ذكرت الحكومة الألمانية أمس أنها لم تفقد الأمل بحل أزمة الشرق الأوسط رغم العراقيل والمصاعب القائمة. وقال الناطق باسمها شتيفن زايبرت، ردّاً على سؤال ل «الحياة» إن بلده يقدم المساعدات لإقامة بنى تحتية لدولة فلسطين المقبلة، مثل إنشاء مراكز للشرطة والقضاء بانتظار تحقيق حلّ الدولتين. وأكدت الحكومة الألمانية أن المساعدات البنيوية التي تقدمها إلى السلطة الفلسطينية لإقامة مؤسسات حكومية فاعلة هي تهيئة عملية ومسبقة لتحقيق حلّ الدولتين في الشرق الأوسط وإقامة دولة فلسطين إلى جانب إسرائيل. وأعرب الناطق عن أمل حكومته «بامكان وصول الاتصالات الأخيرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى نتائج طيبة». ومن دون أن يعلق مباشرة على قول رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين ناتنياهو خلال زيارة الرئيس الاتحادي الألماني كريستيان فولف لإسرائيل أخيراً بأنه يعتقد أن ألمانيا قادرة على لعب دور رئيسي لحل النزاع الشرق أوسطي، قال زايبرت إن برلين «لا ترى في نفسها القدرة على ذلك»، مضيفاً أنها تجد مع ذلك «مصلحة كبيرة في ايجاد حلّ نهائي، وهي ستسعى إلى تحقيق ذلك بكل ما تملكه من قدرات». وعن مشروع ألماني بدأ تنفيذه لبناء 55 مركزاً للشرطة والقضاء في الضفة الغربية، قال الناطق باسم وزارة الخارجية شتيفان بريدول إن إقامة مراكز حكومية تحتية فاعلة «تشكّل من وجهة نظر الحكومة الألمانية مساعدة ودعماً لتحقيق هدف حل الدولتين بانتظار تنفيذه في يوم ما». وكان مدير مكتب الممثلية الألمانية في رام الله غوتس لينغنتال وضع قبل أيام مع وزير الداخلية الفلسطيني سعيد أبو علي حجر، الأساسَ لبناء أربعة مراكز للشرطة في قضاء جنين، كما شاركت ألمانيا حتى الآن في تدريب 700 شرطي فلسطيني وتأهيلهم. وعما إذا كانت برلين تدرك أن نهج الاستيطان الذي تمارسه إسرائيل يمنع عملياً قيام دولة فلسطينية قادرة على الحياة، قال بريدول أن هذه النقطة مهمة جداً، وأن موقف حكومته الرافض للاستيطان معروف. لكنه ذكّر في الوقت ذاته بنقاط أخرى مهمة تعرقل الوصول إلى حلّ نهائي لأزمة الشرق الأوسط، مثل ضمان أمن إسرائيل والاعتراف بوجودها.