وصف الناقد حسين بافقيه الأديب والناقد الكبير عبدالله عبد الجبار بالثروة العظيمة، وتحدث عن أعماله مثل (أمي وساعي البريد والشياطين الخرس). واعتبر أن أهم أعماله في الإذاعة هو «العم سحتوت» وكتابه «قصة الأدب في الحجاز»، الذي اشترك في تأليفه مع الدكتور المصري عبدالمنعم خفاجي من أهم المراجع التاريخية والموسوعية في الأدب الحجازي والسعودي الحديث. وتناول بافقيه في محاضرة بعنوان «عبدالله عبدالجبار والنقد المنهجي»، نظمها نادي حائل الأدبي أخيراً، وأدارها محمد باوزير، نشأة عبدالجبار وترعرعه في مكة وارتحاله إلى مصر ودراسته في دار العلوم على أيدي كبار المفكرين وأثر الدراسة في فكره النقدي، مشيراً إلى أن دراسته كانت أثناء الحقبة الليبرالية، وأنه كان أميناً عاماً لرابطة الأدب الحديث إبان إقامته في مصر، معتبراً أنه من النقاد الكبار في الرعيل الأول. وقال إن عبدالله عبدالجبار أول من جرب التحليل النفسي للأدب، وأنه تأثر بمحمد خلف الله أحمد وحامد الطاهر. ونوه إلى انضمامه إلى رابطة الأدب الحديث التي أنشأها إبراهيم ناجي. وقال: «إن تلك المدرسة غير عقائدية ولا تتعصب لمذهب معين بل فتحت الباب لكل المذاهب وعنيت بالأدب الجيد». وتطرق إلى ما واجهه عبدالجبار في صالونه الأدبي في مصر وتعرضه للاعتقال، على أيدي السلطات وبقائه في السجن قرابة العام ثم هجرته إلى لندن، مدرساً وقيامه بتدريس أبناء السعوديين والمبتعثين العرب. واعتبر بافقيه عبد الجبار مؤهلاً أكاديمياً ومن كبار النقاد العرب. وأكد اندهاش من يقرأ كتاب عبدالجبار «التيارات الأدبية في قلب الجزيرة العربية». وتعرض المحاضر إلى الفكر الثقافي عند عبد الجبار. وقال: «إنه رومانسي حتى النخاع»، مستشهداً بقوله: «لا يستطيع الشعر أن يتحرر من العاطفة»، مضيفاً: «إن معظم من يستشهد بهم عبد الجبار هم النقاد الرومانسيون». وأورد مقولة عبدالجبار: «إن الشعر لا يكون شعراً بدون الخيال والعاطفة والموسيقى» والمقولة الأخرى: «النقاد لا يحكمون على الشعر بأغراضه النبيلة» معلقاً عليها: «إن هذا الكلام لا يقوله إلا رومانسي». بعدها انطلقت المداخلات فاعتبر عمر بن عقيل الشمري أن المنهج الإسلامي منهج لإسعاد البشرية وهو صالح في كل زمان ومكان، متهماً عبدالله عبد الجبار بالرجوع إلى فكره وهواه. ورد بافقيه قائلاً: «من قال هذا؟ النقد نقد يتناول النصوص فهو نقد للأدب مهما اختلفت المدارس، فهو أثر لغوي فهناك فرق بين الأدب وبين الكلام العامي».