيني عن تقديم مساعدات إنسانية، علماً أن ثلاث وحدات من الدفاع المدني الفلسطيني أرسلت للمساعدة في إخماد حرائق الكرمل. واستمر رجال الإطفاء والشرطة والإسعاف أمس ومساء أول من أمس في العمل على إطفاء الحريق، فيما استأنفت عشر طائرات أجنبية تحليقها. وكانت وصلت الى إسرائيل طائرة روسية عملاقة من نوع «اليوشين 77» تلقي 42 ألف ليتر ماء في كل طلعة. وتعمل أيضاً طائرات وصلت من تركيا واليونان وقبرص وفرنسا وبريطانيا. وأتى الحريق الهائل المتأجج منذ الخميس على منازل عدة شمال إسرائيل صباح أمس، وقالت الشرطة إن منازل في عين هود ونير عصيون ويمين هود أُجلي سكانها اجتاحتها النيران. وأغلقت قوات الأمن كل الطرق القريبة من جبل الكرمل الذي انطلقت منه النار، لمنع تدفق الفضوليين. وذكر قائد الشرطة في المنطقة روني عطية للصحافيين في حيفا: «يبدو أن الحريق ناجم عن إهمال. ليس هناك ما يشير الى صلة بنشاط إرهابي». وأوضح انه يجري التحقيق في إشعال عائلة نيران للتدفئة في مخيم نصبته، ويعتقد انها كانت سبباً في الحريق. وقال الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد إن التوصل الى نتيجة نهائية يستغرق وقتاً، وأن التحقيق يشمل جميع الأسباب. وذكر أن رجال الإطفاء لم يتمكنوا من السيطرة على الحريق بحلول صباح أمس، وقال انه تم إخلاء العديد من العائلات من منازلها بعدما امتدت النيران إليها الليلة الماضية، مضيفاً إن «السيطرة عليها ربما تستغرق يوماً أو يومين». وفي وقت لاحق، قالت الشرطة الإسرائيلية أمس إنها اعتقلت شخصين يشتبه في إشعالهما حريق الغابات، ولم يكشف رزونفيلد هوية المشتبه بهما، لكنه قال إن من المعتقد أنهما تسببا في الحريق من خلال الإهمال وليس بقصد التخريب. وأطلقت الشرطة مساء أول من أمس شابين من دالية الكرمل كانت اشتبهت في انهما يحاولان إشعال النيران في جبل الكرمل.