برأس صغيرة أشبه برأس الكلب، ورقبة طويلة تحاكي رقبة الزرافة، ومؤخرة مقاربة لما لدى الحصان، يصور بعض الناس حيوان مفترس طوت أخباره منطقة جازان في الآونة الأخيرة، من أهالي المناطق الحدودية مع اليمن، الذين تناقلوا روايات عن افتراسه عدداً من مجهولي الهوية أثناء محاولتهم التسلل إلى المملكة، وفيما تضاربت الآراء في حقيقة ال«الزقمة»، طالب بعض السكان علماء الحيوان بدراسته للتحقق من جيناته ومعرفة فصيلته. وذكر محمد الكريري أنه رأى الحيوان بنفسه، إذ إن مؤخرته أقرب للحصان ورقبته كرقبة الزرافة ورأسه تشبه رأس الكلب «السلوقي»، وله أنياب طويلة وحوافر، بينما أشار أحمد كليبي إلى أن هذا الحيوان يسمى في اليمن وجازان باسم «الزقمة»، وأنه شوهد في جبال الريث أكثر من مرة، ويسمى عند أهالي الريث «قعود حنان»، لافتاً إلى أنه قبل خمس سنوات عثر على حيوان مفترس غريب وتم القضاء عليه من إحدى دوريات المجاهدين في منطقة ما بين العارضة والخوبة تسمى «أبو سبيلة»، إذ يكثر في تلك المنطقة الجبلية كثير من الحيوانات الليلية كالجعر والذئاب والثعالب والنمس.ولفت أحد سكان القرى الحدودية عقيل الأمير إلى أن الزقمة كانت سابقاً تكثر في المناطق الجبلية النائية والبعيدة، ولا تأتي إلى المناطق التي تكثر فيها الأنوار، وقال: «كبار السن كانوا يحدثوننا عن «الزقمة» إلا أننا لم نشاهدها على الطبيعة، وربما تكون انقرضت أو أنها مجرد روايات فقط». من جانبهم، ذكر بعض المهتمين بتاريخ المنطقة أن الحيوان اشتهر في المنطقة باسم «الزقمة» إلا أنهم لم يتعرفوا على الاسم العلمي للحيوان الذي أقرب ما يكون لفصيلة الكلاب، وأنه ربما كان ذلك نتاج تهجين سابق في مناطق لم تكتشف فيها هذه الحيوانات إلا بعد ظهورها، من خلال حمل الجينات وتناقلها إلى الأجيال الأخرى عن طريق التناسل، مطالبين العلماء المهتمين بعلم الحيوان بدراسة مثل هذه الحيوانات حتى نتمكن من معرفة مصادرها وتحديد جيناتها.